Şøķåŕą
03-30-2023, 03:35 PM
توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (17)
الحديث السابع عشر
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلُ المسلمين واليهودِ والنصارى، كمثل رجلٍ استأجَرَ قومًا يعملون له عملاً يومًا إلى الليل على أجر معلوم، فعَمِلوا له إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقيَّة عملكم، وخذوا أجرَكم كاملاً، فأبَوْا وتركوا، واستأجر أجيرين بعدَهم فقال لهما: أكملا بقيَّة يومكما هذا، ولكما الذي شرطتُ لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حينَ صلاة العصر قالا: لك ما عملنا باطلٌ، ولك الأجرُ الذي جعلتَ لنا فيه، فقال لهما: أكملا بقيَّةَ عملِكما، ما بقي من النهار شيء يسير، فأبَيَا، واستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقيَّة يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجرَ الفريقين كلَيْهما؛ فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور)[1].
توجيهات وتحقيقات الحديث:
التشبيهُ في الحديث هو تشبيه تمثيلي، شُبِّهت فيه هيئة الأمم الثلاث بهيئة أقوام أُجَراء، بجامع أن كلَّ هيئة منتزعة من متعدد.
قدَّم النبي صلَّى الله عليه وسلم المسلمين في أول الحديث؛ لأنهم أفضلُ مِن غيرهم، وأخَّرهم عند التفصيل لتأخُّرِ زمانهم.
(يومًا إلى الليل): المراد باليوم النهارُ؛ بقرينة قوله صلى الله عليه وسلم: (إلى الليل)؛ فهو مجازٌ مرسل، من باب إطلاق الكلِّ وإرادة الجزء.
قيل: كيف يقولون: (ما عملنا باطل) وهو لا يوافقُ حالَ اليهود والنصارى؛ لأنهم يعتقدون أنهم على حق؟!
والجواب: أنه كان كثيرٌ من اليهود والنَّصارى بعد ظهور الإسلام يَعرفون الحقَّ ويعاندون، وقد نزل غيرُهم منزلَهم لوضوح الحق أمامهم.
فصَل النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (أكملوا بقيَّة يومكم) عَن قوله: (لا تفعلوا)؛ لِما بينهما من كمال الاتِّصال.
ووصَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم قولَه: (أكملوا بقية عملكم وخُذوا أجركم)؛ لما بينَهما من التوسُّط بين كمال الاتِّصال وكمال الانقِطاع؛ لاتِّفاقهما في الإنشائيَّة، مع وجود الجامع وهو الاتفاق في المسنَد إليه.
(حتى إذا كان حين صلاة العصر): إذا قُرئ (حينُ) بالرفع، فـ"كان" تامَّة بمعنى حضَر، وحينُ فاعلٌ لها، وإذا قرئ بالنصب فهي ناقصة، واسمها محذوف، والتقدير: حتى إذا كان الحينُ حينَ صلاة العصر.
لم يَقل النبي صلى الله عليه وسلم للذين أتَوا أخيرًا: (ولكم الذي شرَطتُ لهم من الأجر) كما قال لمن قبلَهم؛ لأنهم يُقابلون المسلمين في التشبيه، وهم يَعملون من غير أن يَنظروا إلى أجر؛ لكَمالهم، أو للإشارة إلى أنه يجب أن يَكون هذا شأنَهم في النَّظر إلى ما كُلِّفوا به من العمل.
(أن يعملوا): "أن" وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: فاستأجر قومًا للعمل بقيَّة يومهم.
الحديث السابع عشر
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثلُ المسلمين واليهودِ والنصارى، كمثل رجلٍ استأجَرَ قومًا يعملون له عملاً يومًا إلى الليل على أجر معلوم، فعَمِلوا له إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقيَّة عملكم، وخذوا أجرَكم كاملاً، فأبَوْا وتركوا، واستأجر أجيرين بعدَهم فقال لهما: أكملا بقيَّة يومكما هذا، ولكما الذي شرطتُ لهم من الأجر، فعملوا حتى إذا كان حينَ صلاة العصر قالا: لك ما عملنا باطلٌ، ولك الأجرُ الذي جعلتَ لنا فيه، فقال لهما: أكملا بقيَّةَ عملِكما، ما بقي من النهار شيء يسير، فأبَيَا، واستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقيَّة يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجرَ الفريقين كلَيْهما؛ فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور)[1].
توجيهات وتحقيقات الحديث:
التشبيهُ في الحديث هو تشبيه تمثيلي، شُبِّهت فيه هيئة الأمم الثلاث بهيئة أقوام أُجَراء، بجامع أن كلَّ هيئة منتزعة من متعدد.
قدَّم النبي صلَّى الله عليه وسلم المسلمين في أول الحديث؛ لأنهم أفضلُ مِن غيرهم، وأخَّرهم عند التفصيل لتأخُّرِ زمانهم.
(يومًا إلى الليل): المراد باليوم النهارُ؛ بقرينة قوله صلى الله عليه وسلم: (إلى الليل)؛ فهو مجازٌ مرسل، من باب إطلاق الكلِّ وإرادة الجزء.
قيل: كيف يقولون: (ما عملنا باطل) وهو لا يوافقُ حالَ اليهود والنصارى؛ لأنهم يعتقدون أنهم على حق؟!
والجواب: أنه كان كثيرٌ من اليهود والنَّصارى بعد ظهور الإسلام يَعرفون الحقَّ ويعاندون، وقد نزل غيرُهم منزلَهم لوضوح الحق أمامهم.
فصَل النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (أكملوا بقيَّة يومكم) عَن قوله: (لا تفعلوا)؛ لِما بينهما من كمال الاتِّصال.
ووصَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم قولَه: (أكملوا بقية عملكم وخُذوا أجركم)؛ لما بينَهما من التوسُّط بين كمال الاتِّصال وكمال الانقِطاع؛ لاتِّفاقهما في الإنشائيَّة، مع وجود الجامع وهو الاتفاق في المسنَد إليه.
(حتى إذا كان حين صلاة العصر): إذا قُرئ (حينُ) بالرفع، فـ"كان" تامَّة بمعنى حضَر، وحينُ فاعلٌ لها، وإذا قرئ بالنصب فهي ناقصة، واسمها محذوف، والتقدير: حتى إذا كان الحينُ حينَ صلاة العصر.
لم يَقل النبي صلى الله عليه وسلم للذين أتَوا أخيرًا: (ولكم الذي شرَطتُ لهم من الأجر) كما قال لمن قبلَهم؛ لأنهم يُقابلون المسلمين في التشبيه، وهم يَعملون من غير أن يَنظروا إلى أجر؛ لكَمالهم، أو للإشارة إلى أنه يجب أن يَكون هذا شأنَهم في النَّظر إلى ما كُلِّفوا به من العمل.
(أن يعملوا): "أن" وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: فاستأجر قومًا للعمل بقيَّة يومهم.