Şøķåŕą
03-16-2023, 05:23 PM
زلزال عظيم رحمة من ربِّ العالمين لتنبيه الغافلين
رأى العالم أجمع مشاهد الزلزال المدمِّر في تركيا وسوريا، وحتى الآن لم تتضح بعد الخسائر الفلكية للزلزال في الأرواح والممتلكات، فحصيلةُ القَتْلى جاوزت الخمسين ألف شهيد بإذن الله، وربع مليون جريح، وأكثر من 25مليون مُتضرِّر بلا مأوى ولا مسكن، وبلا غذاء، ولا كِساء.
وقال مصطفى إرديك مدير معهد البحوث الزلزالية التركي: إن الآثار التدميرية لزلزال تركيا وسوريا تعادل قرابة 130قنبلة ذرية.
رأينا آلاف البنايات تهدَّمَت وانهارت فوق رؤوس ساكنيها، ومُدُنًا وقُرًى بأكملها دمَّرَها الزلزال تدميرًا شبه كامل.
شاهدنا أبًا فقد أبناءه، وبناتًا فقدْنَ آباءهنَّ أمام أعينهن، وأُمًّا فقدت أولادها أمام ناظريها، وأُمًّا ولدَتْ تحت الأنقاض فعاش الوليد، وماتت الوالدة، وكأنها القيامة الصغرى! مشاهد رُعْبٍ وفَزَعٍ سكنَتْ نفوسَ البشر من زلزال هَزَّ الأرضَ هزَّةً صغيرةً في وقت قصير، يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].
إنَّ استقرار الأرض في مدارها، ودورانها حول الشمس باستمرار وثبات منذ ملايين السنين ما هو إلا نتيجة مباشرة لدقَّة هذا العالم، وعظمة خالقه، وروعة وجمال هذا الوجود، ماذا لو ترك الله الأرض تهتزُّ لمدة عشر دقائق بقوة تسع درجات بمقياس ريختر؛ لانتهت الحياة تمامًا، ولأُبِيدَتْ كُلُّ مظاهر الحياة مِنْ على ظَهْر الأرض.
وإن كان في هذا الزلزال مشاهد رُعْبٍ، ففيه أمثالها مشاهد رحمةٍ وروعةٍ وعظمة تجلَّى فيها الخالق على خلقه، كان هذا الزلزال العنيف والمرعب رسالةَ إنذارٍ من ربِّ العالمين كما قال ربُّنا في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، ويقول رَبُّ العِزَّة أيضًا في كتابه الكريم: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].
ومشاهد الزلزال هذه وإن كانت مرعبة، ومؤلمة، فهي بطشة صغرى بالقياس مع البطشة الكبرى، وقيامة صغرى للعظة والتذكرة بالقيامة الكبرى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]، فهذه زلزلة للنفس من سُبَاتها، وبَعْثٌ لها من نومها، وهبةٌ لها من غفلتها، وباعثٌ لها من رُقادِها الطويل، زلزلَ اللهُ الأرضَ كي يُرعِب القلب، ويُزَلْزِل النفس، فتقف مع نفسها وقفة تحاسب نفسها، وتتدارك أمرها، وتعالج تقصيرها، وتُكفِّر عن سيئاتها، وتتبع السيئة الحسنة تمحها، وتُخالِق الناس بخُلُق حَسَن، ولتعلم كل نفس أن لا نجاة لها إلا بالاستقامة على دين ربِّها، والمسارعة إلى امتثال الأمر واجتناب النهي، قبل أن تأتي ساعة الرحيل، ومغادرة دار الفناء والبلاء، إلى دار المقام والجزاء.
وبعد أن تمادت النفس الإنسانية في ضلالها، وسَبَحَتْ في ظُلُمات جهلها، وتنكَّبَت أمْرَ خالِقِها، وخالفت شريعة دينها كانت في أمَسِّ الحاجة إلى هِزَّة عنيفة، وزلزلة كبيرة، لتعود إلى رشدها وتتوب إلى ربِّها، وكان ربُّك بالمرصاد لهذه النفس الأمَّارة بالسُّوء، وما ذلك إلَّا لأنَّ الله سبحانه وتعالى أحَنُّ على العَبْد من الأُمِّ بولَدِها.
فكانت هذه الزلزلة رحمةً من ربِّ العالمين ليرُدَّ العاصين إلى مقام العابدين، ومنازل التائبين، ومدارج السالكين، فإن استجابت لآيات ربِّها، ورسول خالقها، ونذير بارئها، واستقامت على المنهاج الحق المبين، وإلا كانت العاقبة التي خوَّف اللهُ عبادَه؛ كما قال ربُّنا في محكم التنزيل: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 58، 59].
رأى العالم أجمع مشاهد الزلزال المدمِّر في تركيا وسوريا، وحتى الآن لم تتضح بعد الخسائر الفلكية للزلزال في الأرواح والممتلكات، فحصيلةُ القَتْلى جاوزت الخمسين ألف شهيد بإذن الله، وربع مليون جريح، وأكثر من 25مليون مُتضرِّر بلا مأوى ولا مسكن، وبلا غذاء، ولا كِساء.
وقال مصطفى إرديك مدير معهد البحوث الزلزالية التركي: إن الآثار التدميرية لزلزال تركيا وسوريا تعادل قرابة 130قنبلة ذرية.
رأينا آلاف البنايات تهدَّمَت وانهارت فوق رؤوس ساكنيها، ومُدُنًا وقُرًى بأكملها دمَّرَها الزلزال تدميرًا شبه كامل.
شاهدنا أبًا فقد أبناءه، وبناتًا فقدْنَ آباءهنَّ أمام أعينهن، وأُمًّا فقدت أولادها أمام ناظريها، وأُمًّا ولدَتْ تحت الأنقاض فعاش الوليد، وماتت الوالدة، وكأنها القيامة الصغرى! مشاهد رُعْبٍ وفَزَعٍ سكنَتْ نفوسَ البشر من زلزال هَزَّ الأرضَ هزَّةً صغيرةً في وقت قصير، يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].
إنَّ استقرار الأرض في مدارها، ودورانها حول الشمس باستمرار وثبات منذ ملايين السنين ما هو إلا نتيجة مباشرة لدقَّة هذا العالم، وعظمة خالقه، وروعة وجمال هذا الوجود، ماذا لو ترك الله الأرض تهتزُّ لمدة عشر دقائق بقوة تسع درجات بمقياس ريختر؛ لانتهت الحياة تمامًا، ولأُبِيدَتْ كُلُّ مظاهر الحياة مِنْ على ظَهْر الأرض.
وإن كان في هذا الزلزال مشاهد رُعْبٍ، ففيه أمثالها مشاهد رحمةٍ وروعةٍ وعظمة تجلَّى فيها الخالق على خلقه، كان هذا الزلزال العنيف والمرعب رسالةَ إنذارٍ من ربِّ العالمين كما قال ربُّنا في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، ويقول رَبُّ العِزَّة أيضًا في كتابه الكريم: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].
ومشاهد الزلزال هذه وإن كانت مرعبة، ومؤلمة، فهي بطشة صغرى بالقياس مع البطشة الكبرى، وقيامة صغرى للعظة والتذكرة بالقيامة الكبرى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]، فهذه زلزلة للنفس من سُبَاتها، وبَعْثٌ لها من نومها، وهبةٌ لها من غفلتها، وباعثٌ لها من رُقادِها الطويل، زلزلَ اللهُ الأرضَ كي يُرعِب القلب، ويُزَلْزِل النفس، فتقف مع نفسها وقفة تحاسب نفسها، وتتدارك أمرها، وتعالج تقصيرها، وتُكفِّر عن سيئاتها، وتتبع السيئة الحسنة تمحها، وتُخالِق الناس بخُلُق حَسَن، ولتعلم كل نفس أن لا نجاة لها إلا بالاستقامة على دين ربِّها، والمسارعة إلى امتثال الأمر واجتناب النهي، قبل أن تأتي ساعة الرحيل، ومغادرة دار الفناء والبلاء، إلى دار المقام والجزاء.
وبعد أن تمادت النفس الإنسانية في ضلالها، وسَبَحَتْ في ظُلُمات جهلها، وتنكَّبَت أمْرَ خالِقِها، وخالفت شريعة دينها كانت في أمَسِّ الحاجة إلى هِزَّة عنيفة، وزلزلة كبيرة، لتعود إلى رشدها وتتوب إلى ربِّها، وكان ربُّك بالمرصاد لهذه النفس الأمَّارة بالسُّوء، وما ذلك إلَّا لأنَّ الله سبحانه وتعالى أحَنُّ على العَبْد من الأُمِّ بولَدِها.
فكانت هذه الزلزلة رحمةً من ربِّ العالمين ليرُدَّ العاصين إلى مقام العابدين، ومنازل التائبين، ومدارج السالكين، فإن استجابت لآيات ربِّها، ورسول خالقها، ونذير بارئها، واستقامت على المنهاج الحق المبين، وإلا كانت العاقبة التي خوَّف اللهُ عبادَه؛ كما قال ربُّنا في محكم التنزيل: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 58، 59].