نبضها مطيري
03-04-2023, 02:11 AM
كان يلعب مع أترابه، ولم يتجاوز السّبع سنين، عندما جاء رجلان إلى أبيه داوود (عليه السّلام) ليحكم بينهم في قضيّة.
قال أحدهما: يا نبيّ الله، إنّ غنم أخي وقع في زرعي ليلاً فأكلته (ويقال إنّه لم يكن زرعًا بل كرم عنب وقد بدت عناقيده)، فاحكم بيننا بالحقّ.
فحكم النّبيّ داوود (عليه السّلام) لصاحب الزّرع بأن يأخذ الغنم مقابل ما خسره من الزّرع، عندها خرج صاحب الغنم وهو مغموم محزون يبكي لخسارته غنمه، في الطّريق صادفه سليمان (عليه السّلام) وكان طفلاً لم يتجاوز السّبع سنين، فسأله عن سرّ حزنه وبكائه، فقال: لقد حكم أبوك بكذا وأنا راض لكنّي لا أملك بعد الغنم شيئًا لأطعم عيالي.
فقال سليمان (عليه السّلام): لا تيأس وارجع إلى أبي فقل له فليتأمّل في حكمه، فعاد الرّجل، وقال لداوود ما قاله سليمان (عليهما السّلام).
فطلب داوود سليمان (عليهما السّلام) وقال له: لِمَ أرجعت الرّجل؟ فقال سليمان: يا نبيّ الله أعد النّظر في الحكم وعدّله. فقال: وكيف ذلك؟ فقال سليمان (عليه السّلام): « يُدْفَع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتّى يعود كما كان ويُدْفَع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتّى إذا عاد الكرم كما كان يعود إلى صاحبه وترجع الأغنام إلى صاحبه » [33] .
يقول تعالى في ذلك: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ... ﴾ [34] .
مسألة: إنّ ما كان يحكم به داوود (عليه السّلام) لم يكن عن اجتهاد لأنّه لا يجوز للأنبياء أن يحكموا بالاجتهاد، وما حكم به سليمان (عليه السّلام) كان بوحي من الله تعالى فنسخ به ما كان يحكم به داوود (عليه السّلام) ﴿ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [35] .
قال أحدهما: يا نبيّ الله، إنّ غنم أخي وقع في زرعي ليلاً فأكلته (ويقال إنّه لم يكن زرعًا بل كرم عنب وقد بدت عناقيده)، فاحكم بيننا بالحقّ.
فحكم النّبيّ داوود (عليه السّلام) لصاحب الزّرع بأن يأخذ الغنم مقابل ما خسره من الزّرع، عندها خرج صاحب الغنم وهو مغموم محزون يبكي لخسارته غنمه، في الطّريق صادفه سليمان (عليه السّلام) وكان طفلاً لم يتجاوز السّبع سنين، فسأله عن سرّ حزنه وبكائه، فقال: لقد حكم أبوك بكذا وأنا راض لكنّي لا أملك بعد الغنم شيئًا لأطعم عيالي.
فقال سليمان (عليه السّلام): لا تيأس وارجع إلى أبي فقل له فليتأمّل في حكمه، فعاد الرّجل، وقال لداوود ما قاله سليمان (عليهما السّلام).
فطلب داوود سليمان (عليهما السّلام) وقال له: لِمَ أرجعت الرّجل؟ فقال سليمان: يا نبيّ الله أعد النّظر في الحكم وعدّله. فقال: وكيف ذلك؟ فقال سليمان (عليه السّلام): « يُدْفَع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتّى يعود كما كان ويُدْفَع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتّى إذا عاد الكرم كما كان يعود إلى صاحبه وترجع الأغنام إلى صاحبه » [33] .
يقول تعالى في ذلك: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ... ﴾ [34] .
مسألة: إنّ ما كان يحكم به داوود (عليه السّلام) لم يكن عن اجتهاد لأنّه لا يجوز للأنبياء أن يحكموا بالاجتهاد، وما حكم به سليمان (عليه السّلام) كان بوحي من الله تعالى فنسخ به ما كان يحكم به داوود (عليه السّلام) ﴿ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [35] .