الدكتور على حسن
03-10-2023, 05:36 PM
■ الحديث مع الشرح :
أنَّ امْرَأَةً قالَتْ : يا رَسولَ اللَّهِ ، إنَّ لي ضَرَّةً ،
فَهلْ عَلَيَّ جُناحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِن زَوْجِي غيرَ الذي يُعْطِينِي؟
فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
المُتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ .
الراوي : أسماء بنت أبي بكر |
المحدث : البخاري |
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5219 |
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
● شرح الحديث :
لا يَنْبغي للمُسلمِ أنْ يدَّعِيَ ما ليس فيه، ولا أنْ يَتظاهَرَ بغيرِ الحَقيقةِ
وفي هذا الحديثِ تروي أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً لها ضَرَّةٌ - زوجةٌ أخرى لزوجِها -
سألتْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
هل عليها إثمٌ إذا تشبَّعَتْ مِن زَوجِها غيرَ الَّذي يُعْطِيها ؟
أي : ادَّعتْ أمامَ ضَرَّتِها أنَّ زَوجَها يُعْطيها مِنَ الحُظوةِ
والمكانةِ أكثرَ مِنَ الواقعِ ؛ لِتَغيظَها ،
فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
« المُتشبِّعُ بِما لم يُعطَ كلابسِ ثوبَيْ زُورٍ » ،
والتشَبُّعُ في الأصلِ يُستعمَلُ بمعنى التكَلُّفِ في الأكلِ
والتجاوُزِ عن الشِّبَعِ ، وبمعنى التشَبُّهِ بالشَّبعانِ ،
ومن هذا المعنى الأخيرِ استُعيرَ للتحَلِّي بفضيلةٍ
أو زينةٍ لم تُرزَقْ ، والمتشبِّعُ هو المتكثّرُ بأكثَرَ
ممَّا عنده يرائي به أو يتكَبَّرُ به ،
وعلى ذلك فإنَّ الَّذي يدَّعي ويَتظاهرُ بما ليسَ فيه وليس عندَه ،
فهو كمَنْ يَلْبَسُ ثَوبينِ مُستعارَينِ
أو مودُوعَينِ عنده يَتظاهرُ أنَّهما مِلْكُه ،
وكَمَنْ يُزَوِّرُ على النَّاسِ ، فيلبَسُ لِباسَ ذوي التقَشُّفِ ،
ويتَزَيَّا بزِيِّ أهلِ الصَّلاحِ ، وأضاف الثوبينِ إلى الزُّورِ ؛
لأنهما لُبِسَا لأجْلِه ، وثُنِّي باعتبارِ الرِّداءِ والإزارِ ،
يريد : أنَّ المتحَلِّيَ بما ليس له كمن لَبِسَ ثوبَينِ من الزُّورِ ،
ارتدى بأحَدِهما ، وتأزَّرَ بالآخَرِ .
قيل : إنَّما كُرِهَ ذلك للمرأةِ ؛ لأنها تُدخِلُ بين المرأةِ
الأخرى وزوجِها البَغضاءَ ، فيصيرُ كالسِّحرِ
الذي يُفَرِّقُ بين المرءِ وزَوْجِه .
والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرادَ بذلك تَنفيرَ
المرأةِ عمَّا ذكرتْ ؛ خوفًا مِنَ الفسادِ بَيْنَ زوجِها وضَرَّتِها ،
فتُورَثُ بيْنهما البَغضاءُ . [ 1 ]
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png معنى الحديث :
قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم :
إن لها زوجة أخرى مع زوجها ، وتحب أن تقول
: إن زوجي أعطاني كذا وأعطاني كذا وهي كاذبة ،
لكن تريد أن تغيظ ضرتها ، فهل عليها في ذلك إثم
؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المتزين
بما ليس عنده يتكثر بذلك ، فهو صاحب زور وكذب .
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png من فوائد الحديث :
1 - تظاهر الإنسان بما ليس فيه يجعله
من الكذابين المزورين .
2 - الحض على موافقة الظاهر للباطن ما أمكن . [ 2 ]
¤ [ 1 ] الموسوعة الحديثية - الدرر السنية
¤ [ 2 ] موسوعة الأحاديث النبوية
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
أنَّ امْرَأَةً قالَتْ : يا رَسولَ اللَّهِ ، إنَّ لي ضَرَّةً ،
فَهلْ عَلَيَّ جُناحٌ إنْ تَشَبَّعْتُ مِن زَوْجِي غيرَ الذي يُعْطِينِي؟
فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
المُتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ .
الراوي : أسماء بنت أبي بكر |
المحدث : البخاري |
المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5219 |
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
● شرح الحديث :
لا يَنْبغي للمُسلمِ أنْ يدَّعِيَ ما ليس فيه، ولا أنْ يَتظاهَرَ بغيرِ الحَقيقةِ
وفي هذا الحديثِ تروي أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً لها ضَرَّةٌ - زوجةٌ أخرى لزوجِها -
سألتْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
هل عليها إثمٌ إذا تشبَّعَتْ مِن زَوجِها غيرَ الَّذي يُعْطِيها ؟
أي : ادَّعتْ أمامَ ضَرَّتِها أنَّ زَوجَها يُعْطيها مِنَ الحُظوةِ
والمكانةِ أكثرَ مِنَ الواقعِ ؛ لِتَغيظَها ،
فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
« المُتشبِّعُ بِما لم يُعطَ كلابسِ ثوبَيْ زُورٍ » ،
والتشَبُّعُ في الأصلِ يُستعمَلُ بمعنى التكَلُّفِ في الأكلِ
والتجاوُزِ عن الشِّبَعِ ، وبمعنى التشَبُّهِ بالشَّبعانِ ،
ومن هذا المعنى الأخيرِ استُعيرَ للتحَلِّي بفضيلةٍ
أو زينةٍ لم تُرزَقْ ، والمتشبِّعُ هو المتكثّرُ بأكثَرَ
ممَّا عنده يرائي به أو يتكَبَّرُ به ،
وعلى ذلك فإنَّ الَّذي يدَّعي ويَتظاهرُ بما ليسَ فيه وليس عندَه ،
فهو كمَنْ يَلْبَسُ ثَوبينِ مُستعارَينِ
أو مودُوعَينِ عنده يَتظاهرُ أنَّهما مِلْكُه ،
وكَمَنْ يُزَوِّرُ على النَّاسِ ، فيلبَسُ لِباسَ ذوي التقَشُّفِ ،
ويتَزَيَّا بزِيِّ أهلِ الصَّلاحِ ، وأضاف الثوبينِ إلى الزُّورِ ؛
لأنهما لُبِسَا لأجْلِه ، وثُنِّي باعتبارِ الرِّداءِ والإزارِ ،
يريد : أنَّ المتحَلِّيَ بما ليس له كمن لَبِسَ ثوبَينِ من الزُّورِ ،
ارتدى بأحَدِهما ، وتأزَّرَ بالآخَرِ .
قيل : إنَّما كُرِهَ ذلك للمرأةِ ؛ لأنها تُدخِلُ بين المرأةِ
الأخرى وزوجِها البَغضاءَ ، فيصيرُ كالسِّحرِ
الذي يُفَرِّقُ بين المرءِ وزَوْجِه .
والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرادَ بذلك تَنفيرَ
المرأةِ عمَّا ذكرتْ ؛ خوفًا مِنَ الفسادِ بَيْنَ زوجِها وضَرَّتِها ،
فتُورَثُ بيْنهما البَغضاءُ . [ 1 ]
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png معنى الحديث :
قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم :
إن لها زوجة أخرى مع زوجها ، وتحب أن تقول
: إن زوجي أعطاني كذا وأعطاني كذا وهي كاذبة ،
لكن تريد أن تغيظ ضرتها ، فهل عليها في ذلك إثم
؟ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المتزين
بما ليس عنده يتكثر بذلك ، فهو صاحب زور وكذب .
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png من فوائد الحديث :
1 - تظاهر الإنسان بما ليس فيه يجعله
من الكذابين المزورين .
2 - الحض على موافقة الظاهر للباطن ما أمكن . [ 2 ]
¤ [ 1 ] الموسوعة الحديثية - الدرر السنية
¤ [ 2 ] موسوعة الأحاديث النبوية
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى