نبضها مطيري
04-09-2023, 01:38 PM
علامات الساعة جعل الله سبحانه وتعالى لاقتراب قيام الساعة وانتهاء الحياة الدنيوية أشراطًا وعلاماتٍ تدلّ عليها وتُنذر باقترابها، وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام في العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة الواردة عنه إلى هذه العلامات التي منها ما ظهر ومنها ما يقع في الوقت الحالي وقسم آخر سيظهر فيما بعد وقد قسّم العلماء هذه العلامات إلى صغرى وكبرى وقد كان أوّلها -وهي الصغرى- بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ثمّ موته، وهذه العلامات هي من رحمته عزّ وجلّ بعباده حتى يتمسّكوا بدينهم ويثبتوا عليه ولا تلههم الحياة الدنيا ومتاعها؛ وفي هذا المقال نذكر علامات الساعة الكبرى وظهور أوّل علامة من علاماتها. علامات الساعة الكبرى روى الصّحابي حذيفة بن أسيد الغفاري حديثًا عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام يذكر فيها علامات الساعة الكبرى وأشراطها وهي عشر علامات لم يرد في ترتيبها نصٌّ صريح، ويرى الشيخ محمد الصالح العثيمين أنّه لا يُعلم ترتيب علامات الساعة الكبرى سوى ثلاث منها؛ بعث الدجال ثمّ نزول عيسى بن مريم وقتله للدجال ويتبعه خروج يأجوج ومأجوج، أمّا ما عدا ذلك من هذه الأشراط فإنّه لا يُعلم ترتيبه؛ وفيما يلي هذه العلامات العشرة كما وردت في الحديث النبوي الشريف[1]: الدخان: فظهور الدخان هي من علامات اقتراب يوم القيامة إذ إنّ الساعة لا تقوم إلّا بظهوره، وقد وردت عدّة أدلّة تشير إلى هذه العلامة منها قوله عزّ وجل: "فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ" [الدخان: 10]. الدجال: إنّ ظهور الدجال يتسبب بحدوث فتنة كبيرة حذّر منها النبي محمّد عليه الصلاة والسلام أمّته وأخبرها بأنّ الله عزّ وجل يبتلي به هذه الأمّة ليختبر الصادق من الكاذب، وقد وُصف بأنّ إحدى عينيه ممسوحة والأخرى طافية كالعنبة. المهدي: ينتشر في آخر الزمان الظلم فيُخرج الله عزّ وجلّ رجُلًا من بيت النبوّة ليحكم بعدل الله تعالى وشريعته. نزول عيسى بن مريم: وينزل عليه السلام في آخر أيّام ظهور الدجّال ليقتله ويحكم بدين النبي محمّد عليه الصلاة والسّلام وشريعته، وقد وردّ أنّه ينزل شرقي دمشق عند المنارة البيضاء وتكون يداه على أجنحة ملكين. الدّابة: وهذه الدّابة تميّز المؤمن من الكافر وتكلّم الناس. طلوع الشمس من مغربها: وبطلوعها تنقطع التوبة ويُغلق بابها وينطبع على كلّ قلبٍ بما فيه؛ فقد أشار عليه الصلاة والسلام بأنّ الله عزّ وجلّ يقبل التوبة من عباده ما لم تطلع الشمس من مغربها. يأجوج ومأجوج: ورد في القرآن الكريم قصّة ذي القرنين عندما بنى السد ومنع قبيلتي يأجوج ومأجوج من الاختلاط بالبشر والفساد في الأرض ويبقيهم الله تعالى على هذه الحالة لا يستطيعون تسلّق هذا الجدار أو موالاة حفره ليلًا ونهارًا إلى أن يقولوا غدًا نُكمل بإذن الله في الوقت الذي حدّده الله تعالى ويصيب بعدها الناس مجاعة عظيمة. ثلاثة خسوف: بهذه الخسوفات يُعاقب الله تعالى الناس بسبب انتشار المعاصي بينهم إنذارًا منه على ما ينتظرهم إن هم أصرّوا على الذنوب، وهذه الخسوفات الثلاثة أحدها جهة الشرق والثاني جهة الغرب والثالث في جزيرة العرب. نار تخرج من اليمن: وقد ورد في هذه النار حديثان أحدهما أنّها تخرج من اليمن والآخر أنّها تخرج من المشرق إلى المغرب، وتنتشر هذه النار في الأرض كلّها وتحشر الناس وتسوقهم من المشرق إلى المغرب. ظهور أوّل علامة من علامات الساعة الكبرى انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الإشاعات التي تتحدّث عن ظهور أوّل علامة من علامات الساعة الكبرى، مثل: ظهور مخلوق أعور غريب وعظيم في خلقه تسبب بالرعب لسكّان المنطقة التي ظهر فيها مما دفعهم إلى أن يلوذوا بالفرار إلى المرتفعات وقد ذهب البعض إلى أنّه من المحتمل أن يكون المسيح الدجّال، لكن هذه الأخبار من الشائعات وذلك لأنّ علامات الساعة الكبرى لم يظهر منها أي علامة بخلاف الصغرى التي ظهر العديد منها.