رحيل
02-03-2023, 06:11 PM
الآثار النفسية بعد اكتشاف الخيانة الزوجية
عدنان بن سلمان الدريويش
الخيانةُ جرحٌ غائرٌ ومؤلمٌ على فاعلها وعلى الشريك الآخر، تجعله لا يهنأ بنومٍ ولا صحبةٍ ولا سفرٍ، دائم التفكير، ماذا لو عرف الطرف الآخر؟ ماذا لو علم الناس؟ كيف أعود؟ كيف أرجع ثقة شريكي في الحياة؟ هل يكفي الاعتذار؟ ما ذنب أولادي؟ كيف أتعامل مع الحياة الجديدة؟ هل أستمر أو أطلب الطلاق؟
إن اكتشاف خيانة الزوج أو الزوجة من التجارب الأكثر قسوة التي قد يمرُّ بها الشريك الآخر، فخيانة الزوج أو الزوجة لا تُهدِّد ثقة الشخص بنفسه وحسب؛ وإنما تجعله يعيش بالرعب والخوف من الفضيحة والعار الاجتماعي، فكيف تكون نفسيَّتُه عند اكتشاف خيانة الشريك الآخر؟ وما آثارها؟
تكون:
• الصدمة والغضب، الصدمة هي أول ما يشعر به الشريك عند اكتشاف خيانة شريكه الآخر، ثم تتحوَّل مشاعر الصدمة إلى شعور عارم بالغضب بسرعة كبيرة، حيث ينتقل من الصدمة إلى التفكير باتِّخاذ إجراء انتقامي من شريكه الخائن.
• يصاب بأعراض صحية ونفسية، أبرزها الصداع والغثيان وفقدان التوازن، وقد تصل هذه الأعراض إلى الإغماء، كما قد تستمر بعض هذه الأعراض فترةً طويلةً نسبيًّا؛ مثل: اضطرابات الشهيَّة، واضطرابات النوم، والشعور بالتعب المزمن.
• الرغبة بالانتقام، وهذه من المشاعر التي يصعب السيطرة عليها، رغبة الشريك القوية في الانتقام من الشريك الآخر، وعلى الرغم من تشابُه رغبة الانتقام بين الرجال والنساء عند التعرُّض للخيانة؛ إلَّا أن الزوج الذي يتعرَّض للخيانة يمتلك دوافعَ أكبر لتنفيذ انتقامه بسبب التعاطُف الاجتماعي مع الرجل المخدوع.
• الخوف من الفضيحة والعار، إن القلق بشأن الفضيحة وانكشاف خيانة الشريك من أقوى الأفكار التي تسيطر على الزوج أو الزوجة عند اكتشاف الخيانة؛ لذلك يحاول بعض الرجال أو النساء معالجة الخيانة بهدوء شديد إن ضمنوا كتمان الأمر وعدم معرفة أحد بالخيانة، والبعض الآخر يعالج الخيانة بطريقة عنيفة، قد تصل إلى التصفية الجسدية، خاصة إذا أصبحت سيرة على ألْسُن الناس.
• التفكير بالخائن الآخر أو الخائنة، لا يستطيع الزوج تجاهُل الرجل المنافس الذي شارك في الخيانة؛ بل يعتبره مجرمًا ومعتديًا، وكذلك الزوجة لا تستطيع تجاهُل المرأة المنافسة لها التي شاركت في الخيانة، ما يجعلهما في بحثٍ دائمٍ عنهما ومعرفة هويتهما، وربما محاولة إيذائهما بطريقة أو بأخرى.
• انخفاض الأداء في الوظيفة وداخل الأسرة، قد يحتاج الزوج المخدوع أو الزوجة المخدوعة إلى فترة طويلة نسبيًّا ليستعيد ذاته، ويقدر على متابعة عمله وحياته الاجتماعية والأسرية بشكل طبيعي، وفي حالات أخرى يهرب الزوج أو الزوجة إلى الوظيفة، ويحاول أن يمنع نفسه من التفكير من خلال ساعات العمل الإضافية أو الانغماس في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
• فقدان الثقة، خيانة الشريك تقضي على ثقة الشريك الآخر بها تمامًا، ليس فقط ثقته به من ناحية الإخلاص له؛ بل حتى ثقته بتربيته لأولاده، وثقته بحفظه لماله أو أسراره، وفي حال اتَّخذ الشريك قرار التسامح مع الزوج أو الزوجة الخائنة سيحتاج إلى الكثير من الجهد لاستعادة الثقة المهدورة.
• انخفاض احترام الذات، يشعر الشريك المخدوع الذي تعرَّض للخيانة بالدونيَّة والنقص والهزيمة أمام المجتمع، وتخلق لديه شعورًا بعدم الاستحقاق وعدم الكفاية والخزي والعار.
• لوم الذات، وهي حالة الشعور بالذنب أو تحمُّل المسؤولية على خيانة الشريك، وهي حالة مشتركة بين الرجال والنساء الذين يتعرضون للخيانة؛ لكن الرجال أقل ميلًا للغرق في لوم الذات وأكثر ميلًا للشعور بالنقص والدونيَّة بسبب تعرُّضهم للخيانة، قد يشعر الشريك أنه مسؤول عن خيانة الشريك الآخر بسبب إهماله أو تقصيره عاطفيًّا أو جنسيًّا أو حتى من الناحية المادية، أو يعتبر أن خيانة الشريك الآخر له عقوبة إلهية على خيانته له، هذا الشعور قد يكون دافعًا قويًّا لبعض الأزواج لمسامحة الشريك الآخر وإعطائه فرصة ثانية.
• اللجوء للخيانة، وهو سلوك شائن سواء من الزوج أو الزوجة المخدوعة، لا يأتي فقط من باب الانتقام من الشريك الآخر؛ بل أيضًا بدافع إثبات الذات مُجدَّدًا، وربما ندمًا على الإخلاص إن كان مخلصًا.
• تعميم الخيانة على كل الرجال وعلى كل النساء، قد يُعاني الشخص الذي تعرَّض للخيانة من التعميم على جميع الناس سواء كانوا رجالًا أو نساءً، وقد يكون هذا التعميم عائقًا كبيرًا أمامه في بِناء علاقة جديدة مستقبلية مع شريك آخر.
• سلوك إيذاء الذات، بعض الأزواج والزوجات الذين تعرضوا للخيانة من الشريك الآخر، يلجؤون لسلوكيات إيذاء الذات؛ مثل: الانغماس في الحياة الليلية، وتعاطي الكحول أو المُخدِّرات، أو إيذاء الذات النفسي باجترار الأحزان والتفكير المفرط، وقد يحاول بعضهم الانتحار بعد تعرُّضهم للخيانة للتخلُّص من الألم النفسي أو لخلق شعور دائم بالذنب لدى الشريك الخائن.
أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحبِّ والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد
عدنان بن سلمان الدريويش
الخيانةُ جرحٌ غائرٌ ومؤلمٌ على فاعلها وعلى الشريك الآخر، تجعله لا يهنأ بنومٍ ولا صحبةٍ ولا سفرٍ، دائم التفكير، ماذا لو عرف الطرف الآخر؟ ماذا لو علم الناس؟ كيف أعود؟ كيف أرجع ثقة شريكي في الحياة؟ هل يكفي الاعتذار؟ ما ذنب أولادي؟ كيف أتعامل مع الحياة الجديدة؟ هل أستمر أو أطلب الطلاق؟
إن اكتشاف خيانة الزوج أو الزوجة من التجارب الأكثر قسوة التي قد يمرُّ بها الشريك الآخر، فخيانة الزوج أو الزوجة لا تُهدِّد ثقة الشخص بنفسه وحسب؛ وإنما تجعله يعيش بالرعب والخوف من الفضيحة والعار الاجتماعي، فكيف تكون نفسيَّتُه عند اكتشاف خيانة الشريك الآخر؟ وما آثارها؟
تكون:
• الصدمة والغضب، الصدمة هي أول ما يشعر به الشريك عند اكتشاف خيانة شريكه الآخر، ثم تتحوَّل مشاعر الصدمة إلى شعور عارم بالغضب بسرعة كبيرة، حيث ينتقل من الصدمة إلى التفكير باتِّخاذ إجراء انتقامي من شريكه الخائن.
• يصاب بأعراض صحية ونفسية، أبرزها الصداع والغثيان وفقدان التوازن، وقد تصل هذه الأعراض إلى الإغماء، كما قد تستمر بعض هذه الأعراض فترةً طويلةً نسبيًّا؛ مثل: اضطرابات الشهيَّة، واضطرابات النوم، والشعور بالتعب المزمن.
• الرغبة بالانتقام، وهذه من المشاعر التي يصعب السيطرة عليها، رغبة الشريك القوية في الانتقام من الشريك الآخر، وعلى الرغم من تشابُه رغبة الانتقام بين الرجال والنساء عند التعرُّض للخيانة؛ إلَّا أن الزوج الذي يتعرَّض للخيانة يمتلك دوافعَ أكبر لتنفيذ انتقامه بسبب التعاطُف الاجتماعي مع الرجل المخدوع.
• الخوف من الفضيحة والعار، إن القلق بشأن الفضيحة وانكشاف خيانة الشريك من أقوى الأفكار التي تسيطر على الزوج أو الزوجة عند اكتشاف الخيانة؛ لذلك يحاول بعض الرجال أو النساء معالجة الخيانة بهدوء شديد إن ضمنوا كتمان الأمر وعدم معرفة أحد بالخيانة، والبعض الآخر يعالج الخيانة بطريقة عنيفة، قد تصل إلى التصفية الجسدية، خاصة إذا أصبحت سيرة على ألْسُن الناس.
• التفكير بالخائن الآخر أو الخائنة، لا يستطيع الزوج تجاهُل الرجل المنافس الذي شارك في الخيانة؛ بل يعتبره مجرمًا ومعتديًا، وكذلك الزوجة لا تستطيع تجاهُل المرأة المنافسة لها التي شاركت في الخيانة، ما يجعلهما في بحثٍ دائمٍ عنهما ومعرفة هويتهما، وربما محاولة إيذائهما بطريقة أو بأخرى.
• انخفاض الأداء في الوظيفة وداخل الأسرة، قد يحتاج الزوج المخدوع أو الزوجة المخدوعة إلى فترة طويلة نسبيًّا ليستعيد ذاته، ويقدر على متابعة عمله وحياته الاجتماعية والأسرية بشكل طبيعي، وفي حالات أخرى يهرب الزوج أو الزوجة إلى الوظيفة، ويحاول أن يمنع نفسه من التفكير من خلال ساعات العمل الإضافية أو الانغماس في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
• فقدان الثقة، خيانة الشريك تقضي على ثقة الشريك الآخر بها تمامًا، ليس فقط ثقته به من ناحية الإخلاص له؛ بل حتى ثقته بتربيته لأولاده، وثقته بحفظه لماله أو أسراره، وفي حال اتَّخذ الشريك قرار التسامح مع الزوج أو الزوجة الخائنة سيحتاج إلى الكثير من الجهد لاستعادة الثقة المهدورة.
• انخفاض احترام الذات، يشعر الشريك المخدوع الذي تعرَّض للخيانة بالدونيَّة والنقص والهزيمة أمام المجتمع، وتخلق لديه شعورًا بعدم الاستحقاق وعدم الكفاية والخزي والعار.
• لوم الذات، وهي حالة الشعور بالذنب أو تحمُّل المسؤولية على خيانة الشريك، وهي حالة مشتركة بين الرجال والنساء الذين يتعرضون للخيانة؛ لكن الرجال أقل ميلًا للغرق في لوم الذات وأكثر ميلًا للشعور بالنقص والدونيَّة بسبب تعرُّضهم للخيانة، قد يشعر الشريك أنه مسؤول عن خيانة الشريك الآخر بسبب إهماله أو تقصيره عاطفيًّا أو جنسيًّا أو حتى من الناحية المادية، أو يعتبر أن خيانة الشريك الآخر له عقوبة إلهية على خيانته له، هذا الشعور قد يكون دافعًا قويًّا لبعض الأزواج لمسامحة الشريك الآخر وإعطائه فرصة ثانية.
• اللجوء للخيانة، وهو سلوك شائن سواء من الزوج أو الزوجة المخدوعة، لا يأتي فقط من باب الانتقام من الشريك الآخر؛ بل أيضًا بدافع إثبات الذات مُجدَّدًا، وربما ندمًا على الإخلاص إن كان مخلصًا.
• تعميم الخيانة على كل الرجال وعلى كل النساء، قد يُعاني الشخص الذي تعرَّض للخيانة من التعميم على جميع الناس سواء كانوا رجالًا أو نساءً، وقد يكون هذا التعميم عائقًا كبيرًا أمامه في بِناء علاقة جديدة مستقبلية مع شريك آخر.
• سلوك إيذاء الذات، بعض الأزواج والزوجات الذين تعرضوا للخيانة من الشريك الآخر، يلجؤون لسلوكيات إيذاء الذات؛ مثل: الانغماس في الحياة الليلية، وتعاطي الكحول أو المُخدِّرات، أو إيذاء الذات النفسي باجترار الأحزان والتفكير المفرط، وقد يحاول بعضهم الانتحار بعد تعرُّضهم للخيانة للتخلُّص من الألم النفسي أو لخلق شعور دائم بالذنب لدى الشريك الخائن.
أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحبِّ والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد