رحيل
12-14-2022, 02:14 PM
هل يساهم شرب الماء البارد في فقدان الوزن؟
أ. عاهد الخطيب
من منطَلَق فيزيائيٍّ بَحتٍ وكنتيجة طبيعية للتبادل الحراريِّ بسبب تباينِ درجاتِ الحرارةِ، فإن شربَ الماء البارد يُسهم في حَرق البعض من السُّعرات الحرارية من خلال اكتسابِها من حرارة الجسمِ لرفع درجة حرارتِه إلى 37 درجة مئوية، التي هي درجةُ الحرارة الطبيعية؛ من أجل الوصول لمرحلة الاتزانِ الحراري مع المحيط من حوله، ويمكن حسابُ كمية الحرارة التي يفقدُها الجسمُ بمعادلةٍ بسيطة: فمقدارُ ما يفقدُه الجسمُ عند شرب لترٍ واحد من الماء البارد بدرجة حرارة 5 مئوية على سبيل المثال - يساوي الفرقَ في درجات الحرارة، وهو في مثالنا هذا 37 - 5 = 32 درجة مئوية، مضروبًا بكتلة الماء، وهي كيلوغرام لكل لتر، مضروبًا بحرارة الماء النوعية، وهي واحد كيلوكالوري لكل كيلوغرام، وهذا الناتجُ يعادل 32 كيلوكالوري لكل لتر ماء، أو 32 سعرًا حراريًّا تقريبًا، أو دون ذلك قليلًا؛ لأن هناك بعضَ الفواقد، وهذا يعني أن شربَ لترين من الماء بهذه الدرجة المنخفضة، وهو معدل ما يشربُه الشخصُ العادي متوسطُ الوزن يوميًّا في طقس معتدل - يُفقِدُ الجسم حوالي 60 سعرًا حراريًّا، ولو رفعنا هذه الكميةَ إلى ثلاثة لترات، فسوف يخسر الجسمُ ما يساوي تقريبًا السعرات الحرارية التي يستمدُّها من وجبةٍ خفيفة، ولكن السؤالَ الهام: هل هذا صحيٌّ ومناسب من وجهة نظرٍ طبية، أم أن شربَ الماء البارد قد يُؤدي إلى مشاكلَ صحيةٍ من نوع آخر؟ فهذا سؤالٌ بحاجةٍ لصاحب اختصاصٍ لإجابته، وقد يختلف الوضعُ من جسم لآخر.
وعلى كل حال، إن كان شربُ الماء البارد يؤدِّي فعلًا إلى فقدان بعض السعرات الحرارية؛ لكنها ليست طريقة فعَّالة ومتكاملةً يمكن التعويلُ عليها لتحقيق خفضٍ كبير، إضافة لأخطار محتملة لكثرة شرب الماء شديد البرودة.
أثبتت دراساتٌ كثيرة فوائدَ شربِ الماء الكبيرةَ بشكلٍ عام - بصرف النظر عن مقدار برودته - قبل وأثناء وبعد الأكل؛ حيث إن كوبَ ماء كبيرًا قبل الأكل يمنحُ الإحساسَ بنوع من الامتلاء والشِّبع، ويحد من الشهية لتناول كميات كبيرة من الطعام، إضافة لدور الماء الحيويِّ في إتمام عملية الهضم على الوجه الأكمل، وتجنُّب الإمساك، ومساعدة أعضاء الجسم الداخلية على حرق الدهون والتخلص منها ومن كافة المواد الضارة والزائدة عن حاجة الجسم، ومد الجسم بمزيد من النشاط عبر إكسابه للجلد والكتلة العضلية ما تحتاجُه من ليونة، وكما يلاحظُ مريض السكري الأثر القويَّ لشرب الماء في المساعدة على تخفيضِ نسبة السكر في الدم، بامتصاصه من الدم مع الماء الزائد وطرحه مع البول.
فلنحرص دائمًا على شرب كميات كافية من الماء في كل الأوقات على مدار العام دون إفراط، ولا ننسَ ذلك أو نهمله في الشتاء خصوصًا - كما هو حال الكثير من الناس - لتراجُع شعورنا بالعطش بسبب الطقس البارد.
أ. عاهد الخطيب
من منطَلَق فيزيائيٍّ بَحتٍ وكنتيجة طبيعية للتبادل الحراريِّ بسبب تباينِ درجاتِ الحرارةِ، فإن شربَ الماء البارد يُسهم في حَرق البعض من السُّعرات الحرارية من خلال اكتسابِها من حرارة الجسمِ لرفع درجة حرارتِه إلى 37 درجة مئوية، التي هي درجةُ الحرارة الطبيعية؛ من أجل الوصول لمرحلة الاتزانِ الحراري مع المحيط من حوله، ويمكن حسابُ كمية الحرارة التي يفقدُها الجسمُ بمعادلةٍ بسيطة: فمقدارُ ما يفقدُه الجسمُ عند شرب لترٍ واحد من الماء البارد بدرجة حرارة 5 مئوية على سبيل المثال - يساوي الفرقَ في درجات الحرارة، وهو في مثالنا هذا 37 - 5 = 32 درجة مئوية، مضروبًا بكتلة الماء، وهي كيلوغرام لكل لتر، مضروبًا بحرارة الماء النوعية، وهي واحد كيلوكالوري لكل كيلوغرام، وهذا الناتجُ يعادل 32 كيلوكالوري لكل لتر ماء، أو 32 سعرًا حراريًّا تقريبًا، أو دون ذلك قليلًا؛ لأن هناك بعضَ الفواقد، وهذا يعني أن شربَ لترين من الماء بهذه الدرجة المنخفضة، وهو معدل ما يشربُه الشخصُ العادي متوسطُ الوزن يوميًّا في طقس معتدل - يُفقِدُ الجسم حوالي 60 سعرًا حراريًّا، ولو رفعنا هذه الكميةَ إلى ثلاثة لترات، فسوف يخسر الجسمُ ما يساوي تقريبًا السعرات الحرارية التي يستمدُّها من وجبةٍ خفيفة، ولكن السؤالَ الهام: هل هذا صحيٌّ ومناسب من وجهة نظرٍ طبية، أم أن شربَ الماء البارد قد يُؤدي إلى مشاكلَ صحيةٍ من نوع آخر؟ فهذا سؤالٌ بحاجةٍ لصاحب اختصاصٍ لإجابته، وقد يختلف الوضعُ من جسم لآخر.
وعلى كل حال، إن كان شربُ الماء البارد يؤدِّي فعلًا إلى فقدان بعض السعرات الحرارية؛ لكنها ليست طريقة فعَّالة ومتكاملةً يمكن التعويلُ عليها لتحقيق خفضٍ كبير، إضافة لأخطار محتملة لكثرة شرب الماء شديد البرودة.
أثبتت دراساتٌ كثيرة فوائدَ شربِ الماء الكبيرةَ بشكلٍ عام - بصرف النظر عن مقدار برودته - قبل وأثناء وبعد الأكل؛ حيث إن كوبَ ماء كبيرًا قبل الأكل يمنحُ الإحساسَ بنوع من الامتلاء والشِّبع، ويحد من الشهية لتناول كميات كبيرة من الطعام، إضافة لدور الماء الحيويِّ في إتمام عملية الهضم على الوجه الأكمل، وتجنُّب الإمساك، ومساعدة أعضاء الجسم الداخلية على حرق الدهون والتخلص منها ومن كافة المواد الضارة والزائدة عن حاجة الجسم، ومد الجسم بمزيد من النشاط عبر إكسابه للجلد والكتلة العضلية ما تحتاجُه من ليونة، وكما يلاحظُ مريض السكري الأثر القويَّ لشرب الماء في المساعدة على تخفيضِ نسبة السكر في الدم، بامتصاصه من الدم مع الماء الزائد وطرحه مع البول.
فلنحرص دائمًا على شرب كميات كافية من الماء في كل الأوقات على مدار العام دون إفراط، ولا ننسَ ذلك أو نهمله في الشتاء خصوصًا - كما هو حال الكثير من الناس - لتراجُع شعورنا بالعطش بسبب الطقس البارد.