نور القمر
02-19-2023, 01:37 PM
الخطبة الثانية
الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِمَّا تُعالجُ به الهُمومُ:
5- الإكثارُ من الصَّلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاَتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: «إِذًا؛ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ» حسن - رواه أحمد.
6- تَحْصِيلُ الرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ بِالصَّلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ! أَقِمِ الصَّلَاةَ، أَرِحْنَا بِهَا» صحيح - رواه أبو داود.
وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» حسن - رواه أبو داود. فمِنْ عادَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
الفَزَعُ إلى الصلاة - إذا نَزَلَ به أمرٌ مُهِمٌّ، أو أصابه هَمٌّ وغَمٌّ؛ لأنَّ الصلاةَ جامعةٌ للأَذْكارِ والدَّعَواتِ وشامِلَةٌ للأفعال
وهي تُرِيحُ من كُلِّ هَمٍّ، وتُفَرِّجُ من كُلِّ غَمٍّ. وفيها تلاوةٌ للقرآن، وذِكْرٌ، ودُعاءٌ.
7- عَدَمُ التَّشَتُّتِ وراءَ هُمومِ الدُّنيا؛ فإنها فانِيَةٌ مع هُمومِها: فالتَّفْكِيرُ في الهَمِّ يَزيدُ الهَمَّ، وتَنَاسِي الأمراضِ والهُمومِ هو أكبَرُ لِقاحٍ
ضِدَّ زِيادَتِها، وأفْضَلُ عِلاجٍ مُضَادٍّ لِطَرْدِها؛ فإنَّ مَقاييسَ البَشَرِ السَّلبِيَّةِ لا عِبْرَةَ لها، بل هي ظُنونٌ، وقَلِيلٌ ما يُصِيبُ الظَّنُّ. وهُمومُ الدُّنيا لا تَنْتَهِي
وهِيَ فانِيَةٌ مع هُمومِها؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ آخِرَتِهِ؛ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ
وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا؛ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ» حسن - رواه ابن ماجه.
8- السَّعْيُ في تَحْصيلِ ما يَنْفَعُ من أُمورِ الدِّين والدُّنيا: ولْيَبْتَعِدِ المسلمُ عن هُمومٍ مَبْنِيَّةٍ على أَوْهام؛ لأنَّها تَزِيدُه وَهْنًا على وَهْنٍ
ولْيَقْضِ وَقْتَه فِيمَا يَعودُ عليه بِالنَّفْعِ والفائِدَةِ في دِينه ودُنياه؛ مِصْداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ
وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم.
فمَنْ حُوصِرَ بِالأَوْهامِ، والوَسَاوِسِ، والقَلَقِ، والمَخَاوِفِ؛ فَلْيَجْعَلِ لِسانَه رَطْبًا بِذِكْرِ اللهِ، ولْيَعْمَلْ عَمَلاً مُفيدًا؛ حتى لا يَدَعَ وَقْتًا للتَّفْكِيرِ في الهُمومِ والأَوْهام.
9- الجِهادُ في سَبِيلِ الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ
يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الهَمَّ وَالغَمَّ» صحيح - رواه أحمد. فمَنْ جاهَدَ نفسَه وهَواه، وجاهَدَ في سَبِيلِ الله، سَعْيًا لإِحْياءِ قُلوبِ العِبادِ
كان جَزاؤُه من جِنْسِ عَمَلِه، فيُبَدِّلُ اللهُ تعالى هَمَّه وحُزْنَه؛ فَرَحًا ونَشَاطًا وقُوَّةً.
وأخيرًا؛ يَجِبُ على المسلمِ أنْ يكون ذا نَظْرَةٍ تَفاؤُلِيَّةٍ للمُسْتَقْبَلِ؛ لأنَّ التَّفاؤلَ يَجْلِبُ الرَّاحَةَ النَّفسِيَّةَ، والمُتفائِلُ يُفَسِّرُ
الأزَماتِ تَفْسِيرًا حَسَنًا، يَبْعَثُ في نفسِه الأمْنَ والطُّمأنينةَ، ويُنَشِّطُ أجهزةَ المَناعَةَ النَّفْسِيةِ والجِسْمِيَّة.
_ د. محمود بن أحمد الدوسري.
الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِمَّا تُعالجُ به الهُمومُ:
5- الإكثارُ من الصَّلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاَتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: «إِذًا؛ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ» حسن - رواه أحمد.
6- تَحْصِيلُ الرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ بِالصَّلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ! أَقِمِ الصَّلَاةَ، أَرِحْنَا بِهَا» صحيح - رواه أبو داود.
وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» حسن - رواه أبو داود. فمِنْ عادَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
الفَزَعُ إلى الصلاة - إذا نَزَلَ به أمرٌ مُهِمٌّ، أو أصابه هَمٌّ وغَمٌّ؛ لأنَّ الصلاةَ جامعةٌ للأَذْكارِ والدَّعَواتِ وشامِلَةٌ للأفعال
وهي تُرِيحُ من كُلِّ هَمٍّ، وتُفَرِّجُ من كُلِّ غَمٍّ. وفيها تلاوةٌ للقرآن، وذِكْرٌ، ودُعاءٌ.
7- عَدَمُ التَّشَتُّتِ وراءَ هُمومِ الدُّنيا؛ فإنها فانِيَةٌ مع هُمومِها: فالتَّفْكِيرُ في الهَمِّ يَزيدُ الهَمَّ، وتَنَاسِي الأمراضِ والهُمومِ هو أكبَرُ لِقاحٍ
ضِدَّ زِيادَتِها، وأفْضَلُ عِلاجٍ مُضَادٍّ لِطَرْدِها؛ فإنَّ مَقاييسَ البَشَرِ السَّلبِيَّةِ لا عِبْرَةَ لها، بل هي ظُنونٌ، وقَلِيلٌ ما يُصِيبُ الظَّنُّ. وهُمومُ الدُّنيا لا تَنْتَهِي
وهِيَ فانِيَةٌ مع هُمومِها؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ آخِرَتِهِ؛ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ
وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا؛ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ» حسن - رواه ابن ماجه.
8- السَّعْيُ في تَحْصيلِ ما يَنْفَعُ من أُمورِ الدِّين والدُّنيا: ولْيَبْتَعِدِ المسلمُ عن هُمومٍ مَبْنِيَّةٍ على أَوْهام؛ لأنَّها تَزِيدُه وَهْنًا على وَهْنٍ
ولْيَقْضِ وَقْتَه فِيمَا يَعودُ عليه بِالنَّفْعِ والفائِدَةِ في دِينه ودُنياه؛ مِصْداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ
وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم.
فمَنْ حُوصِرَ بِالأَوْهامِ، والوَسَاوِسِ، والقَلَقِ، والمَخَاوِفِ؛ فَلْيَجْعَلِ لِسانَه رَطْبًا بِذِكْرِ اللهِ، ولْيَعْمَلْ عَمَلاً مُفيدًا؛ حتى لا يَدَعَ وَقْتًا للتَّفْكِيرِ في الهُمومِ والأَوْهام.
9- الجِهادُ في سَبِيلِ الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ
يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الهَمَّ وَالغَمَّ» صحيح - رواه أحمد. فمَنْ جاهَدَ نفسَه وهَواه، وجاهَدَ في سَبِيلِ الله، سَعْيًا لإِحْياءِ قُلوبِ العِبادِ
كان جَزاؤُه من جِنْسِ عَمَلِه، فيُبَدِّلُ اللهُ تعالى هَمَّه وحُزْنَه؛ فَرَحًا ونَشَاطًا وقُوَّةً.
وأخيرًا؛ يَجِبُ على المسلمِ أنْ يكون ذا نَظْرَةٍ تَفاؤُلِيَّةٍ للمُسْتَقْبَلِ؛ لأنَّ التَّفاؤلَ يَجْلِبُ الرَّاحَةَ النَّفسِيَّةَ، والمُتفائِلُ يُفَسِّرُ
الأزَماتِ تَفْسِيرًا حَسَنًا، يَبْعَثُ في نفسِه الأمْنَ والطُّمأنينةَ، ويُنَشِّطُ أجهزةَ المَناعَةَ النَّفْسِيةِ والجِسْمِيَّة.
_ د. محمود بن أحمد الدوسري.