تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حال المؤمن المقدم على الابتلاء


Şøķåŕą
09-27-2022, 06:32 PM
حال المؤمن المقدم على الابتلاء


الدنيا - كما نعلم - ليست للمؤمن الحق بدار بقاء، وإنما هي دار ابتلاء وفتنة، وبذلك قالت ودلت كل النصوص والآثار مما يطول ذكره عن كتاب ويحتاج إلى مجلدات، فماذا على المؤمن أن يفعل عندما يقدم على الابتلاء وتتقاذفه الفتن؟



أولًا: أن يوقن بأن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ وأجرى به القدر هو الأصوب والأنفع إن لم يكن عاجلًا فآجلًا؛ فموسى عليه السلام وأصحاب السفينة رأوا في بادئ الأمر أن ما فعله الخضر عليه السلام شيئًا إِمْرًا، وموسى ووالدا الغلام رأوا في قتل الغلام شيئًا نكرًا، وموسى رأى أن الخضر كان يجب أن يتقاضى أجرًا على إصلاح الجدار، ولم يروا ما قدر الله في اللوح المحفوظ من خير لأهل السفينة، ولا للغلام ووالديه، ولا للأيتام أبناء الرجل الصالح.



يقول الله تعالى: ﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11]، ويقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11]، فالإنسان عجول، ولا يرى إلا تحت قدمه، ولا يدرك ما قد خُبِّئ له في الغيب، ولن يستطيع مع القدر صبرًا، ويلزمه كي يدرك ذلك أن يقوى يقينه بالله، وأن يوطن نفسه على المجاهدة؛ ولأجل ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته ولنا: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلتُ، كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان)).



ثانيًا: أن يلوذ بالدعاء؛ قال الإمام ابن باز: "هناك أقدار معلقة على أشياء يفعلها الإنسان، فالله يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية، قد جعل البر من أسباب زيادة العمر، وصلة الرحم، كذلك وجعل المعاصي والسيئات من أسباب نزع البركة، ومن أسباب قصر الأعمار إلى غير ذلك".



فالحاصل: أن هناك أقدارًا معلقةً توجد بأسبابها، ومعلقة عليها، وهناك أقدارًا محكَمَة ليس فيها تغيير، لا تُغيَّر بالدعاء، ولا بغير الدعاء، كالشقاوة، والسعادة، والآجال المضروبة، والمحكمة، إلى غير ذلك، وذهب بعض أهل العلم إلى أن كل شيء يمكن تغييره؛ لأن الله قال: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، وأن الله جل وعلا أمر بالدعاء، وشرع الأسباب، وعلَّق ما يشاء على ما يشاء؛ علق الشقاوة على شيء، والسعادة على شيء، وهو حكيم عليم يعلم ما يصير إليه أمر العبد.



فإذا اجتهد العبد في طاعة الله، وسأل ربه أن ينجيه من الشقاوة إلى السعادة فإن هذا قد يقع، ويكون القدر ليس محتمًا، بل معلقًا، فيُروى عن بعض السلف، وعن عمر أيضًا أنه كان يقول: ((اللهم إن كنت كتبتني شقيًا، فاكتبني سعيدًا))؛ هذا قاله جماعة من أهل العلم.



والمشهور عند أهل العلم والأكثرين: هو الأول، وأن الشقاوة والسعادة والآجال مفروغ منها، وهذا ما يدل عليه الحديث الصحيح حديث علي رضي الله عنه أن الصحابة قالوا: ((يا رسول الله، هذا الذي نعمل أهو في أمرٍ قد مضى، وفُرغ منه، أو في أمر مستقبل؟ قال: بل في أمر قد فُرغ، ومضى وفرغ منه، قالوا: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ قال: اعملوا فكلٌّ ميسر لِما خُلق له، أما أهل السعادة، فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة؛ ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].



ولأن الله عز وجل هو من بيده أن يوفِّق العباد لأسباب توصلهم إلى ما قدَّر لهم، توصل السعيد إلى السعادة، وتوصل الشقي إلى الشقاوة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كل ميسر لما خلق له؛ فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستخارة عند كل أمر؛ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، ويُسمِّي حاجته))، فدعاء الاستخارة بمثابة تفويض من العبد لرب العزة بأن يُمضيَ عليه من الأقدار ما هو صواب ونافع له في الآجل والعاجل، فعلى العبد ألَّا يغفُلَ عن ذلك.



ثالثًا: روى الإمام مسلم عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له)).



فعلى كل مؤمن أن يوقن بأن ما قضى الله به عليه هو خير في الحالين؛ سواء كان ما يراه خيرًا أو شرًّا، أو كان ما يراه نفعًا أو ضرًّا، فرؤيته قاصرة لأنه ليس إلهًا، ولا يعلم الغيب، فما رآه ضرًّا في العاجل قد يكون نفعًا في الآجل، وما رآه شرًّا في الحال قد يكون فيه الخير في المآل، وهكذا يجب أن ننظر لقدر الله وقضائه، فلا نكون كأصحاب السفينة أو أهل الغلام، ويرشدنا معلمنا الخير وهادينا إلى ما فيه الخير سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن نتلقى ما يسر بالشكر، وبأن نتلقى الضر بالصبر، فإذا فعلنا ذلك، فقد بلغنا درجة المؤمن الحق، وحققنا كمال الإيمان.



رابعًا: لا بد لكل مسلم شهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأقدره الله على النطق بالشهادة أن يوقن بأنه صائر إلى خير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه؛ فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: ما من عبدٍ قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر، وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر))، وهو حديث يُثْلِج الصدر، وتهَشُّ له النفس، غير أنه فيما أرى موقوف علي شيء؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك))، فعلينا أن نحرص على التمسك بقول "لا إله إلا الله"، والإخلاص، والعمل بمقتضاها ما حيينا؛ كي نكون من أهل السعادة.

نور القمر
09-27-2022, 07:40 PM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

إِيزآبَيل♡
09-28-2022, 12:04 AM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

شيخة الزين
09-28-2022, 05:37 AM
جزحاك الله خير على طرحك القيم
وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيمه

ابو الملكات
09-28-2022, 06:21 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

عبد الحليم
09-28-2022, 09:44 AM
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال لروعته
كعادتك إبداع في مواضيعك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الجمال
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

- سمَـا.
09-28-2022, 11:23 AM
-







بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

الحقوقي فيصل
09-28-2022, 11:34 AM
جزاك الباري خيــــــــــــــــــر الجزاء
وجعل طرحك في موازين أعمالك

تقديري ~

غـُـلايےّ
09-29-2022, 07:19 AM
سلمتِ على حسن الاقتطافة
بوركتِ وبوركت جهودك العظيمة
تقديري ..

سمارا
09-29-2022, 10:18 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

نور القمر
09-30-2022, 04:09 PM
جزيل الشكر للطرح القيم
ننتظر المزيد من المواضيع الرائعة
تحيتي وتقديري لكـ
ودي قبل ردي

البرنس مديح آل قطب
10-01-2022, 08:44 PM
_
،






جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ
~

الدكتور على حسن
10-02-2022, 09:48 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى

غـُـلايےّ
10-03-2022, 08:46 AM
سلمتِ على حسن الاقتطافة
بوركتِ وبوركت جهودك العظيمة
تقديري ..

خالد الشاعر
10-04-2022, 11:05 AM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

رحيل
10-06-2022, 10:21 AM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:52 PM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك




شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:54 PM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:55 PM
جزحاك الله خير على طرحك القيم
وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيمه

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:55 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب


شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:56 PM
جزاك الله خيرا
طرح يفوق الجمال لروعته
كعادتك إبداع في مواضيعك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الجمال
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:57 PM
-







بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:58 PM
جزاك الباري خيــــــــــــــــــر الجزاء
وجعل طرحك في موازين أعمالك

تقديري ~








شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 04:59 PM
سلمتِ على حسن الاقتطافة
بوركتِ وبوركت جهودك العظيمة
تقديري ..



شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:01 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا


شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:02 PM
جزيل الشكر للطرح القيم
ننتظر المزيد من المواضيع الرائعة
تحيتي وتقديري لكـ
ودي قبل ردي


شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:03 PM
_
،

شكرا للمرور




جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ
~


شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:03 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:04 PM
سلمتِ على حسن الاقتطافة
بوركتِ وبوركت جهودك العظيمة
تقديري ..

شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:05 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ


شكرا للمرور

Şøķåŕą
11-06-2022, 05:05 PM
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد

شكرا للمرور

رحيل
12-16-2022, 11:25 PM
عطاء ديني
جزاكم الله خيرا
لروحك الود

Şøķåŕą
01-11-2023, 10:14 AM
شكرا للمرور

كارا
05-27-2024, 12:02 AM
اسراب من الامتنان
لروحك عناقيد الورد

Şøķåŕą
05-29-2024, 10:54 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير