المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واشوقاه للجنة


ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-02-2018, 07:00 AM
واشوقاه للجنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن نعيم الجنة وراحتها يشتاق إليه كل مؤمن بالله واليوم الآخر، ويرغب في بلوغه والوصول إليه كل سابق إلى الخيرات، تارك للمنكرات.
أخي الكريم: إن من حكمة الله تعالى أن أخفى ذلك النعيم عن أعين الناس في الحياة الدنيا؛ ليعمل العاملون ويتنافس في ذلك المتنافسون، ولقد كان السلف الصالح خير مثال في الاشتياق إلى الجنة والعمل بما يرضي الله ويقرب من رحمته.
هذا أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أُحُد بعدما ما انكشف المسلمون اشتاق إلى الجنة فاخترق الصفوف وتقدم نحو الكفار وهو يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي أَصْحَابَهُ- وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ -يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ- ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ! قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: 23]1.
وهذا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة كان هو القائد العام للغزوة بعد مقتل زيد بن حارثة، فاقْتَحَمَ جَعْفَرُ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ ثُمّ عَقَرَهَا ثُمّ قَاتَلَ حَتّى قُتِلَ وَهُوَ يَقُولُ:
يَا حَبّذَا الْجَنّةُ وَاقْتِرَابُهَا *** طَيّبَةً وَبَارِدًا شَرَابُهَا
وَالرّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا *** كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا
عَلَيّ إذْ لَاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا2
ثم لَمّا قُتِلَ جَعْفَرٌ أَخَذَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الرّايَةَ ثُمّ تَقَدّمَ بِهَا، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ فَجَعَلَ يَسْتَنْزِلُ نَفْسَهُ وَيَتَرَدّدُ بَعْضَ التّرَدّدِ ثُمّ قَالَ:
أَقْسَمْـتُ يَا نَفْـسُ لَتَنْزِلِنّهْ *** لَتَنْزِلِــنّ أَوْ لَتُكْرَهِنّهْ
إنْ أَجْلَبَ النّاسُ وَشَدّوا الرّنّةْ *** مَالِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنّةْ
قَدْ طَالَ مَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنّةْ *** هَلْ أَنْتِ إلّا نُطْفَةٌ فِي شَنّةْ
وَقَالَ أَيْضًا:
يَا نَفْـسُ إلّا تُقْتَلِي تَمُـوتِي *** هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيَتْ
وَمَا تَمَنّيْتِ فَقَـدْ أُعْطِيـت *** إنْ تَفْعَلِـي فِعْلَهُمَا هُدِيت
زَيْدًا وَجَعْفَرًا؛ ثُمّ نَزَلَ فَلَمّا نَزَلَ أَتَاهُ ابْنُ عَمّ لَهُ بِعَرْقٍ مِنْ لَحْمٍ فَقَالَ: شُدّ بِهَذَا صُلْبَك، فَإِنّك قَدْ لَقِيت فِي أَيّامِك هَذِهِ مَا لَقِيت، فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِهِ ثُمّ انْتَهَسَ مِنْهُ نَهْسَةً ثُمّ سَمِعَ الْحَطْمَةَ فِي نَاحِيَةِ النّاسِ فَقَالَ: وَأَنْتَ فِي الدّنْيَا!! ثُمّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ، ثُمّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَتَقَدّمَ فَقَاتَلَ حَتّى قُتِلَ3.
إن الذي حملهم على اقتحام الأهوال واسترخاص أرواحهم في ساحات النزال، هو الشوق إلى الجنة التي طالما انتظروها، فجاءت ساعة الصفر وهم في أشد الشوق إليها.
ومن مواقف الاشتياق إلى الجنان ما جرى لسعد بن الربيع رضي الله عنه في غزوة أحد من شم ريح الجنة، ولنترك الرجل الذي شهد الحدث يقص لنا القصة كما هي: عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: ((إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟)) قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رَمَق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت له: يا سعد! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: ((أخبرني كيف تجدك؟)) قال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام، قل له: يا رسول الله، أجد ريح الجنة! وقل لقومي الأنصار: لا عُذر لكم عند الله إن خُلِص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر يطرف، قال: وفاضت نفسه رحمه الله4.
إن شمَّهم لريح الجنة ليس خيالاً ولا تقريباً لذلك بل هو عين الحقيقة، كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ريح الجنة وطيبها: ((وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا))5.
نسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونسأله حسن الختام، والله المستعان.
..........................................
1رواه البخاري (2651).

2 سيرة ابن هشام (2/378).
3 المصدر السابق.
4 رواه البيهقي في دلائل النبوة (1104)، والحاكم في المستدرك (4894).
5 رواه البخاري (6516).

شيخة رواية
09-02-2018, 07:01 AM
عاشت الايادي:20:

zzzzzzzzzzzzzzzzzz zzzzzzzzzp

zzzzzzzzz
zzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzz

zzzzzzzzz zzzzzzzzzzzzzzzzzz

الياقوتة
09-02-2018, 08:58 AM
جزاك الله خير
سلمت يمناك وعساك على القوه

صاحبة السمو
09-02-2018, 10:42 AM
سلمت انآملك على الطرح المميز
يعطيك العافية على مجهودك
دمت بخير :241:

روح الوفا
09-02-2018, 11:57 AM
الله يجعلنا وياك من أهلها يارب
جزيتِ خير يارب على روعة موضوعكِ
.*

روحي تبيك
09-02-2018, 12:52 PM
مشاركة رائعة
.. ابداع في الطرح وروعة في الانتقاء
دمت رائع الطرح ووافر العطاء
وجهدا تشكر عليه
..اكاليل الزهر انثرها في صفحتك
مع خالص تحياتي وفائق تقديري
دمت في حفظ الرحمن

بٰٰقايٰا روحہٰ
09-02-2018, 01:44 PM
تنثرين بحضورك الزمرد واللؤلؤ
وتتحفينا بروائعك الفريدة
سلمت يدااك وداام لناا قلمك ورووعه طرحك
ودي وتقديري لك .:34:

أبو علياء
09-02-2018, 02:36 PM
بارك الله فيكم ،، ونفع بكم
وجعل كل ماتقدموه في موازين حسناتكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيكم الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعكم المفيده
لروحكم الجوري
دمتم بسعاده

ابو الملكات
09-02-2018, 10:54 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-03-2018, 07:25 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

غـُـلايےّ
09-04-2018, 01:29 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

لهيب الشوق
09-04-2018, 08:22 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكرا لطرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك

انثى برائحة الورد
09-05-2018, 02:11 PM
جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-06-2018, 08:39 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

الاقشر
09-08-2018, 01:12 AM
بارك الله فيك على طرحك الطيب :241:

نبض العشق
09-08-2018, 03:24 AM
الله يعطيكِ العافيه

:241:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-08-2018, 08:03 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

ذآتَ حُسن♔
09-13-2018, 04:26 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
09-13-2018, 09:42 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

شيخة رواية
10-03-2018, 05:36 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
10-03-2018, 07:42 PM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

دلوعة عشق
07-05-2019, 08:28 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
07-17-2019, 07:36 AM
شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيكم

Şøķåŕą
08-17-2022, 12:24 PM
_






سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
08-21-2024, 05:34 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

Şøķåŕą
08-21-2024, 05:36 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير