Şøķåŕą
03-24-2023, 10:59 AM
من عمل لله استراح
حينما يقدِّم الإنسان عملًا نافعًا - أيًّا كان - لغيره، فيلاقي بذلك الشُّكر والتقدير والدعاء، يجِد في نفسه لذَّة تستريح بها نفسه، وأرْيحيَّة تبعثه على الاستمرار في العطاء، بل قد يرتقي إلى مضاعفة البذلِ والسخاء.
لكنه عندما يواجَه نفعُه وخيره بالجحود والإنكار، أو بالسكوت والتغافل، فإنَّ ذلك يجعل في صدره الحسرةَ والضِّيق، والكرهَ والحقد، ويستحثه ذلك الردُّ الكنود على قطع معروفه، أو تقليل نفعه، وعَقْدِ حبل المعاداة لِمن لم يقدر معروفه حقَّ قدره.
هكذا هي الطبيعة الإنسانية؛ حب الجزاء على الإحسان من طرف، وكثرة الجحود والنِّسيان من الطرف الآخر.
غير أنَّ المؤمن بالله واليوم الآخر لا يَعمل العمل الصَّالح كالإحسان من أجل انتظار ثواب الآخرين المادِّي أو المعنوي، وإلَّا كان تاجرًا مع الناس بعمل الآخرة - عطاء وأخذًا - وإنما يعمله إيمانًا بالله، وطلبًا لثوابه وحده.
فلهذا إذا قوبِل معروفه الذي يبتغي به وجهَ الله بغير الجزاء والشكر فلا يَحزن ولا يغتم؛ لأنَّ ما عند الله خير وأبقى، والآجِل الذي ينتظره أعظم من العاجل الذي يَرجوه أو يحبه، فإن حصل على جزاءٍ وشكر من الخَلق من غير قصدٍ إليهما، فذلك من الأرباح التي لم يسعَ إليها، فلا تُرَد.
ففي صحيح مسلم عن ابن الساعدي المالكي أنَّه قال: استعملني عُمرُ بن الخطاب رضى الله عنه على الصَّدقة، فلما فرغتُ منها وأدَّيتُها إليه أمَر لي بعُمَالةٍ، فقلتُ: إنما عملتُ لله، وأَجري على الله، فقال: خُذ ما أُعطيتَ؛ فإني عملتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَمَّلني - أي: أعطاني عمالتي وأجرة عملي - فقُلتُ مثلَ قولك، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أُعطيتَ شيئًا من غير أن تَسأل، فكُل وتصدَّق)).
فيا أيها المؤمن اللبيب، إذا بررتَ والديك ولم تلقَ منهما حبًّا لك ولا ميلًا إليك، بل كان ذلك الذي تَرجوه منهما مُعطًى لأخيك الذي يوليهما بعض العقوق؛ فلا تغتم لذلك فتختصر برَّك لهما، أو تشابه أخاك في عقوقه.
وإذا أهدَيتَ إلى أقاربك حُسن الصِّلة والوفاء، فبادَلوك الصفاء بالجفاء، والصِّلة بالقطيعة، فلا تفصم عُرى إحسانك؛ لأنَّك ترجو ما عند الله، ففي صحيح مسلم عن أبى هريرة أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابة أصِلهم ويقطعوني، وأحسِن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((لئن كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظَهير عليهم ما دمتَ على ذلك)).
وإذا أحسنتَ إلى جارك فوجدته أرضًا سبخة لا ينبتُ فيها بذرُ المعروف؛ بل أثمر معروفك فيه شوكَ القتاد منه لك - فلا تذم إحسانك، ولا تغور عيونَ جودك، فإنْ هو عصى اللهَ فيك فأطِع اللهَ فيه.
وإذا بذلتَ إلى إنسان مالَك فلم تلقَ منه شكرًا ولا دعاء؛ بل لعلَّه يقلب لك ظهر المِجَنِّ فلا تلُم الكرمَ والكرماء، ولا تنتظر ما عنده، ولكن انتظر ما عند الله، وأدِم فضلك ولو كنتَ تحرث في بحر! وأيقن في نفسك أنَّك تتخذه جسرًا تَعبر به إلى ثواب الله، فلا توصِد بابًا تلج منه إلى سعادة الآخرة.
وإذا كنت عالمًا أو داعيًا، فعلَّمتَ الناس وبذلتَ لهم من وقتك وراحتك ما يصِلون به إلى الهدى بيُسر ونور، ولم تجد لك في عيونهم رفعةً، ولا في قلوبهم عظمة، وربَّما لم تسلم مِن أذاهم - فلا تفطمهم من عِلمك، ولا تحرمهم من مواترة غيث سَحابك؛ لأن جائزة تعليمك لهم ليست هنا وإنما هناك، ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272].
ولا تفعل كما فعل الغزالي في بعض مَراحل سَيره، فقد قيل: "إنَّ أبا بكر بن العربي قال: رأيتُ الإمام الغزالي في البريَّة وبيده عكازه وعليه مرقعة، وعلى عاتقه ركوة، وقد كنتُ رأيته ببغداد يَحضر دروسَه نحو أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفضلهم، ويأخذون عنه العلم، قال: فدنوتُ منه وسلَّمتُ عليه، وقلتُ له: يا إمام، أليس تدريس العلم ببغداد خيرًا لك من هذا؟ قال: فنظر إليَّ شزرًا وقال: لما طلع بدر السَّعادة في فلك الإرادة، وجنحَت شمس الوصال في مغارب الوصول:
تركتُ هوى ليلى وسُعدى بمعزل
وعدتُ إلى تصحيح أوَّل منزلِ
ونادَت بيَ الأشواقُ: مهلًا فهذه
منازل مَن تهوى رويدكَ فانزلِ
غزلتُ لهم غزلًا دقيقًا فلم أجد
لغَزليَ نسَّاجًا فكسَّرتُ مغزلي[1]"
وإذا خطبتَ فيهم وأعياك الاختيار والتفكير والإلقاءُ والتحضير، فلم تجد جمهورًا يَعي ما تقول، ولا دعاء أو ثناء يصِلك منهم لتطمئنَّ على ما ألقيتَ عليهم - فلا تأسَ من القوم الجاحدين أو الصَّامتين، ما دمتَ واثقًا بحسن ما ألقيتَ، مبتغيًا به وجهَ ربك، فاستمرَّ على طريق التميز، ولا يكن وَقود سيرك ما عندهم؛ بل ما عند الله فقط.
وإذا كتبتَ وأحسنتَ الكتابة، فما لاقيتَ اهتمامًا لأحد بما كتبتَ، ولا تشجيعًا من قريب أو بعيد - فلا تَكسر قلمك؛ بل اكتب واكتب واكتب؛ فلعلَّ الحروف التي تَنفعك عند الله لم تكتبها بعد.
وإذا نصحتَ وأمرتَ بالمعروف ونهيتَ عن المنكر، فكرهك الناس، ولم يشكروك، وألقوا بنصحك في الطريق - فلا تهتمَّ؛ ففي نفسك تقول للمنصوحين: ما إياكم أردتُ! ولكن أريد وجهَ ربِّي، ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ﴾ [يونس: 72].
وإذا جاهدتَ في سبيل الله في الظرف الذي يحبُّ الله أن يجاهَد فيه، فلم تلقَ من الناس ثناء وأنت تَذود عن مقدَّساتهم وكرامتهم؛ بل نعَتَك أعداءُ الحق بالنعوت السيِّئة، وطعنوا في نيتك وطريقك، وآذوك قولًا وفعلًا - فلا تلتفِت إليهم؛ لأنَّ أمامك طريقًا لا يُقطع بكثرة الالتفات، ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].
وإذا تواضعتَ للناس، ولان جانبُك لهم، فلم يعظِّموك؛ بل وصفوك بالضعف والجبنِ، واستصغروك ولم يُكبروك، ورأيتَهم يجلون المتكبرين عليهم، ويرفعون شأنَهم بينهم - فلا تحفل بذلك؛ لأنك تتواضَع بينهم لله، وتطلب رفعتَك عند الله تعالى، فمَن رفعه الله فلا يخفضه أحد.
وهكذا في كلِّ معروف كن ناظرًا إلى ثَناء الخالق لا إلى ثَناء المخلوق، وانتظر ما في يد الله لا ما في أيدي الناس، وليكن شعارك دائمًا بين الخلق: ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، فعند ذلك تجِد الراحةَ الحقيقية، والسعادةَ والطمأنينة، واللذة وحبَّ الاستمرار، فمن عمل لله ربح واستراح، ومن عمل لغيره تعب وخسر.
حينما يقدِّم الإنسان عملًا نافعًا - أيًّا كان - لغيره، فيلاقي بذلك الشُّكر والتقدير والدعاء، يجِد في نفسه لذَّة تستريح بها نفسه، وأرْيحيَّة تبعثه على الاستمرار في العطاء، بل قد يرتقي إلى مضاعفة البذلِ والسخاء.
لكنه عندما يواجَه نفعُه وخيره بالجحود والإنكار، أو بالسكوت والتغافل، فإنَّ ذلك يجعل في صدره الحسرةَ والضِّيق، والكرهَ والحقد، ويستحثه ذلك الردُّ الكنود على قطع معروفه، أو تقليل نفعه، وعَقْدِ حبل المعاداة لِمن لم يقدر معروفه حقَّ قدره.
هكذا هي الطبيعة الإنسانية؛ حب الجزاء على الإحسان من طرف، وكثرة الجحود والنِّسيان من الطرف الآخر.
غير أنَّ المؤمن بالله واليوم الآخر لا يَعمل العمل الصَّالح كالإحسان من أجل انتظار ثواب الآخرين المادِّي أو المعنوي، وإلَّا كان تاجرًا مع الناس بعمل الآخرة - عطاء وأخذًا - وإنما يعمله إيمانًا بالله، وطلبًا لثوابه وحده.
فلهذا إذا قوبِل معروفه الذي يبتغي به وجهَ الله بغير الجزاء والشكر فلا يَحزن ولا يغتم؛ لأنَّ ما عند الله خير وأبقى، والآجِل الذي ينتظره أعظم من العاجل الذي يَرجوه أو يحبه، فإن حصل على جزاءٍ وشكر من الخَلق من غير قصدٍ إليهما، فذلك من الأرباح التي لم يسعَ إليها، فلا تُرَد.
ففي صحيح مسلم عن ابن الساعدي المالكي أنَّه قال: استعملني عُمرُ بن الخطاب رضى الله عنه على الصَّدقة، فلما فرغتُ منها وأدَّيتُها إليه أمَر لي بعُمَالةٍ، فقلتُ: إنما عملتُ لله، وأَجري على الله، فقال: خُذ ما أُعطيتَ؛ فإني عملتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَمَّلني - أي: أعطاني عمالتي وأجرة عملي - فقُلتُ مثلَ قولك، فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أُعطيتَ شيئًا من غير أن تَسأل، فكُل وتصدَّق)).
فيا أيها المؤمن اللبيب، إذا بررتَ والديك ولم تلقَ منهما حبًّا لك ولا ميلًا إليك، بل كان ذلك الذي تَرجوه منهما مُعطًى لأخيك الذي يوليهما بعض العقوق؛ فلا تغتم لذلك فتختصر برَّك لهما، أو تشابه أخاك في عقوقه.
وإذا أهدَيتَ إلى أقاربك حُسن الصِّلة والوفاء، فبادَلوك الصفاء بالجفاء، والصِّلة بالقطيعة، فلا تفصم عُرى إحسانك؛ لأنَّك ترجو ما عند الله، ففي صحيح مسلم عن أبى هريرة أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابة أصِلهم ويقطعوني، وأحسِن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: ((لئن كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظَهير عليهم ما دمتَ على ذلك)).
وإذا أحسنتَ إلى جارك فوجدته أرضًا سبخة لا ينبتُ فيها بذرُ المعروف؛ بل أثمر معروفك فيه شوكَ القتاد منه لك - فلا تذم إحسانك، ولا تغور عيونَ جودك، فإنْ هو عصى اللهَ فيك فأطِع اللهَ فيه.
وإذا بذلتَ إلى إنسان مالَك فلم تلقَ منه شكرًا ولا دعاء؛ بل لعلَّه يقلب لك ظهر المِجَنِّ فلا تلُم الكرمَ والكرماء، ولا تنتظر ما عنده، ولكن انتظر ما عند الله، وأدِم فضلك ولو كنتَ تحرث في بحر! وأيقن في نفسك أنَّك تتخذه جسرًا تَعبر به إلى ثواب الله، فلا توصِد بابًا تلج منه إلى سعادة الآخرة.
وإذا كنت عالمًا أو داعيًا، فعلَّمتَ الناس وبذلتَ لهم من وقتك وراحتك ما يصِلون به إلى الهدى بيُسر ونور، ولم تجد لك في عيونهم رفعةً، ولا في قلوبهم عظمة، وربَّما لم تسلم مِن أذاهم - فلا تفطمهم من عِلمك، ولا تحرمهم من مواترة غيث سَحابك؛ لأن جائزة تعليمك لهم ليست هنا وإنما هناك، ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272].
ولا تفعل كما فعل الغزالي في بعض مَراحل سَيره، فقد قيل: "إنَّ أبا بكر بن العربي قال: رأيتُ الإمام الغزالي في البريَّة وبيده عكازه وعليه مرقعة، وعلى عاتقه ركوة، وقد كنتُ رأيته ببغداد يَحضر دروسَه نحو أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفضلهم، ويأخذون عنه العلم، قال: فدنوتُ منه وسلَّمتُ عليه، وقلتُ له: يا إمام، أليس تدريس العلم ببغداد خيرًا لك من هذا؟ قال: فنظر إليَّ شزرًا وقال: لما طلع بدر السَّعادة في فلك الإرادة، وجنحَت شمس الوصال في مغارب الوصول:
تركتُ هوى ليلى وسُعدى بمعزل
وعدتُ إلى تصحيح أوَّل منزلِ
ونادَت بيَ الأشواقُ: مهلًا فهذه
منازل مَن تهوى رويدكَ فانزلِ
غزلتُ لهم غزلًا دقيقًا فلم أجد
لغَزليَ نسَّاجًا فكسَّرتُ مغزلي[1]"
وإذا خطبتَ فيهم وأعياك الاختيار والتفكير والإلقاءُ والتحضير، فلم تجد جمهورًا يَعي ما تقول، ولا دعاء أو ثناء يصِلك منهم لتطمئنَّ على ما ألقيتَ عليهم - فلا تأسَ من القوم الجاحدين أو الصَّامتين، ما دمتَ واثقًا بحسن ما ألقيتَ، مبتغيًا به وجهَ ربك، فاستمرَّ على طريق التميز، ولا يكن وَقود سيرك ما عندهم؛ بل ما عند الله فقط.
وإذا كتبتَ وأحسنتَ الكتابة، فما لاقيتَ اهتمامًا لأحد بما كتبتَ، ولا تشجيعًا من قريب أو بعيد - فلا تَكسر قلمك؛ بل اكتب واكتب واكتب؛ فلعلَّ الحروف التي تَنفعك عند الله لم تكتبها بعد.
وإذا نصحتَ وأمرتَ بالمعروف ونهيتَ عن المنكر، فكرهك الناس، ولم يشكروك، وألقوا بنصحك في الطريق - فلا تهتمَّ؛ ففي نفسك تقول للمنصوحين: ما إياكم أردتُ! ولكن أريد وجهَ ربِّي، ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ﴾ [يونس: 72].
وإذا جاهدتَ في سبيل الله في الظرف الذي يحبُّ الله أن يجاهَد فيه، فلم تلقَ من الناس ثناء وأنت تَذود عن مقدَّساتهم وكرامتهم؛ بل نعَتَك أعداءُ الحق بالنعوت السيِّئة، وطعنوا في نيتك وطريقك، وآذوك قولًا وفعلًا - فلا تلتفِت إليهم؛ لأنَّ أمامك طريقًا لا يُقطع بكثرة الالتفات، ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].
وإذا تواضعتَ للناس، ولان جانبُك لهم، فلم يعظِّموك؛ بل وصفوك بالضعف والجبنِ، واستصغروك ولم يُكبروك، ورأيتَهم يجلون المتكبرين عليهم، ويرفعون شأنَهم بينهم - فلا تحفل بذلك؛ لأنك تتواضَع بينهم لله، وتطلب رفعتَك عند الله تعالى، فمَن رفعه الله فلا يخفضه أحد.
وهكذا في كلِّ معروف كن ناظرًا إلى ثَناء الخالق لا إلى ثَناء المخلوق، وانتظر ما في يد الله لا ما في أيدي الناس، وليكن شعارك دائمًا بين الخلق: ﴿ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، فعند ذلك تجِد الراحةَ الحقيقية، والسعادةَ والطمأنينة، واللذة وحبَّ الاستمرار، فمن عمل لله ربح واستراح، ومن عمل لغيره تعب وخسر.