المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراقبـة الله تعالـى


غـُـلايےّ
10-22-2022, 10:50 PM
1) منزلة المراقبة، تعريفها، فائدتها:

* إن النفس داعيةٌ إلى العصيانِ خاصةً إذا ظنّت أنها بعيدةٌ عن نظر الخلق، ووجدت نفسها في الخلوة.

* وحفظُ الله تعالى في الخلوات من علامةِ المؤمن المتقي، الذي يعلم أن عينَ الله تلاحقُه أينما ذهب.

* إن الشعورَ بالمراقبة يورّثُ عند المؤمنِ محاسبةَ النفس على التقصير.

2) بعض الأدّلـةِ على المراقبـة:

* يقول ابن القيم رحمه اللهُ في مدارج السالكين: منزلةُ المراقبة

) ومن منازل "إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين" منزلةُ المراقبة.

قال اللهُ تعالى ) واعلموا أنّ الله يعلمُ ما في أنفسكم فاحذروه ( البقرة 235

وقال اللهُ تعالى ) وكان اللهُ على كلِّ شيئٍ رقيبا ً (الأحزاب 52

وقال اللهُ تعالى )يعلمُ خائنة الأعيُنِ وما تُخفي الصدور ( غافر 19

وفي حديث جبريل أنه سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن الإحسانِ؟ فقال له: (أن تعبدَ الله كأنك تراهُ، فإن لم تكن تراهُ فإنّهُ يراك) متفق عليه. ومن هذا الحديث يتضحُ أن المراقبة هي دوامُ علمِ العبدِ وتيقُنِهِ باطّلاع الحقِّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.

فاستدامتُه لهذا العلم واليقين هي المراقبة، وهي ثمرةُ علمِه بأن الله سبحانه رقيبٌ عليه، ناظرٌ إليه، سامعٌ لقوله، وهو مطّلع على علمه كلَّ وقتٍ وكلَّ لحظةٍ ، وكلَّ نفسٍ وكلَّ طرفةِ عينٍ.)

3) بعضُ أقـوال السلف والعلماء:

- وقال ابن القيّم أيضاً: (وقد قيل من راقب اللهَ في خواطره، عصمهُ في حركاتِ جوارحِه).

- وقال ذو النّونِ (علامةُ المراقبةِ إيثارُ ما أنزل اللهُ، وتعظيمُ ما عظّم اللهُ وتصغيرُ ما صغَّر اللهُ.)

- وقيل (أفضلُ ما يُلزمُ الإنسانُ نفسَه في هذه الطريق، المحاسبةَ والمراقبةَ وسياسةَ عمله بالعلم.)

- وقال أبو حفص (إذا جلستَ للناسِ فكُن واعظاً لقلبِكَ ونفسِكَ، ولا يغرَّنَّكَ اجتماعُهُم عليكَ، فإنّهم يُراقبُون ظاهرَك واللهُ يراقبُ باطنك).

والمراقبةُ: هي التعبُدُ بأسماء الله (الرقيبِ، الحفيظِ، العليمِ، السميع، البصيرِ) فمن عقل هذه الأسماءَ، وتعبّدَ بمقتضاها، حصلت له المراقبة.) مدارج السالكين لابن القيّم رحمه الله.

ثم قال رحمه الله (إنّ السُّرور باللهِ وقُربه، وقُرَّة العين به، تبعثُ على الازديادِ من طاعته، وتحثُّ على الجدِّ في السيرِ إليه، والانتقالُ إلى مراقبةٍ أخرى تحملُك على صيانةِ الباطن والظاهر، فصيانةُ الظاهر: بحفظ الحركات الظاهرة، وصيانةُ الباطنِ: بحفظ الخواطِرِ والإراداتِ والحركاتِ الباطنةِ التي منها رفضُ معارضةِ أمرِه وخَبرِه، فيتجرّدُ الباطنُ من كلِّ شهوةٍ وإرادةِ تعارضُ أمرَهُ، ومن كلِّ محبّةٍ تزاحمُ محبََتَـهُ، وهذه حقيقـةُ القلبِ السليـمِ الذي لا ينجوا إلاّ من أتى اللهَ به.) انتهى كلامه رحمه الله – مدارج السالكين/منزلة المراقبة.

4) الباعثُ على مراقبة الله تعالى (كيف نُقوِّي مراقبةَ اللهِ لدينا؟) ما هي أسباب تقوية المراقبة؟

(1) اليقينُ بقدرة الله تعالى:

فإن الله تعالى على كل شيئٍ قدير، لا يعجزُهُ شيئٌ في الأرض ولا في السماء، ولو شاء إهلاكَ أحدٍ أهلكه )إنما أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقولَ له كن فيكون ( يس 82 فإذا آمنَ العبدُ بذلك علم أنه تحت قدرةِ الله، واللهُ تعالى يغارُ على حرماتِه، فاحذر يا عبد الله أن يراكَ اللهُ حيثُ نهاك أو يفقِدكَ حيثُ أمرك.

(2) تعظيمُ العبد لرِّبه سبحانَه وتعالى:

وهذا التعظيمُ يكونُ بتعظيم أمرِ اللهِ ونهيه، فكلَّما كانَ العبدُ وقَّافاً عند حدود الله قائماً بأمر الله منتهياً عمّا حرّم الله، كلَّما عَظَّمَ اللهَ، وإذا عظّمَ اللهَ أوجد ذلك الحياءَ من الله في الخلواتِ والجَلَواتِ.

- قال الإمام محمد بن نصر المروزي (إذا ثبت تعظيمُ اللهِ في قلب العبدِ أورثه الحياءَ من الله والهيبةَ له، فغلب على قلبه ذكرُ إطّلاع الله العظيم ونظرِه إلى ما في قلبه وجوارحه، فاستحى أن يطّلع على قلبه وهو معتقدٌ لشيئٍ ممّا يكره، فطهَّرَ قلبَهُ من كلَّ معصيةِ) تعظيم قدر الصلاة (2/826).

- وهذا القلبُ الذي امتلأ من تعظيم الله لا يتمكنُ الشيطانُ من إغواء صاحبه.

- قال ابنُ القيّم ( وقلبٌ قد امتلأ من جلال الله عز وجلَّ وعظمتِه ومحبّتِه ومراقبتِه والحياء منه، فأي شيطانٍ يجترئُ على هذا القلب) الوابل الصيّب.

- قال ابن القيّم إذاً ما هو السبيلُ إلى تعظيم أوامر الله ونهيه؟ والجواب هو أن السبيلَ إلى ذلك الاعتمادُ على الله تعالى وإحسانُ التوكّلِ عليه وسؤالُ اللهِ بأسمائِه وصفاتِه.

- وأما علامات تعظيم أوامر الله فيقول ابنُ القيّم (علامةُ التعظيم للأوامر: رعايةُ أوقاتها وحدودها، والتفتيشُ على أركانها وواجباتها وكمالها، والحرصُ على تحيُّنِها في أوقاتها، والمسارعةُ إليها عند وجوبها، والحزنُ والكآبةُ والأسفُ عند فوت حقٍّ من حقوقِها، كمن يحزنُ على فوت الجماعة، ويعلمُ أنه لو تُقبِّلتْ منه صلاتُه منفرداً فإنه قد فاتَهُ سبعةٌ وعشرون ضعفاً) صحيح الوابل الصيّب ص20.

- أما علاماتُ تعظيم المناهي فيقول رحمه الله: (فالحرصُ على التباعد من مظانِّها وأسبابها وما يدعو إليها، ومجانبةُ كلِّ وسيلةٍ تقرِّبُ منها، وأن يدع ما لا بأس به حذراً ممّا به بأس، أن يُجانبَ الفضولَ من المباحاتِ خشيةَ الوقوع في المكاره، ومجانبةُ من يُجاهر بارتكابها ويُحسِّنَها ويدعو إليها، وكذلك من علاماتِ تعظيم النهي أن يغضب للهِ عزَ وجلَ إذا انتُهكت محارمُه) صحيح الوابل الصيّب ص29.

(3) ومن البواعث على مراقبة الله:

إطّلاعُ الله على العبادِ وأعمالهم، وسماعُهُ لأقوالهم، وعلمُهُ بسرِّهم وعلانيتِهِم. وهذا الاعتقادُ ينبغي أن يكون مصاحباً للمؤمن في حياته في كل لحظة.

- قال تعالى: )أم يحسبونَ أنَّا لا نسمعُ سِرَّهُم ونجواهُم، بلى ورُسُلُنا لديهم يكتُبُون (الزخرف 80

- وقال تعالى: ) وإن تجهرْ بالقولِ فإنّهُ يعلمُ السرَّ وأخفى ( طه 7

- وقال رجلٌ ذات يومٍ للنبي صلي الله عليه وسلم : أوصني، قال: (أوصيكَ أن تستحي الله كما تستحي رجلاً صالحاً من قومك) رواه أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الجامعُ والصحيحة رقم 741.

- وقال محمد بن نصر المروزي ( ألستَ ترى أن الإنسـنَ إذا علمَ أنّ رجلاً صالحـاً ينظرُ إليه أو يسمعُ كلامَه، أمسكَ عن كلِّ ما يخافُ أن يضع من قدره عنده، وكذلك يستحي من الرجل الصالح من كل نقصٍ في فضل، فمن استحى من الله كما يستحي من الرجل الصالح فقد استحى من اللهِ حقَّ الحياءِ لأنه عالمٌ بأن الله مطّلعٌ على ما في قلبه) تعظيم قدر الصلاة (2/828/829)

- وروى عن بعض السلف (استحي من اللهِ لقربِه منكَ وحفِ اللهَ لقدرتِه عليك) المرجع السابق 2/835

وإذا علمَ العبدُ أنّ اللهَ مطّلعٌ عليه رقيبٌ عليه، سميعٌ لأقواله وأفعاله، عليمٌ بسِّرِه وعلانيتِه، فإذا علمَ ذلك فَحَريٌَ به أن يستعدَّ للحساب والسؤال عداً بين يدي الله تعالى.

وإن اعتقد العبدُ أن اللهَ يراهُ قد يبعثُهُ ذلك على الابتعاد عن الذنوب، وقد سُئل بعض السلفِ: (بم يُستعانُ على غضِّ البصرِ؟ قال: بعلمِكَ أنّ نظرَ اللهِ إليكَ أسبقُ من نظرِك إلى المنظور).

5) أحوالُ السلفِ في مراقبةِ الله تعالى:

ما أجمل أن يترك العبدُ المعصيةَ من أجلِ اللهِ تعالى وقد هُيّئتْ له أسبابُها، وقد أرشدَ النبيُّ صلي الله عليه وسلم على حفظ الخَلْوةِ ومراقبةِ اللهِ فيها والحياءِ منه سبحانه، وقد مدحَ صلي الله عليه وسلم مَنْ حَفَظَ دينَه في الخَلَوةِ عملَ فيها صالحَ الأعمال فقال عليه الصلاة والسلام ( .. ورجلٌ ذكر اللهَ خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه.

شيخة الزين
10-22-2022, 10:53 PM
جزحاك الله خير على طرحك القيم
وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيمه

إِيزآبَيل♡
10-22-2022, 11:36 PM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

البرنس مديح آل قطب
10-22-2022, 11:45 PM
https://www11.0zz0.com/2022/08/04/20/148191667.png



الله يعطيكم العافيه :23:
جزاكم الله خير الجزاء :x96:
على روعة الطرح المميز بحق:861:
إنتقاء رآِئعْ تسلم الأيادي:x2:
ولآحرمنا من جزيل عطائك :143:
لكٍ كل التقدير والاحترام :em13:
تـحيــــــــــآتــــــي :q-437:

:100::100::100:
القيصر العاشق :ho10:

البــــــ :u11:مديح آل قطب:u11: ــــــــرنس

خالد الشاعر
10-23-2022, 09:29 AM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
10-23-2022, 09:48 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

عبد الحليم
10-23-2022, 09:53 AM
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال لروعته
كعادتك إبداع في مواضيعك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الجمال
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

Şøķåŕą
10-23-2022, 04:37 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
10-24-2022, 06:24 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

سمارا
10-27-2022, 02:53 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

روحي تبيك
10-29-2022, 03:49 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
11-25-2022, 11:47 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل
03-30-2023, 02:37 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك
وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ
علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ
دمت بـِ طآعَة الله

Şøķåŕą
03-31-2023, 01:16 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

كارا
05-22-2024, 10:55 AM
ابداع في منتهى الرقي
لروحك عناقيد الورد

Şøķåŕą
05-23-2024, 06:00 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير