نبضها مطيري
11-26-2022, 08:48 AM
الله العظيم (خطبة)
حسام بن عبدالعزيز الجبرين
الحمدُ للهِ العلي الكبيرِ الخالق، العظيمِ الحليمِ الرازِق، رَفَعَ - بدون عمَدٍ - السَّبْع الطرائق، وتَعرَّفَ إلى خلْقه بالبراهينِ والحقائِق، وتكفَّلَ بأرزاقِ جميع الخلائق، وأشهد أنْ لا إِله إلَّا الله وحده لا شريك له، المتعالي عن النُّظَراءِ والأشْباه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اختاره على البشر واصْطفاه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِياه، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها نِعم الزاد ليوم المعاد، ونِعم الرصيد ليوم المزيد، وإنها علامة العقل الرشيد ï´؟ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: 197].
عباد الرحمن، حديثنا اليوم عن اسم من الأسماء الحسنى لله عز وجل، وَرَد في تسع آيات كريمة، جاء هذا الاسم في دعاء الكرب، وضمن الأدعية النبوية التي يُرقى بها المريض، وفي عدد من الأذكار جليلة القدر، وبه خُتمت أعظم آية في القرآن؛ آية الكرسي، حديثنا عن اسم الله: "العظيم".
سبحانه وبحمده عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في رحمته، عظيم في قدرته، عظيم في علمه، عظيم في حكمته، عظيم في جبروته وكبريائه، عظيم في هباته وعطائه، عظيم في ثوابه وأجره، عظيم في عفوه وستره، عظيم في عزته وعدله، عظيم في خلقه وبديع صنعه، عظيم فيما أعدَّ من النعيم للأبرار وما أعدَّ من العذاب للفجار؛ فهو العظيم المطلق، فلا أحد يساويه ولا عظيم يُدانيه.
يقول السعدي رحمه الله: "العظيم الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء، والمجد والبهاء، الذي تحبُّه القلوب، وتُعظِّمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء وإن جلَّت في الصفة فإنها مضمحلَّة في جانب عظمة العلي العظيم"؛ ا هـ.
من عظمته سبحانه وبحمده أن السماوات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ï´؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [الزمر: 67]، قال ابن عباس: ما السموات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم.
إخوة الإيمان، وقد جاء اسم الله العظيم في دعاء الكرب؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: ((لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ)).
ووجه الاقتران بين اسم العظيم والحليم: أنه سبحانه مع أنه العظيم الجبار المقتدر القاهر فوق عباده، فإنه الحليم الرحيم الرؤوف بعباده، فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عن عباده، ولم يكن حلمه عن ضعف وعجز؛ بل عن عظمة وقدرة وقهر.
إخوة الإيمان، والعبادة وتقوى الله روحها تعظيم الباري سبحانه ï´؟ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ï´¾ [الحج: 32]، ï´؟ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ï´¾ [الحج: 30]؛ ولذا نجد التكبير في أعظم الشعائر بعد التوحيد متكرر عند كل ركوع وسجود وقيام، والركوع هيئته تعظيم وخضوع لله عز وجل، وذكره تعظيم لله سبحانه، ولا يخفى أن من واجبات الصلاة قول: ((سبحانَ ربِّي العظيم)) في الركوع، قال عليه الصلاة والسلام: ((فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ))؛ رواه مسلم، وقد صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ((سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ))؛ رواه أحمد والنسائي، والتكبير مشروع في الأذان والإقامة وعند إتمام عدة صيام رمضان، وفي عدد من الشعائر والأذكار.
عباد الرحمن، أُذكِّر بثلاثة أسباب تُعيننا على تعظيم الله في نفوسنا:
أولًا: معرفة أسماء الله وصفاته ومعانيها.
ثانيًا: التفكُّر في عظائم خلْقِهِ سبحانه ودقائق صُنْعِهِ في النفس وفي الآفاق.
ثالثًا: تدبُّر كلامه جل جلاله.
عبد الله، إليك غنيمة اكسبها ولا يَفُتْكَ فضلها؛ ففي الحديث الذي أخرجه أبو داوود وصحَّحه الألباني: ((مَن قال حينَ يُصبحُ: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمده مائةَ مرةٍ، وإذا أمسى كذلك؛ لم يُوافِ أحدٌ مِن الخلائقِ بمثلِ ما وافى)).
اللهم ارزقنا تعظيمك يا عليُّ يا عظيم، واغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم.
حسام بن عبدالعزيز الجبرين
الحمدُ للهِ العلي الكبيرِ الخالق، العظيمِ الحليمِ الرازِق، رَفَعَ - بدون عمَدٍ - السَّبْع الطرائق، وتَعرَّفَ إلى خلْقه بالبراهينِ والحقائِق، وتكفَّلَ بأرزاقِ جميع الخلائق، وأشهد أنْ لا إِله إلَّا الله وحده لا شريك له، المتعالي عن النُّظَراءِ والأشْباه، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اختاره على البشر واصْطفاه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِياه، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها نِعم الزاد ليوم المعاد، ونِعم الرصيد ليوم المزيد، وإنها علامة العقل الرشيد ï´؟ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: 197].
عباد الرحمن، حديثنا اليوم عن اسم من الأسماء الحسنى لله عز وجل، وَرَد في تسع آيات كريمة، جاء هذا الاسم في دعاء الكرب، وضمن الأدعية النبوية التي يُرقى بها المريض، وفي عدد من الأذكار جليلة القدر، وبه خُتمت أعظم آية في القرآن؛ آية الكرسي، حديثنا عن اسم الله: "العظيم".
سبحانه وبحمده عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته، عظيم في رحمته، عظيم في قدرته، عظيم في علمه، عظيم في حكمته، عظيم في جبروته وكبريائه، عظيم في هباته وعطائه، عظيم في ثوابه وأجره، عظيم في عفوه وستره، عظيم في عزته وعدله، عظيم في خلقه وبديع صنعه، عظيم فيما أعدَّ من النعيم للأبرار وما أعدَّ من العذاب للفجار؛ فهو العظيم المطلق، فلا أحد يساويه ولا عظيم يُدانيه.
يقول السعدي رحمه الله: "العظيم الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء، والمجد والبهاء، الذي تحبُّه القلوب، وتُعظِّمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء وإن جلَّت في الصفة فإنها مضمحلَّة في جانب عظمة العلي العظيم"؛ ا هـ.
من عظمته سبحانه وبحمده أن السماوات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ï´؟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [الزمر: 67]، قال ابن عباس: ما السموات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم.
إخوة الإيمان، وقد جاء اسم الله العظيم في دعاء الكرب؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: ((لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ)).
ووجه الاقتران بين اسم العظيم والحليم: أنه سبحانه مع أنه العظيم الجبار المقتدر القاهر فوق عباده، فإنه الحليم الرحيم الرؤوف بعباده، فلم تمنعه عظمته سبحانه وقدرته على خلقه من أن يحلم عن عباده، ولم يكن حلمه عن ضعف وعجز؛ بل عن عظمة وقدرة وقهر.
إخوة الإيمان، والعبادة وتقوى الله روحها تعظيم الباري سبحانه ï´؟ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ï´¾ [الحج: 32]، ï´؟ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ï´¾ [الحج: 30]؛ ولذا نجد التكبير في أعظم الشعائر بعد التوحيد متكرر عند كل ركوع وسجود وقيام، والركوع هيئته تعظيم وخضوع لله عز وجل، وذكره تعظيم لله سبحانه، ولا يخفى أن من واجبات الصلاة قول: ((سبحانَ ربِّي العظيم)) في الركوع، قال عليه الصلاة والسلام: ((فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ))؛ رواه مسلم، وقد صحَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ((سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ))؛ رواه أحمد والنسائي، والتكبير مشروع في الأذان والإقامة وعند إتمام عدة صيام رمضان، وفي عدد من الشعائر والأذكار.
عباد الرحمن، أُذكِّر بثلاثة أسباب تُعيننا على تعظيم الله في نفوسنا:
أولًا: معرفة أسماء الله وصفاته ومعانيها.
ثانيًا: التفكُّر في عظائم خلْقِهِ سبحانه ودقائق صُنْعِهِ في النفس وفي الآفاق.
ثالثًا: تدبُّر كلامه جل جلاله.
عبد الله، إليك غنيمة اكسبها ولا يَفُتْكَ فضلها؛ ففي الحديث الذي أخرجه أبو داوود وصحَّحه الألباني: ((مَن قال حينَ يُصبحُ: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمده مائةَ مرةٍ، وإذا أمسى كذلك؛ لم يُوافِ أحدٌ مِن الخلائقِ بمثلِ ما وافى)).
اللهم ارزقنا تعظيمك يا عليُّ يا عظيم، واغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم.