تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صيغ الاستعاذة الصحيحة


رحيل
03-13-2023, 09:55 PM
صيغ الاستعاذة الصحيحة


فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم

أ- الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وعلى هذا اللفظ دلَّ الكِتَاب والسُّنَّة.
قال الله تعالى: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ï´¾ [النحل:98][1].

وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبًا، قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»،فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال: إني لست بمجنون[2].

وهذه الصيغة هي المختارة عند أكثر القرَّاء[3]، منهم: أبوعمرو البصـري، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وعبدالله بن كثير المكي[4]. وبها كان يتعوَّذ جمهور السلف من الصحابة والتابعين، منهم: عمر بن الخطاب وابنه عبدالله بن عمر[5] رضي الله عنهما.

وهي اختيار: أبي حنيفة[6]، والشافعي[7]، وأحمد بن حنبل[8]- رحمهم الله.

قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات السبع[9]»: «الذي عليه العمل وهو الاختيار أن يقول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. للآية».

وقال ابن عطية في «تفسيره»[10]: «وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس هو لفظ كتاب الله تعالى: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)».

ب- الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
يدل على هذا اللفظ ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة في الليل، وفيه: ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم- الحديث وسيأتي بتمامه».

كما استدلَّ له بقوله تعالى: ï´؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ غڑ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ï´¾ [الأعراف:200].

وبقوله تعالى: ï´؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ غ– إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ï´¾ [فصلت:36].

وهي اختيار طائفة من القرَّاء[11] منهم حمزة[12]، وسهل بن أبي حاتم[13]، وهي مروية عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه[14]- وبها يقول الحسن البصري[15] ومحمد بن سيرين[16]، والحسن بن صالح[17]، والشافعي[18]، وأحمد بن حنبل في رواية النيسابوري[19].


قال أبوعمرو الداني في جامعه: «إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين، والعراقين، والشام»[20].

ج- الصيغة الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا اللفظ ما رواه أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كَبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه»[21].

وقد خصَّها بعض أهل العلم بقيام الليل لحديث أبي سعيد.

د- الصيغة الرابعة: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا ما رواه عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه»[22].

وهي مروية عن بعض أهل العلم، منهم الحسن البصري[23]، وإسحاق بن راهويه[24].

هـ- الصيغة الخامسة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[25].

جمعا بين أدلة الصيغة الأولى، وأدلة الصيغة الثانية والثالثة.

وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي[26]، وهي مروية عن حمزة وعن أبي عمرو وقد رُويت عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ومحمد بن سيرين[27].

وهي اختيار سفيان الثوري[28] والأوزاعي[29]، ومسلم بن يسار[30]، وأحمد في رواية، اختارها القاضي أبويعلى، وابن عقيل[31].

و- الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.
لما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»[32].

وهناك صيغ أخرى رُويت عن بعض القرَّاء، وبعض أهل العلم.

منهـــا: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم[33].

ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم[34].

ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[35].

ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[36].

ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم[37].

ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي[38].

ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد[39].

ومنها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين[40].

ومنها: أعوذ بالله السميع الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني[41].

ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[42].

ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون[43].

وهذه الصيغ وإن رُويت عن بعض السلف، فإن ما صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الأولى بالاتباع.

المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»



[1] انظر: «الكشف عن وجوه القراءات السبع» (1/ 8-9).

[2] أخرجه البخاري- في الأدب- باب الحذر من الغضب (6115)، ومسلم- في البر- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب (2610).

[3] انظر: «النشر» (1/ 243).

[4] انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «غرائب القرآن» للنيسابوري (1/ 15)، «مجمع البيان» (1/ 18).

[5] أخرجها عن عمر: ابن أبي شيبة- في الصلاة- في التعوُّذ كيف هو قبل القراءة أو بعدها (1/ 237)، والبيهقي في الصلاة، باب التعوُّذ بعد الافتتاح (2/ 36)، وأخرجها عن عبدالله بن عمر ابن أبي شيبة في الموضع نفسه.

[6] انظر: «فتح القدير» لابن الهمام (1/ 291).

[7] انظر: «الأم» (1/ 107)، «أحكام القرآن» للشافعي (1/ 62)، «المهذب» للشيرازي (1/ 79)، «التبيان» للنووي ص(64)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32).

[8] انظر: «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).

[9] (1/ 8).

[10] (1/ 48).

[11] انظر: «التبيان» للنووي، ص(64).

[12] انظر: «الإقناع في القراءات» (1/ 150-151)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).

[13] انظر: «غرائب القرآن» (1/ 15)، «النشر» (1/ 249).

[14] أخرجها عن عمر ابن أبي شيبة- في الصلاة- التعوُّذ كيف هو (1/ 237).

[15] أخرجها عن الحسن عبدالرزاق- في الصلاة- متى يستعيذ (2591)، وابن حزم في «المحلى» (3/ 249).

[16] انظر: «إغاثة اللهفان» (1/ 153).

[17] انظر: «المجموع» (3/ 325).

[18] انظر: «أحكام القرآن» للشافعي (1/ 62)، «المجموع» (3/ 323).

[19] انظر: «مسائل الإمام أحمد» للنيسابوري، ص(50) فقرة (238)، «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).

[20] انظر: «النشر» (1/ 249).

[21] أخرجه أحمد (3/ 50)، وأبوداود- في الصلاة- باب مَن رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (775)، والترمذي في- أبواب الصلاة- باب ما يقول عند افتتاح الصلاة (242) قال الترمذي: «وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب» والنسائي في الصلاة- باب نوع آخر من الذكر بعد افتتاح الصلاة (2/ 132)، وابن ماجه في الإقامة (804). وصححه أحمد شاكر في تحقيق سنن الترمذي (2/ 11)، والألباني في «صحيح سنن أبي داود» (701)، وحسَّنه الأرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد (1/ 205)، وقد أخرج هذا الحديث من حديث عائشة أبوداود (776)، والترمذي (243)، وابن ماجه في الإقامة (806)، والدارقطني (1/ 112)، والحاكم (1/ 235)، ورجاله ثقات فالحديث صحيح.

[22] أخرجه ابن ماجه- في إقامة الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (808)، وابن خزيمة- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة (472). وصحَّحه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (658). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف- في الصلاة- التعوُّذ كيف هو (1/ 238).

[23] أخرجها عن الحسن عبدالرزاق في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2580).

[24] انظر: «إغاثة اللهفان» (1/ 154).
وقد أخرج عبدالرزاق في الموضع السابق (2557)، وابن حزم في «المحلى» (3/ 249) عن ابن عمر أنه كان يقول: «اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم».

[25] انظر: «غرائب القرآن» (1/ 15)، «إغاثة اللهفان» (1/ 154).

[26] انظر: «الإقناع في القراءات السبع» (1/ 150)، «المبسوط» (1/ 13)، «مجمع البيان» (1/ 18)، «النشر» (1/ 10).

[27] انظر: «النشر» (1/ 10).

[28] انظر: «التفسير الكبير» (1/ 61)، «المجموع» (3/ 325)، «إغاثة اللهفان» (1/ 154)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32)، «النشر» (1/ 250).

[29] انظر: «التفسير الكبير» (1/ 61)، «لباب التأويل» (1/ 10)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32).

[30] أخرجها عنه ابن أبي شيبة في المصنف في الصلاة- في التعوذ كيف هو (1/ 237).

[31] انظر: «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 152، 154).

[32] أخرجه أبوداود في الصلاة (441) وصححه الألباني.

[33] ذكرها ابن الباذش في «الإقناع في القراءات السبع» (1/ 149)، وقال: «هي رواية أهل مصر عن ورش فيما ذكر الأهوازي». وانظر: «النشر» (1/ 249).

[34] رواها هبيرة عن حفص فيما ذكر ابن الباذش في «الإقناع» (1/ 150)، وانظر: «المبسوط» (1/ 13).

[35] انظر: «النشر» (1/ 250).

[36] انظر: «المجموع» (3/ 325).

[37] نسبت لحمزة الزيات ومحمد بن سيرين. انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «مجمع البيان» (1/ 18)، «غرائب القرآن» للنيسابوري (1/ 15)، وقد نفى ابن الجزري صحتها عن حمزة. انظر: «النشر» (1/ 246).

[38] قال ا بن الباذش في «الإقناع» (1/ 151): «اختارها بعضهم لجميع القراء».

[39] انظر: «المحرر الوجيز» (1/ 49).

[40] انظر: «النشر» (1/ 251).

[41] أخرجها عبدالرزاق عن عطاء- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2574).


[42] أخرجها عبدالرزاق- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2578) عن طاوس.

[43] أخرجها ابن أبي شيبة في الصلاة- في التعوذ كيف هو 1/ 238 عن محمد بن سيرين

إيلين
03-13-2023, 10:46 PM
-





-









متصفحك يشع بالنور الوضاء
الذى يضئ كــَـ المصباح في ليلة ظلماء
دائما يشرق بكل ما هو جديد
ويلبس حله من الاناقه والتجديد

حسان
03-14-2023, 12:51 PM
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

мя Зάмояч
03-14-2023, 02:31 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

شيخة الزين
03-15-2023, 05:59 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح القيم
سلمت يمينك بارك الله فيك

نور القمر
03-16-2023, 12:36 AM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

الدكتور على حسن
03-16-2023, 05:03 PM
http://mamietitine.m.a.pic.centerblog.net/62909880_g8tphv43.gif
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
http://mamietitine.m.a.pic.centerblog.net/62909880_g8tphv43.gif

رحيل
03-16-2023, 06:40 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودكِ...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ...
لكِ خالص احترامي

Şøķåŕą
03-21-2023, 07:09 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

روحي تبيك
09-03-2023, 05:49 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

☆Šømă☆
09-10-2023, 10:02 AM
جزاكم الله خير
شكرا لكم

Şøķåŕą
06-06-2024, 05:08 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

رحيل
10-03-2024, 09:58 PM
جزاك الله خيرا

إِيزآبَيل♡
10-04-2024, 05:24 AM
-










إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.ض2

Şøķåŕą
10-05-2024, 02:36 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير