Şøķåŕą
01-07-2023, 03:50 PM
حج البيت
ها قد عدت ثانية إلى لقائك!
أهلًا بك ومرحبًا.
سعيدة أن نتصافح ثانيةً، وأن نتجاذب الحديث.
قد أخبرتك أن قصصي كثيرة ومتنوِّعة.
وسأذكر لك هذه المرَّة قصة منها ممتعة شائقة.
إنها قصة أسرة تتكون من ثلاثة أفراد: رجلٍ وامرأة وطفلهما الصغير.
أما الرجل، فهو نبي الله إبراهيمُ عليه السلام، وهو جَدُّ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم.
وأمَّا المرأة، فهي أُمُّنا هاجرُ، وأصلها من مصر، وتزوَّجت بنبي الله إبراهيم عليه السلام، وأقامت معه في العراق، وقد رزقهما الله طفلًا جميلًا، سمَّوه إسماعيل.
وفي يوم من الأيام أمر الله نبيَّه إبراهيم أن يأخذ ولده إسماعيل وأمَّه هاجر، وأن يذهب بهما إلى بلاد الحجاز حيث مكة المكرَّمة، وبالفعل أخذهما إبراهيم، وسافر إلى ذلك المكان، وهناك تركهما، وعاد كما أمره الله تعالى.
والعجيب أنَّ إبراهيم عليه السلام رأى المكان خاليًا، فلا زرع فيه، ولا شجر، ولا ماء، ولا شيء، حتى إنَّه لم يكن فيه دور ولا سكن، ولا بشر!
ومع هذا لم يتردد إبراهيم في تنفيذ أمر الله تعالى له.
وكانت زوجتُه بارك الله لها هي الأخرى راضيةً شاكرة مطيعة، فعندما تركهما وذهب قالت له:
يا إبراهيم!
إلى مَن تتركنا في هذا المكان؟ هل الله تعالى أمرك بهذا؟ فأجابها إبراهيم: نعم.
فقالت هاجر: ما دام الله هو الذي أمرك بهذا، فهو لن يضيِّعَنا.
ذهب إبراهيم عليه السلام، وبقيت هاجرُ مع ولدها الرضيع في هذا المكان، ولما نفد الماءُ الذي كان معهما، أخذت هاجر تبحث عن مكانٍ تأتي منه بالماء، بحثتْ كثيرًا؛ ولكنها لم تَجِد، وكان هناك جبلان كبيران، أحدهما يسمَّى جبل الصفا، والثاني جبل المروة، فكانت هاجر تصعد عليهما بحثًا عن الماء، تنظر لعلها ترى أحدًا يَقدَمُ عليها من الناس، أو ترى الطيور تنزل في مكان من الصحراء، فيكون به ماء، لكنها لم تجد، كانت هاجر تدعو الله تعالى ألا يضيِّعها هي وابنها، وبعدما أصابها التعب والإعياء، قعدت على الجبل تنظر إلى ابنها الطفل الرضيع وكان يبكي، فحدَثَ شيء عجيب، لقد تفجَّرت عينُ ماء من تحت قَدَم إسماعيل، نزلت هاجر تجري إلى جهة ابنها، وهي لا تصدِّق نفسها، واستبشرت بعين الماء تلك، وأخذت تحمَد ربها، وهي تحوط الماء؛ حتى يجتمع في مكانها، ولا يسيح في الأرض، وكانت على ثقة من أنَّ الله جاعلٌ لها مخرجًا، ومستجيبٌ لدعائها سبحانه.
وحين جاء الماء هبطت الطيور على المكان؛ لتشرب، ولمح الناس الطيور من بعيد، فقصدوا المكانَ، فوجدوا الماء كما ظنُّوا، واستأذنوا هاجر في أن يكونوا معها يعيشون في هذا المكان، وسبحان الله الذي رزقهم الأُنْس بعد الوَحْشة، والماءَ بعد العطش، والزَّرع بعد غيابه.
وبعد مدة عاد إليهم إبراهيم عليه السلام، وكانت معه مفاجأة جميلة، لقد أمره الله أن يكشف في هذا المكان عن قواعد البيت الحرام، وأن يرفعها لتكون علامةً للناس على بيت الله، ويأتي إليها الناس من كلِّ بقاع الأرض.
أخذ إبراهيم عليه السلام إسماعيلَ، وقاموا بجمع الحجارة وتسويتها، وبناء جدران الكعبة كما علَّمَهما الله، ولما فَرَغا من عملهما، ودعوا الله بالقَبول، أمر الله تعالى إبراهيم أن يؤذِّن في الناس بالحج، فصعد على الجبل، وأخذ يقول: يا أيها الناس، إن الله كتب عليكم الحجَّ؛ فحُجُّوا.
ومن يومها والناس لا ينقطعون عن الحج إلى بيته الحرام، والطواف به، والسعي بين الصفا والمروة، كما فعلت هاجرُ وهي تبحث عن الماء.
وكذلك صار الحجُّ ركنًا من أركان الإسلام؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُني الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجِّ، وصوم رمضان)).
وهكذا يا أحبتي صرت علَمًا يعرفني جميع الناس، ويقصدون إليَّ، ويطوفون بي، ويسعَون بين الصفا والمروة إلى جواري، ويقفون بعرفة، وكلُّ الناس تشتاق الحج، وتحبُّه، وتتمنَّاه.
فوائد:
في هذه القصة فوائد عظيمة؛ منها:
• نبينا محمد من ذريَّة نبي الله إبراهيمَ عليه السلام.
• نبي الله إبراهيم عليه السلام هو الذي رفع قواعد الكعبة، وساعده في ذلك ابنُه إسماعيل عليه السلام.
• نحن نؤمن بأن الحجَّ إلى بيت الله الحرام ركنٌ من أركان الإسلام.
ها قد عدت ثانية إلى لقائك!
أهلًا بك ومرحبًا.
سعيدة أن نتصافح ثانيةً، وأن نتجاذب الحديث.
قد أخبرتك أن قصصي كثيرة ومتنوِّعة.
وسأذكر لك هذه المرَّة قصة منها ممتعة شائقة.
إنها قصة أسرة تتكون من ثلاثة أفراد: رجلٍ وامرأة وطفلهما الصغير.
أما الرجل، فهو نبي الله إبراهيمُ عليه السلام، وهو جَدُّ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم.
وأمَّا المرأة، فهي أُمُّنا هاجرُ، وأصلها من مصر، وتزوَّجت بنبي الله إبراهيم عليه السلام، وأقامت معه في العراق، وقد رزقهما الله طفلًا جميلًا، سمَّوه إسماعيل.
وفي يوم من الأيام أمر الله نبيَّه إبراهيم أن يأخذ ولده إسماعيل وأمَّه هاجر، وأن يذهب بهما إلى بلاد الحجاز حيث مكة المكرَّمة، وبالفعل أخذهما إبراهيم، وسافر إلى ذلك المكان، وهناك تركهما، وعاد كما أمره الله تعالى.
والعجيب أنَّ إبراهيم عليه السلام رأى المكان خاليًا، فلا زرع فيه، ولا شجر، ولا ماء، ولا شيء، حتى إنَّه لم يكن فيه دور ولا سكن، ولا بشر!
ومع هذا لم يتردد إبراهيم في تنفيذ أمر الله تعالى له.
وكانت زوجتُه بارك الله لها هي الأخرى راضيةً شاكرة مطيعة، فعندما تركهما وذهب قالت له:
يا إبراهيم!
إلى مَن تتركنا في هذا المكان؟ هل الله تعالى أمرك بهذا؟ فأجابها إبراهيم: نعم.
فقالت هاجر: ما دام الله هو الذي أمرك بهذا، فهو لن يضيِّعَنا.
ذهب إبراهيم عليه السلام، وبقيت هاجرُ مع ولدها الرضيع في هذا المكان، ولما نفد الماءُ الذي كان معهما، أخذت هاجر تبحث عن مكانٍ تأتي منه بالماء، بحثتْ كثيرًا؛ ولكنها لم تَجِد، وكان هناك جبلان كبيران، أحدهما يسمَّى جبل الصفا، والثاني جبل المروة، فكانت هاجر تصعد عليهما بحثًا عن الماء، تنظر لعلها ترى أحدًا يَقدَمُ عليها من الناس، أو ترى الطيور تنزل في مكان من الصحراء، فيكون به ماء، لكنها لم تجد، كانت هاجر تدعو الله تعالى ألا يضيِّعها هي وابنها، وبعدما أصابها التعب والإعياء، قعدت على الجبل تنظر إلى ابنها الطفل الرضيع وكان يبكي، فحدَثَ شيء عجيب، لقد تفجَّرت عينُ ماء من تحت قَدَم إسماعيل، نزلت هاجر تجري إلى جهة ابنها، وهي لا تصدِّق نفسها، واستبشرت بعين الماء تلك، وأخذت تحمَد ربها، وهي تحوط الماء؛ حتى يجتمع في مكانها، ولا يسيح في الأرض، وكانت على ثقة من أنَّ الله جاعلٌ لها مخرجًا، ومستجيبٌ لدعائها سبحانه.
وحين جاء الماء هبطت الطيور على المكان؛ لتشرب، ولمح الناس الطيور من بعيد، فقصدوا المكانَ، فوجدوا الماء كما ظنُّوا، واستأذنوا هاجر في أن يكونوا معها يعيشون في هذا المكان، وسبحان الله الذي رزقهم الأُنْس بعد الوَحْشة، والماءَ بعد العطش، والزَّرع بعد غيابه.
وبعد مدة عاد إليهم إبراهيم عليه السلام، وكانت معه مفاجأة جميلة، لقد أمره الله أن يكشف في هذا المكان عن قواعد البيت الحرام، وأن يرفعها لتكون علامةً للناس على بيت الله، ويأتي إليها الناس من كلِّ بقاع الأرض.
أخذ إبراهيم عليه السلام إسماعيلَ، وقاموا بجمع الحجارة وتسويتها، وبناء جدران الكعبة كما علَّمَهما الله، ولما فَرَغا من عملهما، ودعوا الله بالقَبول، أمر الله تعالى إبراهيم أن يؤذِّن في الناس بالحج، فصعد على الجبل، وأخذ يقول: يا أيها الناس، إن الله كتب عليكم الحجَّ؛ فحُجُّوا.
ومن يومها والناس لا ينقطعون عن الحج إلى بيته الحرام، والطواف به، والسعي بين الصفا والمروة، كما فعلت هاجرُ وهي تبحث عن الماء.
وكذلك صار الحجُّ ركنًا من أركان الإسلام؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُني الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحجِّ، وصوم رمضان)).
وهكذا يا أحبتي صرت علَمًا يعرفني جميع الناس، ويقصدون إليَّ، ويطوفون بي، ويسعَون بين الصفا والمروة إلى جواري، ويقفون بعرفة، وكلُّ الناس تشتاق الحج، وتحبُّه، وتتمنَّاه.
فوائد:
في هذه القصة فوائد عظيمة؛ منها:
• نبينا محمد من ذريَّة نبي الله إبراهيمَ عليه السلام.
• نبي الله إبراهيم عليه السلام هو الذي رفع قواعد الكعبة، وساعده في ذلك ابنُه إسماعيل عليه السلام.
• نحن نؤمن بأن الحجَّ إلى بيت الله الحرام ركنٌ من أركان الإسلام.