الدكتور على حسن
10-14-2022, 02:39 PM
تُوفى زوجى، وترك لى بنتين فى المرحلة الابتدائية، وابنا عمره أربع سنوات، وكان شريكا لأخيه فى تجارة، وله ثلاثة أرباع أسهم الشركة، لكن لم يكن بينهما أوراق مكتوبة، وبعد الوفاة طالبته بحق زوجى فى الشركة، وقد مرت سنوات على الوفاة، وهو يماطلنا، علما بأن دخل التجارة كبير، وأن أبناءه بأرقى المدارس، ويعيشون فى رفاهية، بينما لا أقدر على دفع مصاريف مدارس أولادى.. فماذا أفعل؟.
اليتيم هو من فقد العائل، والمربى، والناصح، والمشير، وكذلك هو من فقد أباه، ذلك الركن الشديد الذى يأوى الأبناء إليه، لينعموا بجواره باطمئنان قلوبهم، وسكون أرواحهم، فيكونون أحوج إلى جناحى الحنان، والأمان: الحنان الذى تبعثه الأم، والأمان الذى ينشره الأب.
بهذه الكلمات يجيب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال السابق قائلا: لقد حث الإسلام على رعاية اليتيم، واهتم القرآن الكريم به، فذكره فى أكثر من عشرين موضعا، موصيا بإكرامه، وآمرا بحفظ ماله، وحقوقه، ومنها قوله تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ»، وقوله تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ». كما جاء الأمر الإلهى بإكرام اليتيم، والنهى عن قهره وإذلاله، فقال تعالى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ»، وقال: «أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ».
و«دَعّ اليتيم» يحصل بأمور منها: دفعه عن حقه وماله بالظلم، وترك مواساته، وإهمال معنوياته، أو زجره، وضربه، والاستخفاف به، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة وجود اليتيم فى بيوتنا، وعلى مائدة طعامنا، فقال: «ما من مائدة أعظم من مائدة عليها يتيم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «خير بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه»، بل جعل الإسلام مجرد الإحسان المعنوى لليتيم من موجبات الجنة، فعن أبى أمامة، رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يمسح رأس اليتيم ثلاثا، ويدعو له».
وقد بشَّع القرآن الكريم مَن أكل مال اليتيم، فى آية تنخلع لها القلوب، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، فهل مع كل هذه النصوص يفكر صاحب الطمع والجشع فى أكل مال اليتيم؟ وهل يفكر جرىء على أكل الحرام فى الاقتراب من حقوق اليتيم ظلما وعدوانا؟!.
أخيرا، ليت هذا العم ينتبه إلى أن الله جعل أولاد أخيه الأيتام فى طريقه ليأخذوا بيديه إلى الجنة، لكنه بطمعه يغلق أبوابها فى وجهه، بل ويفتح على نفسه أبواب جهنم، والأمثلة من الواقع كثيرة لمن أكلوا مال اليتيم، فخربت بيوتهم، وما قامت لهم قائمة من نجاح أو خير، بل فشلوا، وفسدوا.
وأقول للسائلة: فَوضى أمرك إلى الله، إن كان ليس معك ما يثبت حقا، فالحقوق عند الله لا تضيع، وسينصرك الله ولو بعد حين، فدعوة المظلوم ليس بينها وبينه حجاب، وقد قال الصالحون: «اتقوا من لا ناصر له إلا الله».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـــــــــــى
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـــــــــــى
اليتيم هو من فقد العائل، والمربى، والناصح، والمشير، وكذلك هو من فقد أباه، ذلك الركن الشديد الذى يأوى الأبناء إليه، لينعموا بجواره باطمئنان قلوبهم، وسكون أرواحهم، فيكونون أحوج إلى جناحى الحنان، والأمان: الحنان الذى تبعثه الأم، والأمان الذى ينشره الأب.
بهذه الكلمات يجيب الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال السابق قائلا: لقد حث الإسلام على رعاية اليتيم، واهتم القرآن الكريم به، فذكره فى أكثر من عشرين موضعا، موصيا بإكرامه، وآمرا بحفظ ماله، وحقوقه، ومنها قوله تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ»، وقوله تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ». كما جاء الأمر الإلهى بإكرام اليتيم، والنهى عن قهره وإذلاله، فقال تعالى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ»، وقال: «أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ».
و«دَعّ اليتيم» يحصل بأمور منها: دفعه عن حقه وماله بالظلم، وترك مواساته، وإهمال معنوياته، أو زجره، وضربه، والاستخفاف به، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة وجود اليتيم فى بيوتنا، وعلى مائدة طعامنا، فقال: «ما من مائدة أعظم من مائدة عليها يتيم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «خير بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه»، بل جعل الإسلام مجرد الإحسان المعنوى لليتيم من موجبات الجنة، فعن أبى أمامة، رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم «يمسح رأس اليتيم ثلاثا، ويدعو له».
وقد بشَّع القرآن الكريم مَن أكل مال اليتيم، فى آية تنخلع لها القلوب، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا»، فهل مع كل هذه النصوص يفكر صاحب الطمع والجشع فى أكل مال اليتيم؟ وهل يفكر جرىء على أكل الحرام فى الاقتراب من حقوق اليتيم ظلما وعدوانا؟!.
أخيرا، ليت هذا العم ينتبه إلى أن الله جعل أولاد أخيه الأيتام فى طريقه ليأخذوا بيديه إلى الجنة، لكنه بطمعه يغلق أبوابها فى وجهه، بل ويفتح على نفسه أبواب جهنم، والأمثلة من الواقع كثيرة لمن أكلوا مال اليتيم، فخربت بيوتهم، وما قامت لهم قائمة من نجاح أو خير، بل فشلوا، وفسدوا.
وأقول للسائلة: فَوضى أمرك إلى الله، إن كان ليس معك ما يثبت حقا، فالحقوق عند الله لا تضيع، وسينصرك الله ولو بعد حين، فدعوة المظلوم ليس بينها وبينه حجاب، وقد قال الصالحون: «اتقوا من لا ناصر له إلا الله».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـــــــــــى
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـــــــــــى