تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيد الأوفياء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خطبة ) 4


غلا الشمال
10-08-2022, 02:13 PM
وفاؤه صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
أيها الكرماء الأجِلاء، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيًّا مع أصحابه الذين أجابوا دعوته ووقفوا بجانبه،
وآزروه ونصروه، فنوَّه بفضلِهم، ونهَى عن سبِّهم، ورفعَ قدرَهم وأعلى شأنَهم، وأوصي بهم خيرًا، فقال ـ
صلى الله عليه وسلم: "احفظوني في أصحابي"؛ رواه ابن ماجه، وقال: "لا تَسُبُّوا أصحابي"؛ رواه البخاري، وقال:
"مَن سبَّ أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"؛ رواه الطبراني، وقال: "الله الله في أصحابي"،
وقال: "خيرُ الناس قرني ثم الذين يلونهم"؛ رواه البخاري، وقال:
"آية الايمان حبُّ الأنصار، وآية النفاق بُغض الأنصار"؛
رواه البخاري ومسلم.
كما وفَّى لأبي بكر ـ رضي الله عنه، فبيَّن للأمة مكانته ومنزلته، فقال ـ
صلى الله عليه وسلم ـ:
(ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا
يكافيه الله بها يوم القيامة)؛ رواه الترمذي.
وفي مرضِه صلى الله عليه وسلم الذي ماتَ فيه، قعدَ على المِنبَر وهو عاصِبٌ رأسَه بخِرقَة، فحمِد الله وأثنَى عليه،
ثم قال: «إنه ليس من الناس أحدٌ أمن علي في نفسه ومالِه من أبي بكر بن أبي قُحافَة، ولو كنتُ مُتخِذًا من الناس
خليلًا، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ولكن خُلة الإسلام أفضَل، سُدوا عني كل خوخَةٍ في هذا المسجِد غيرَ خوخَة أبي بكرٍ»،
والخَوخَةُ هي البابُ الصغيرُ ونحوُه.
وموقفه مع حاطب بن أبي بلتعة مع ما بدر منه حين أفشى سر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في
أشد المواقف خطورة؛ حيث كتب إلى قريش يخبرها بمقدم رسول الله وجيشه، فعفا عنه الرسول صلى الله
عليه وسلم وفاءً لأهل بدر، وقال: (إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطَّلع على أهل بدر، فقال اعملوا
ما شئتم فقد غفرتُ لكم)؛ رواه البخاري ومسلم.
ووفَّى ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار مبايعتهم له، ووقوفهم معه، فحينما خشي بعضهم إذا ظهر وانتصر أن
يعود لقومه ويتركهم، تبسَّم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: ( .. أنا منكم، وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم
من سالمتم)، وقال لهم: (لو سلك الناس واديًا أو شِعبًا، لسلكت واديكم وشعبكم، أنتم شعار، والناس دثار،
ولو لا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ثم رفع يديه حتى إني لأرى ما تحت منكبيه، فقال: اللهم اغفر للأنصار
ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ إلى بيوتكم؟ فبكى القوم حتى اخضلوا (ابتلت) لحاهم، وانصرفوا وهم يقولون:
رضينا بالله وبرسوله حظًّا ونصيبًا)، ثم أوصى بهم في مرض موته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم:
(أُوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيبتي (بطانتي وخاصتي)، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم،
فاقبَلوا من مُحسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم)؛ رواه البخاري.
والشعار: الثوب الذي يلي الجسد
والدثار: الذي فوق الشعار.
أيها الكرماء الأجلاء، ولم يكن وفاء النبي لهم قاصرًا على حال حياتهم فحسب، فهذا قد يُحسِنُ بعضَه
الكثير، لكنه وفاء ممتد بعد الوفاة، وهو الوقت الذي لا يحفظ فيه
الوفاء إلا صاحب الخلق العظيم!
وفاء في الأهل والولد، وفاء في قضاء الدين؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا أَوْلَى بِكُل مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ
تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَي وَعَلَي»؛ (مسلم).
و(الضَّياع): الذرية والأبناء.
وفاؤه صلى الله عليه وسلم لأعدائه:
أيها المسلمون، لم يقف وفاؤه - صلى الله عليه وسلم عند حدود الآل والصحب، بل تجاوزَهم إلى الأعداء؛
كما ظهر ذلك في هذا الموقف الجليل الذي يَحكيه لنا حذيفةُ بن اليَمان - رضي الله عنه - قال: ما منَعني
أن أشهد بدرًا، إلا أني خرجت أنا وأبي حُسيلٌ، قال: فأخَذَنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا:
ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخَذوا منا عهدَ الله وميثاقه، لنَنصَرِفَنَّ إلى المدينة ولا نُقاتل معه، فأتينا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرْناه الخبر، فقال: ((انصَرفا، نَفي لهم بعهْدهم، ونستعين الله عليهم))؛
رواه مسلم.
وكما في صلح الحديبة؛ حيث كان ملتزمًا بالشروط، وفيًّا لِما كتب صلح الحديبية، ووافق النبي
- صلى الله عليه وسلم - على بنوده، وكان منها: رد من جاء مؤمنًا من أهل مكة إلى المشركين، خرج أبو جندل رضي
الله عنه يصرخ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، أتردونني إلى أَهْلِ الشرْكِ، فيفتنوني في ديني، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فإن اللهَ عز وجل جَاعِلٌ لك وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ
فَرَجًا وَمَخْرَجًا، إنا قد عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا، فَأَعْطَيْنَاهُمْ على ذلك وَأَعْطَوْنَا عليه عَهْدًا
وإنا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ"؛ رواه أحمد، ومسلم.
وثبت أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في أُسارى بدرٍ: لو كان المُطْعَمُ بنُ عَدَيٍّ حيًّا، ثم كلَّمَني في هؤلاء
النَّتْنَى لترَكْتُهم له))؛ البخاري.
وذلك أن المطعم بن عدي أدخل النبي صلى الله عليه وسلم في جواره عندما طرده أهل مكة وأهل الطائف، فحماه
من قريش وأدخَله مكة، فعَلها المطعم حميةً، ويريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يردَّها دِينًا وعبوديةً، وليعلم
الجميع أن هذا الدين إنما جاء ليتمِّم صالح الأخلاق، والدين عدل فيأخذ ما حسن ويدع ما قبح ليستقيم الناس
على المنهج.
وفاؤه يوم فتح مكة:
أيها الإخوة، وفي فتح مكة أخذ - عليه الصلاة والسلام - مفتاح الكعبة من بني طلحة حُجاب البيت، فلما انتهى
من الكعبة، كان المفتاح مع علي رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله
عليك، فقال صلى الله عليه وسلم: "أين عثمان بن طلحة؟"، فدعي له، فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان،
اليومُ يومُ بِرٍّ ووفاء"، ثم تلا قول الله: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ï´¾ [النساء: 58]، وتكريمًا
لشأن عثمان والوفاء، خصه صلى الله عليه وسلم وذريته من بعده بسدانة البيت والمفتاح، فقال:
(خُذُوهَا يَا بني طَلْحَةَ خَالِدَةً تالدةً لا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إِلا ظَالِمٌ، يَعْنِي حِجَابَةَ الْكَعْبَةِ)؛ (مجمع الزوائد)،
ولما مات عثمان سلمه لابنه شيبه، وما زال المفتاح حتى يومنا هذا في
بني شيبة.
وفاء يفوق الخيال:
أيها الإخوة الأفاضل، لم يقف وفاء رسول الله عند هذا الحد فحسب، بل شمل الجمادات، فهذا جذع شجرة
لا يعقل، كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب عليه، وفي يوم الجمعة صعد منبرًا صُنِع له، وترك ذلك الجذع،
فصاح الجذع صياح الصبي حنينًا إليه صلى الله عليه وسلم، وفي لمسة وصورة وفاء، ينزل النبي صلى الله
عليه وسلم، ويَحتضنه ويضمه إليه حتى سكن، ثم قال: (أما والذي نفس محمد بيده، لو لم ألتزِمه، لَما زال
هكذا إلى يوم القيامة، حزنًا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فدُفِن)؛ رواه الترمذي.
بل إن وفاءه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصل للحجارة الصماء، فقال عن جبل أُحُد: (هذا أحد يُحبنا ونُحبه)؛
رواه البخاري.
هذا هو وفاء النبي العظيم، أَنْعِم به من خلق كريم، تعدَّدت مجالاته، وتنوعت مظاهره، فكان لكل صنف
من الناس نصيب من وفائه صلى الله عليه وسلم، فهل لك نصيب من خلق نبيك ورسولك؟ أقول ما تسمعون
وأستغفر الله لي ولكم.

- سمَـا.
10-08-2022, 02:24 PM
-










جزاك الله الفردوس الأعلى
وَ نفع بطرحك الجميع ولا حرمك الأجر
لكِ من الشكر أجزله.

اميرة الصمت
10-08-2022, 05:58 PM
جزاك الله كل خير وجعلها في موازين حسناتك
يعطيكْ العَآفيةْ لطرحك القيم
لآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‏دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‏بإنتظآر القآدم بشووق
‏لروحــك بآقآت من الجوري

نور القمر
10-08-2022, 10:15 PM
سلمت أناملك على طرحك القيم
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديريhttps://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/redroseplz _2_.png

الحقوقي فيصل
10-08-2022, 10:29 PM
جَزاك الله خير الجزاء
وجعل طرح في موازين أعمالك
تقديري ~

إِيزآبَيل♡
10-08-2022, 10:35 PM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

غـُـلايےّ
10-09-2022, 01:33 AM
شكرا ولا تكفي لما يبذل من جهود راقية
وماننحرم من فيض عطائك وإبداعك
https://lyaly-alomr.com/vb/images/smilies/arabchathearts.gif تحياتي https://lyaly-alomr.com/vb/images/smilies/arabchathearts.gif

البرنس مديح آل قطب
10-09-2022, 04:18 PM
_
،






جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ :64:

سلامه
10-09-2022, 09:38 PM
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي
http://img.5jle.com/uploadcenter/uploads/12-2013/PIC-582-1386761153.gif

دره العشق
10-10-2022, 12:56 PM
جزاك الله خيرا لما نقلت لنا من دُرر
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا وعينا دامعا
دمت برضى الله وفضله

Şøķåŕą
10-10-2022, 06:39 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

إميلي.
10-12-2022, 03:19 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

خالد الشاعر
10-12-2022, 07:37 AM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

نبضها مطيري
10-13-2022, 06:12 AM
جزاك الله كل خير
طرح جميل

غـُـلايےّ
10-14-2022, 01:38 AM
سلمت آناملك ع الإنتقاء
دمت بسعاده بــحـجم السماء
لقلبك طوق آليآسمين

سمارا
10-16-2022, 12:15 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

روحي تبيك
10-17-2022, 04:22 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

رحيل
10-21-2022, 10:51 PM
جزاكم الله خير ونفع بكم .‘
وجعله في موآزين حسنآتكم ..
ورفع به درجآتكم على هذآ الطرح القيم

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
10-23-2022, 11:31 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

Şøķåŕą
11-09-2022, 08:03 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

روحي تبيك
02-26-2023, 07:28 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
03-09-2023, 10:40 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
09-18-2023, 12:51 PM
سَلمت عَلى جَمال طَرحك ،
لاَ حرَمنا الله مِن إبدَاعك ،
يَعطيك ألف عَافيه .

☆Šømă☆
10-09-2023, 11:45 AM
يعطيك العافيه
شكرا لك على طرحك

Şøķåŕą
04-14-2024, 02:35 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

كارا
06-01-2024, 05:12 PM
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْتِ بــِطآعَة الله ..~
..:ღ:..

Şøķåŕą
06-01-2024, 05:13 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
09-24-2024, 02:48 PM
طرح قيم وَ مفيد
سلمت يمناك عَ الاختيار الرائع
كل الشكر والتقدير لك
يعطيك العافية

Şøķåŕą
12-02-2024, 07:26 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير