Şøķåŕą
11-11-2022, 05:48 PM
همم فوق القمم
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه، فقال له: يا أعرابيُّ، سَلْ حاجتك، قال: يا رسول الله، ناقةٌ برحلها، وأعْنُزٌ يحلبها أهلي؛ قالها مرتين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟...))؛ الحديث؛ [المستدرك على الصحيحين].
وقد ورد قصة عجوز بني إسرائيل في الحديث أنها رفضت أن تدل موسى عليه السلام على قبر يوسف، إلا أن تكون معه في الجنة، فتحقق مطلبها.
يقول ابن القيم رحمه الله: "الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها! فهمة متعلقة بالعرش، وهمة حائمة حول الأنتان والحشِّ".
ما أجمل الهمم التي ترفع أصحابها فوق القمم! كن كالبدر في عنان السماء الكل ينظر إليه، ويتمنى الوصول إليه، إنه لفارق كبير بين طموح الأعرابي، وطموح عجوز بني إسرائيل، الدنيا فرصة، وقد لا تتكرر لك في الحياة مرة أخرى، فإذا حانت لك فاغتنمها، فأي فرصة أثمن من فرصة مُنحت لشخص من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تُمنح لغيره من كبار الصحابة، أهل الهمم العالية طموحهم عالٍ، وينتظرون الفرص بفارغ الصبر، ربما يكون لبيئة الشخص دور في تفكيره وطموحه وأمنياته، فالأعرابي ما طلب غير ما يحلم به رجل البادية، لعل آفاق عقله ما توسعت بمجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع أحاديثه، فتشتاق نفسه لأعلى الجنان، ويكون همه الأكبر أن يجد أدنى فرصة للوصول إليها، ولعل ذلك الشاب الصغير ربيعة بن كعب يؤكد لنا، أن من يجاور أهل الهمم تزداد همَّتُه، فما هي إلا أيام باتها عند رسول الله، فرأى ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العبادة، فزرعت في نفسه الحماس بالاقتداء به، وتمنى شوقًا مرافقته في الجنة؛ يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: ((كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)).
علوُّ الهمَّة من الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة، التي يتمناها كل إنسان، ولا يكاد يوم تبزغ شمسه إلا ونسمع أو نرى إنجازات ونجاحات قد أصبحت حقيقة بعد أن كانت حلمًا، وقد سجل التاريخ أسماء أصحابها في صفحاته ليخلِّد ذكرهم، ويصبحوا نماذج للنجاح، وقدوات في الهمم العالية، إنَّ التاريخ لم يعترف بهم ولم يدوِّن أسماءهم إلا بعد أن أثبتوا له بالتجارب العملية أنهم أهلُ هممٍ، فالطبيب والطيار والمهندس والمبتكر والوزير والرئيس، كلهم كان لهم حلم فعملوا من أجله فأصبحوا كذلك، ليس من الصعب أن نكون مثلهم، لكن التاريخ لا يحب المتكاسلين والمتشائمين، الذين يلتفتون للوراء، فتقعدهم كلمات المحبطين.
إذا تمنيت فتمنَّ العلو، فلا تحتقر نفسك، وتنظر إلى أهل العلو من أسفل بعين العاجز الكسول، لماذا لا تكون أنت في العلو ويُنظر إليك من أسفل، فتمنَّ ما شئت، غير ألَّا تتمنى المستحيل، وحدد لك هدفًا في الحياة، وابذل جهدك وطاقتك ووقتك في تحقيقه، وضَعْ قدمك على العتبة الأولى، وابدأ بالخطوة الأولى، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
كُنْ كالصقور على الذُّرا
تُصغي لوسوسة القمرْ
لا كالغراب يُطارد ال
جيف الحقيرة في الحُفَرْ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه، فقال له: يا أعرابيُّ، سَلْ حاجتك، قال: يا رسول الله، ناقةٌ برحلها، وأعْنُزٌ يحلبها أهلي؛ قالها مرتين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟...))؛ الحديث؛ [المستدرك على الصحيحين].
وقد ورد قصة عجوز بني إسرائيل في الحديث أنها رفضت أن تدل موسى عليه السلام على قبر يوسف، إلا أن تكون معه في الجنة، فتحقق مطلبها.
يقول ابن القيم رحمه الله: "الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها! فهمة متعلقة بالعرش، وهمة حائمة حول الأنتان والحشِّ".
ما أجمل الهمم التي ترفع أصحابها فوق القمم! كن كالبدر في عنان السماء الكل ينظر إليه، ويتمنى الوصول إليه، إنه لفارق كبير بين طموح الأعرابي، وطموح عجوز بني إسرائيل، الدنيا فرصة، وقد لا تتكرر لك في الحياة مرة أخرى، فإذا حانت لك فاغتنمها، فأي فرصة أثمن من فرصة مُنحت لشخص من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تُمنح لغيره من كبار الصحابة، أهل الهمم العالية طموحهم عالٍ، وينتظرون الفرص بفارغ الصبر، ربما يكون لبيئة الشخص دور في تفكيره وطموحه وأمنياته، فالأعرابي ما طلب غير ما يحلم به رجل البادية، لعل آفاق عقله ما توسعت بمجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع أحاديثه، فتشتاق نفسه لأعلى الجنان، ويكون همه الأكبر أن يجد أدنى فرصة للوصول إليها، ولعل ذلك الشاب الصغير ربيعة بن كعب يؤكد لنا، أن من يجاور أهل الهمم تزداد همَّتُه، فما هي إلا أيام باتها عند رسول الله، فرأى ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العبادة، فزرعت في نفسه الحماس بالاقتداء به، وتمنى شوقًا مرافقته في الجنة؛ يقول ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: ((كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)).
علوُّ الهمَّة من الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة، التي يتمناها كل إنسان، ولا يكاد يوم تبزغ شمسه إلا ونسمع أو نرى إنجازات ونجاحات قد أصبحت حقيقة بعد أن كانت حلمًا، وقد سجل التاريخ أسماء أصحابها في صفحاته ليخلِّد ذكرهم، ويصبحوا نماذج للنجاح، وقدوات في الهمم العالية، إنَّ التاريخ لم يعترف بهم ولم يدوِّن أسماءهم إلا بعد أن أثبتوا له بالتجارب العملية أنهم أهلُ هممٍ، فالطبيب والطيار والمهندس والمبتكر والوزير والرئيس، كلهم كان لهم حلم فعملوا من أجله فأصبحوا كذلك، ليس من الصعب أن نكون مثلهم، لكن التاريخ لا يحب المتكاسلين والمتشائمين، الذين يلتفتون للوراء، فتقعدهم كلمات المحبطين.
إذا تمنيت فتمنَّ العلو، فلا تحتقر نفسك، وتنظر إلى أهل العلو من أسفل بعين العاجز الكسول، لماذا لا تكون أنت في العلو ويُنظر إليك من أسفل، فتمنَّ ما شئت، غير ألَّا تتمنى المستحيل، وحدد لك هدفًا في الحياة، وابذل جهدك وطاقتك ووقتك في تحقيقه، وضَعْ قدمك على العتبة الأولى، وابدأ بالخطوة الأولى، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
كُنْ كالصقور على الذُّرا
تُصغي لوسوسة القمرْ
لا كالغراب يُطارد ال
جيف الحقيرة في الحُفَرْ