تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسيرالسعدي لسورة آل عمران من 146:151


شيخة رواية
09-04-2018, 07:01 AM
وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ( 146 ) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( 147 ) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 148 ) . هذا تسلية للمؤمنين، وحث على الاقتداء بهم، والفعل كفعلهم، وأن هذا أمر قد كان متقدما، لم تزل سنة الله جارية بذلك، فقال: ( وكأين من نبي ) أي: وكم من نبي ( قاتل معه ربيون كثير ) أي: جماعات كثيرون من أتباعهم، الذين قد ربتهم الأنبياء بالإيمان والأعمال الصالحة، فأصابهم قتل وجراح وغير ذلك.
( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) أي: ما ضعفت قلوبهم، ولا وهنت أبدانهم، ولا استكانوا، أي: ذلوا لعدوهم، بل صبروا وثبتوا، وشجعوا أنفسهم، ولهذا قال: ( والله يحب الصابرين ) .
ثم ذكر قولهم واستنصارهم لربهم، فقال: ( وما كان قولهم ) أي: في تلك المواطن الصعبة ( إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ) والإسراف: هو مجاوزة الحد إلى ما حرم، علموا أن الذنوب والإسراف من أعظم أسباب الخذلان، وأن التخلي منها من أسباب النصر، فسألوا ربهم مغفرتها.









ثم إنهم لم يتكلوا على ما بذلوا جهدهم به من الصبر، بل اعتمدوا على الله، وسألوه أن يثبت أقدامهم عند ملاقاة الأعداء الكافرين، وأن ينصرهم عليهم، فجمعوا بين الصبر وترك ضده، والتوبة والاستغفار، والاستنصار بربهم، لا جرم أن الله نصرهم، وجعل لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، ولهذا قال: ( فآتاهم الله ثواب الدنيا ) من النصر والظفر والغنيمة، ( وحُسن ثواب الآخرة ) وهو الفوز برضا ربهم، والنعيم المقيم الذي قد سلم من جميع المنكدات، وما ذاك إلا أنهم أحسنوا له الأعمال، فجازاهم بأحسن الجزاء، فلهذا قال: ( والله يحب المحسنين ) في عبادة الخالق ومعاملة الخلق، ومن الإحسان أن يفعل عند جهاد الأعداء، كفعل هؤلاء الموصوفين ثم قال تعالى:



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
( 149 ) بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ( 150 ) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ( 151 ) .
وهذا نهي من الله للمؤمنين أن يطيعوا الكافرين من المنافقين والمشركين، فإنهم إن أطاعوهم لم يريدوا لهم إلا الشر، وهم [ قصدهم ] ردهم إلى الكفر الذي عاقبته الخيبة والخسران.
ثم أخبر أنه مولاهم وناصرهم، ففيه إخبار لهم بذلك، وبشارة بأنه سيتولى أمورهم بلطفه، ويعصمهم من أنواع الشرور.
وفي ضمن ذلك الحث لهم على اتخاذه وحده وليا وناصرا من دون كل أحد، فمن ولايته ونصره لهم أنه وعدهم أنه سيلقي في قلوب أعدائهم من الكافرين الرعب، وهو الخوف العظيم الذي يمنعهم من كثير من مقاصدهم، وقد فعل تعالى.
وذلك أن المشركين - بعدما انصرفوا من وقعة « أحد » - تشاوروا بينهم، وقالوا: كيف ننصرف، بعد أن قتلنا منهم من قتلنا، وهزمناهم ولما نستأصلهم؟ فهموا بذلك، فألقى الله الرعب في قلوبهم، فانصرفوا خائبين، ولا شك أن هذا من أعظم النصر، لأنه قد تقدم أن نصر الله لعباده المؤمنين لا يخرج عن أحد أمرين: إما أن يقطع طرفا من الذين كفروا، أو يكبتهم فينقلبوا خائبين، وهذا من الثاني.
ثم ذكر السبب الموجب لإلقاء الرعب في قلوب الكافرين، فقال: ( بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ) أي: ذلك بسبب ما اتخذوا من دونه من الأنداد والأصنام، التي اتخذوها على حسب أهوائهم وإرادتهم الفاسدة، من غير حجة ولا برهان، وانقطعوا من ولاية الواحد الرحمن، فمن ثم كان المشرك مرعوبا من المؤمنين، لا يعتمد على ركن وثيق، وليس له ملجأ عند كل شدة وضيق، هذا حاله في الدنيا، وأما في الآخرة فأشد وأعظم، ولهذا قال: ( ومأواهم النار ) أي: مستقرهم الذي يأوون إليه وليس لهم عنها خروج، ( وبئس مثوى الظالمين ) بسبب ظلمهم وعدوانهم صارت النار مثواهم.

غـُـلايےّ
09-04-2018, 09:14 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

شيخة رواية
09-04-2018, 09:24 AM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ

أبو علياء
09-04-2018, 10:30 AM
بارك الله فيكم ،، ونفع بكم
وجعل كل ماتقدموه في موازين حسناتكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيكم الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعكم المفيده
لروحكم الجوري
دمتم بسعاده

روحي تبيك
09-04-2018, 02:45 PM
.. ابداع في الطرح وروعة في الانتقاء
دمت رائع الطرح ووافر العطاء
وجهدا تشكر عليه
..اكاليل الزهر انثرها في صفحتك
مع خالص تحياتي وفائق تقديري
دمت في حفظ الرحمن

انثى برائحة الورد
09-05-2018, 05:23 PM
جزيتِ خير يارب على روعة موضوعكِ

نور القمر
09-05-2018, 07:26 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

الاقشر
09-08-2018, 01:38 AM
بارك الله فيك على طرحك الطيب :241:

نبض العشق
09-08-2018, 04:23 AM
الله يعطيكِ العافيه

:241:

بٰٰقايٰا روحہٰ
09-08-2018, 05:13 PM
جزااك الله خير الجزاء
وأفاض عليك من نعمه ظاهرة وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم
أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-11-2018, 07:42 AM
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

ذآتَ حُسن♔
09-13-2018, 05:29 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

شيخة رواية
09-21-2018, 09:09 AM
انرتوووووووووو

لَـحًـــنِ ♫
12-02-2018, 03:50 AM
جزاك الله خير الجزآء وبارك الله فيك
أثابك الله الجنّة وأنار قلبك بِ الايمان وطاعة الرحمن
دآام عطآءك المثمر..

http://www10.0zz0.com/2016/10/23/02/239926156.gif..دمت برضى الله وفضله..http://www10.0zz0.com/2016/10/23/02/239926156.gif

Şøķåŕą
08-07-2023, 09:13 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله

نور القمر
07-07-2024, 02:38 PM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,

لك من الشكر وافره,~

بنت العز
07-07-2024, 02:49 PM
يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~

Şøķåŕą
08-05-2024, 08:44 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير