الدكتور على حسن
03-28-2023, 06:54 PM
يعنى الإيمان، فى أبسط معانيه، ألا حقيقة مطلقة ودائمة فى الكون إلا الله عز وجل، وكلُ ما عداه نسبىُ ومتغير. فالله خالقُ هذا الكون ليس مثل أى شىء فيه. فهو أحدُ لا ثانى له، وصمدُ لا يطرأ عليه تغيير، وكاملُ تمام الكمال لا نقص فيه.
وهذه هى القاعدةُ الأولى للإيمان. ومؤداها فى الحياة أن كل ماخلقه الله نسبى، مادام المطلقُ واحدًا أحد. فليس فى الحياة صوابُ كامل، ولا خطأُ تام. وعندما يُعتقدُ أن فى شخصٍ ما، أو أمرٍ معين، خيرًا فلا يعنى هذا أنه بلا نقيصة. والعكسُ صحيح. وعندما نختلفُ على فكرةٍ أو رأىٍ أو موقف، فهذا لا يعنى أن ما لا يُعجبنا خطأ كله، أو طول الوقت. فما قد يكونُ الخطأُ غالبًا فيه اليوم، ربما تكتشفُ أن الصواب أكثر به غدًا.
ولكن هل يترتبُ على ذلك أن تكون محايدًا على طول الخط، وأن تمتنع عن اتخاذ موقف؟ أو تلتزم بمبدأ. ليس هذا المقصود بطبيعة الحال. فإذا كان فى كل فكرةٍ أو رأىٍ أو موقفٍ مزيجُ من الصواب والخطأ، يُصبحُ مفيدًا السعىُ إلى تقدير الوزن النسبى لكل منهما، والاجتهاد لكى يكون هذا التقديرُ موضوعيًا بقدر الإمكان. وعندما تقفُ مع ما تقتنعُ بأنه صوابُ، وضد ما تعتقدُ أنه خطأ، خُذ فى الاعتبار دائمًا أن تقديرك
قد لا يكونُ صحيحًا بشكلٍ كامل.
وترتيبًا على هذا كله، يصحُ أن تعتدل فى رأيك أو موقفك تجاه من تختلفُ معه، وأن تتجنب تحويل الخلاف إلى خصام. ولا يتأتى ذلك إلا إذا فصلت بين موضوع الخلاف والشخص الذى تختلفُ معه على هذا الموضوع. فإن لم تستطع، إذ لا يُكلَّفُ الله نفسًا إلا وسعها، أو بادَرَ من اختلفتَ معه بالخصومة، فاحرص على أن تضع لها سقفًا منخفضًا كلما كان هذا ممكنًا. فالفُجرُ فى الخصومة منهىُ عنه، ومبغوضُ عند الله تعالى، لأنه قد يكون قرينةً على ضعفٍ فى إيمان من يفجُرُ بأنه لا حقيقة مطلقة إلا خالق هذا الكون.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــى
وهذه هى القاعدةُ الأولى للإيمان. ومؤداها فى الحياة أن كل ماخلقه الله نسبى، مادام المطلقُ واحدًا أحد. فليس فى الحياة صوابُ كامل، ولا خطأُ تام. وعندما يُعتقدُ أن فى شخصٍ ما، أو أمرٍ معين، خيرًا فلا يعنى هذا أنه بلا نقيصة. والعكسُ صحيح. وعندما نختلفُ على فكرةٍ أو رأىٍ أو موقف، فهذا لا يعنى أن ما لا يُعجبنا خطأ كله، أو طول الوقت. فما قد يكونُ الخطأُ غالبًا فيه اليوم، ربما تكتشفُ أن الصواب أكثر به غدًا.
ولكن هل يترتبُ على ذلك أن تكون محايدًا على طول الخط، وأن تمتنع عن اتخاذ موقف؟ أو تلتزم بمبدأ. ليس هذا المقصود بطبيعة الحال. فإذا كان فى كل فكرةٍ أو رأىٍ أو موقفٍ مزيجُ من الصواب والخطأ، يُصبحُ مفيدًا السعىُ إلى تقدير الوزن النسبى لكل منهما، والاجتهاد لكى يكون هذا التقديرُ موضوعيًا بقدر الإمكان. وعندما تقفُ مع ما تقتنعُ بأنه صوابُ، وضد ما تعتقدُ أنه خطأ، خُذ فى الاعتبار دائمًا أن تقديرك
قد لا يكونُ صحيحًا بشكلٍ كامل.
وترتيبًا على هذا كله، يصحُ أن تعتدل فى رأيك أو موقفك تجاه من تختلفُ معه، وأن تتجنب تحويل الخلاف إلى خصام. ولا يتأتى ذلك إلا إذا فصلت بين موضوع الخلاف والشخص الذى تختلفُ معه على هذا الموضوع. فإن لم تستطع، إذ لا يُكلَّفُ الله نفسًا إلا وسعها، أو بادَرَ من اختلفتَ معه بالخصومة، فاحرص على أن تضع لها سقفًا منخفضًا كلما كان هذا ممكنًا. فالفُجرُ فى الخصومة منهىُ عنه، ومبغوضُ عند الله تعالى، لأنه قد يكون قرينةً على ضعفٍ فى إيمان من يفجُرُ بأنه لا حقيقة مطلقة إلا خالق هذا الكون.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــى