شيخة الزين
12-31-2022, 05:14 AM
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ....
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ....
فللوالدين و الأقربين و اليتامى و المساكين و ابن السبيل }
البقرة .
و هو يربط بين طوائف من الناس بعضهم تربطه بالمنفق
رابطة العصب ، و بعضهم رابطة الرحم ، و بعضهم رابطة الرحمة ،
و بعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة .
و لكن هذا الترتيب في الآية و الآيات الأخرى ،
و الذي تزيده بعض الأحاديث النبوية تحديدا و وضوحا .
عن جابر أن رسول الله –
صلى الله عليه و سلم – قال لرجل :
" ابدأ بنفسك فتصدق عليها ، فإن فضل شيء فلأهلك ،
فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك ،
فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا و هكذا ... "
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ذاته فأمره أولا بكفايتها
و أباح له الطيبات من الرزق و حثه على تمتيع ذاته
بها في غير ترف و لا مخيلة .
فالصدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية و الرسول –
صلى الله عليه و سلم – يقول :
" خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ،
و اليد العليا خير من اليد السفلى ،
وابدأ بمن تعول " أخرجه مسلم .
و لقد علم الله أن الإنسان يحب - أول ما يحب –
أفراد أسرته الأقربين .. عياله .. و والديه .. فسار به
خطوة في الإنفاق وراء ذاته إلى هؤلاء الذين يحبهم
ليعطيهم من ماله وهو راض ، فيرضي ميله الفطري
الذي لا ضير منه بل فيه حكمة و خير ..
و في الوقت ذاته يعول و يكفل ناسا هم
أقرباؤه الأدنون ، نعم ، و لكنهم فريق من الأمة ،
إن لم يعطوا احتاجوا و أخذهم من القريب
أكرم لهم من أخذهم من البعيد .
و لقد علم الله أن الإنسان يمد حبه و حميته
بعد ذلك إلى أهله كافة – بدرجاتهم منه و صلتهم به –
فهم أفراد من جسم الأمة و أعضاء في المجتمع ..
فسار به خطوة أخرى في الإنفاق وراء أهله الأقربين
تساير عواطفه و ميوله الفطرية و تقضي حاجة هؤلاء
و تقوي أواصر الأسرة البعيدة و تضمن وحدة قوية من وحدات
الجماعة المسلمة مترابطة العرى وثيقة الصلات ..
و عندما يفيض ما في يده عن هؤلاء و هؤلاء – بعد ذاته –
فإن الإسلام يأخذ بيده لينفق على طوائف من المجموع البشري
يثيرون بضعفهم عاطفة النخوة و عاطفة الرحمة ..
و في أولهم اليتامى الصغار الضعاف ، ثم المساكين ،
ثم أبناء السبيل .
{ و ما تفعلوا من خير فإن الله به عليم }
عليم به .. عليم بباعثه ، و عليم بالنية المصاحبة له ..
و هو إذن لا يضيع . فهو في حساب الله
الذي لا يضيع عنده شيء ،
و الذي لا يبخس الناس شيئا و لا يظلمهم ،
و الذي لا يجوز عليه كذلك الرياء و التمويه .
بهذا يصل بالقلوب إلى الأفق الأعلى ،
و إلى درجة الصفاء و التجرد
و الخلوص لله .. في رفق و في هوادة ..
و هذا هو المنهج التربوي
الذي يضعه العليم الخبير و يقيم عليه النظام
الذي يأخذ بيد الإنسان كما هو و يبدأ به من حيث
هو ثم ينتهي به إلى آماد و آفاق لا تصل إليها
البشرية قط بغير هذه الوسيلة ،و لم تبلغ إليها قط
إلا حين سارت على هذا المنهج في هذا الطريق .
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ....
فللوالدين و الأقربين و اليتامى و المساكين و ابن السبيل }
البقرة .
و هو يربط بين طوائف من الناس بعضهم تربطه بالمنفق
رابطة العصب ، و بعضهم رابطة الرحم ، و بعضهم رابطة الرحمة ،
و بعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة .
و لكن هذا الترتيب في الآية و الآيات الأخرى ،
و الذي تزيده بعض الأحاديث النبوية تحديدا و وضوحا .
عن جابر أن رسول الله –
صلى الله عليه و سلم – قال لرجل :
" ابدأ بنفسك فتصدق عليها ، فإن فضل شيء فلأهلك ،
فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك ،
فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا و هكذا ... "
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ذاته فأمره أولا بكفايتها
و أباح له الطيبات من الرزق و حثه على تمتيع ذاته
بها في غير ترف و لا مخيلة .
فالصدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية و الرسول –
صلى الله عليه و سلم – يقول :
" خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ،
و اليد العليا خير من اليد السفلى ،
وابدأ بمن تعول " أخرجه مسلم .
و لقد علم الله أن الإنسان يحب - أول ما يحب –
أفراد أسرته الأقربين .. عياله .. و والديه .. فسار به
خطوة في الإنفاق وراء ذاته إلى هؤلاء الذين يحبهم
ليعطيهم من ماله وهو راض ، فيرضي ميله الفطري
الذي لا ضير منه بل فيه حكمة و خير ..
و في الوقت ذاته يعول و يكفل ناسا هم
أقرباؤه الأدنون ، نعم ، و لكنهم فريق من الأمة ،
إن لم يعطوا احتاجوا و أخذهم من القريب
أكرم لهم من أخذهم من البعيد .
و لقد علم الله أن الإنسان يمد حبه و حميته
بعد ذلك إلى أهله كافة – بدرجاتهم منه و صلتهم به –
فهم أفراد من جسم الأمة و أعضاء في المجتمع ..
فسار به خطوة أخرى في الإنفاق وراء أهله الأقربين
تساير عواطفه و ميوله الفطرية و تقضي حاجة هؤلاء
و تقوي أواصر الأسرة البعيدة و تضمن وحدة قوية من وحدات
الجماعة المسلمة مترابطة العرى وثيقة الصلات ..
و عندما يفيض ما في يده عن هؤلاء و هؤلاء – بعد ذاته –
فإن الإسلام يأخذ بيده لينفق على طوائف من المجموع البشري
يثيرون بضعفهم عاطفة النخوة و عاطفة الرحمة ..
و في أولهم اليتامى الصغار الضعاف ، ثم المساكين ،
ثم أبناء السبيل .
{ و ما تفعلوا من خير فإن الله به عليم }
عليم به .. عليم بباعثه ، و عليم بالنية المصاحبة له ..
و هو إذن لا يضيع . فهو في حساب الله
الذي لا يضيع عنده شيء ،
و الذي لا يبخس الناس شيئا و لا يظلمهم ،
و الذي لا يجوز عليه كذلك الرياء و التمويه .
بهذا يصل بالقلوب إلى الأفق الأعلى ،
و إلى درجة الصفاء و التجرد
و الخلوص لله .. في رفق و في هوادة ..
و هذا هو المنهج التربوي
الذي يضعه العليم الخبير و يقيم عليه النظام
الذي يأخذ بيد الإنسان كما هو و يبدأ به من حيث
هو ثم ينتهي به إلى آماد و آفاق لا تصل إليها
البشرية قط بغير هذه الوسيلة ،و لم تبلغ إليها قط
إلا حين سارت على هذا المنهج في هذا الطريق .