الدكتور على حسن
03-30-2023, 04:57 PM
يتناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أهمية التعمق فى فهم معنى «المساواة»، ومتى تكون عدلا،ومتى تكون ظلما، فالمساواة التى يتحقق معها معنى «العدل» هى المساواة التى تكون بين متماثلين كل منهم يساوى الآخر فى استحقاق الوصف بالمساواة، فإذا كانت المرأة -مثلا- تساوى الرجل فى أصل الخلقة، كما قرره القرآن فى آيات كثيرة، فإن من «العدل» أن يتساوى فى هذا الأصل كل منهما، وبحيث يصبح من الظلم أن يصادر على المرأة حقها فى مساواة الرجل بحجة أن الرجل يفضلها فى هذه الحقيقة، وأنه لا مساواة بينهما فى هذا الأصل، كما ذهبت إلى ذلك مجتمعات قديمة، وحديثة أيضا، نظرت إلى المرأة بحسبانها مخلوقا تابعا للرجل، مسخرا لخدمته وخدمة أهله وأولاده، ولم تنظر للمرأة بحسبانها شقيقة للرجل
ومساوية له فى أصل الإنسانية.
وأضاف شيخ الأزهر فى برنامجه التليفزيونى» حديث الإمام الطيب، لكى نفهم فلسفة «المساواة» فى شريعة الإسلام، لا مفر لنا من أن نكون على وعى بالخلفية «الأخلاقية» الرابضة وراء كل تشريع من تشريعات هذا الدين الحنيف، سواء منها ما تعلق بجانب العبادات أو المعاملات، ولا بأس من الوقوف لحظات فى رحاب هذه الخاصة فى فلسفة التشريع الإسلامى ليتبين لنا: الربط القوى بين الأصل الخلقى من جانب، وما ينبنى عليه من أحكام وتشريعات من جانب آخر، وبحيث يمكن القول إن أى تشريع من تشريعات هذا الدين الحنيف إنما يستند فى منبعه أو فى مآله إلى قاعدة أو أخرى من قواعد الأخلاق.
ويضيف: «أكتفى فى مؤونة الاستدلال على هذه الدعوى بقوله تعالى: «اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا»، وقوله -عليه الصلاة والسلام- فى شأن الصائم الذى يتحلل من قيود الأخلاق وهو صائم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه»، وأصرح من ذلك حديث المرأة التى كانت تصوم نهارها وتقوم ليلها، إلا أنها كانت تؤذى جيرانها بلسانها، وأن النبى -صلوات الله وسلامه عليه- حين أخبر بحال هذه المرأة بعد وفاتها، لم يزد على أن قال: «لا خير فيها، هى من أهل النار»، وكذلك المرأة التى كانت تكتفى فى عبادتها بأداء ما افترض عليها من صلاة وصيام، وتصدق ببقايا طعامها، إلا أنها كانت تحبس لسانها عن الغيبة والنميمة وذكر الناس بما يكرهون، وأن النبى صلى الله عليه وسلم لما أخبر بحالها هذا، قال: «هى فى الجنة»، وأحاديث أخرى تدلنا دلالة قاطعة على تجذر «البعد الخلقى» وراء كل تشريع من تشريعات الإسلام: سواء تعلق هذا التشريع بالعبادات أو المعاملات أو غيرهما.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــــم
الدكتور علـــــى
ومساوية له فى أصل الإنسانية.
وأضاف شيخ الأزهر فى برنامجه التليفزيونى» حديث الإمام الطيب، لكى نفهم فلسفة «المساواة» فى شريعة الإسلام، لا مفر لنا من أن نكون على وعى بالخلفية «الأخلاقية» الرابضة وراء كل تشريع من تشريعات هذا الدين الحنيف، سواء منها ما تعلق بجانب العبادات أو المعاملات، ولا بأس من الوقوف لحظات فى رحاب هذه الخاصة فى فلسفة التشريع الإسلامى ليتبين لنا: الربط القوى بين الأصل الخلقى من جانب، وما ينبنى عليه من أحكام وتشريعات من جانب آخر، وبحيث يمكن القول إن أى تشريع من تشريعات هذا الدين الحنيف إنما يستند فى منبعه أو فى مآله إلى قاعدة أو أخرى من قواعد الأخلاق.
ويضيف: «أكتفى فى مؤونة الاستدلال على هذه الدعوى بقوله تعالى: «اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا»، وقوله -عليه الصلاة والسلام- فى شأن الصائم الذى يتحلل من قيود الأخلاق وهو صائم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه»، وأصرح من ذلك حديث المرأة التى كانت تصوم نهارها وتقوم ليلها، إلا أنها كانت تؤذى جيرانها بلسانها، وأن النبى -صلوات الله وسلامه عليه- حين أخبر بحال هذه المرأة بعد وفاتها، لم يزد على أن قال: «لا خير فيها، هى من أهل النار»، وكذلك المرأة التى كانت تكتفى فى عبادتها بأداء ما افترض عليها من صلاة وصيام، وتصدق ببقايا طعامها، إلا أنها كانت تحبس لسانها عن الغيبة والنميمة وذكر الناس بما يكرهون، وأن النبى صلى الله عليه وسلم لما أخبر بحالها هذا، قال: «هى فى الجنة»، وأحاديث أخرى تدلنا دلالة قاطعة على تجذر «البعد الخلقى» وراء كل تشريع من تشريعات الإسلام: سواء تعلق هذا التشريع بالعبادات أو المعاملات أو غيرهما.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــــم
الدكتور علـــــى