نور القمر
08-27-2022, 02:13 PM
خلق الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم، وجعل أوصافه وأخلاقه على أكمل الصفات ومحاسن الأخلاق، وما من صفة خير يتمتع بها بشر، إلا وكان النبي صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفى منها، لما خلقه الله على محاسن الصفات والأخلاق، لذا لا تجد كبيرًا ولا شريفًا، إلا وخضع لعظيم أخلاقه وصفاته، حسًا ومعنى.
من ذلك ما جَبَلَه الله من تركيب الشجاعة فيه، حتي صار أشجع الشجعان في الحرب، يقول تعالى: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك، وحرض المؤمنين"، حيث استنبط بعض السلف من الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور أن لا يفرَّ من المشركين إذا واجهوه، ولو كان وحده.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الناس بشدة البطش"، وقد كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم الرسول راجًعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة ليس عليه سرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا، ما وجدت من شيء.
وقال للفرس: وجدناه بحرا، وإنه لبحر،- أي سريع السباق- وذلك أن فرس أبي طلحة كان بطيئًا، فلما ركبه النبي صلي الله عليه وسلم صار بحرًا أي سريع العَدْو.
وعن علي رضي الله تعالى عنه، قال: "كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أقرب من القوم منه".
وقال: "لما كنا يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشد الناس بأسًا يومئذ، وما كان أحد أقرب من المشركين منه".
وسأل رجل أحد الصحابة- البراء بن عازب- قائلاً: "أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟"، فقال البراء: "ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، كانت هوازن ناسًا رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، وأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، وهو يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب".
وهذا ما يكون في غاية من الشجاعة التامة لأنه في مثل هذا اليوم في حومة المعركة، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع هذا مع بغلة ليست للجري، ولا تصلح للهرب، وهو مع ذلك يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه، ليعرفه من ليس يعرفه صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقى كتيبة إلا كان أول من يضرب، ولما أمر بحفر الخندق عرض للصحابة صخرة عظيمة شديدة، لا يأخذ فيها المعول، فاشتكوا ذلك له، فجاء، فلما رآها أخذ ثوبه، وأخذ المعول، فقال: "باسم الله"، وضربها ثلاثًا حتى تهشمت.
وروي البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: "كنا إذا اشتد البأس، وحمي الوطيس، استقبلنا القوم بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع منا ليحاذي الذي يحاذي رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وتساءل البعض كيف تغيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار؟ وظاهر: بين درعين يوم أحد؟
قيل في ذلك: أما قصة الغار فلم يكن أذن له في قتال الكفار بعد، أما المظاهرة بين درعين فهو من باب الاستعداد للإقدام، وليقتدي به أصحابه، والمنهزم خارج عن الإقدام جملة، بخلاف المستعد له.
من ذلك ما جَبَلَه الله من تركيب الشجاعة فيه، حتي صار أشجع الشجعان في الحرب، يقول تعالى: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك، وحرض المؤمنين"، حيث استنبط بعض السلف من الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور أن لا يفرَّ من المشركين إذا واجهوه، ولو كان وحده.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الناس بشدة البطش"، وقد كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم الرسول راجًعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة ليس عليه سرج، وفي عنقه السيف، وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا، ما وجدت من شيء.
وقال للفرس: وجدناه بحرا، وإنه لبحر،- أي سريع السباق- وذلك أن فرس أبي طلحة كان بطيئًا، فلما ركبه النبي صلي الله عليه وسلم صار بحرًا أي سريع العَدْو.
وعن علي رضي الله تعالى عنه، قال: "كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أقرب من القوم منه".
وقال: "لما كنا يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشد الناس بأسًا يومئذ، وما كان أحد أقرب من المشركين منه".
وسأل رجل أحد الصحابة- البراء بن عازب- قائلاً: "أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟"، فقال البراء: "ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، كانت هوازن ناسًا رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، وأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، وهو يقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب".
وهذا ما يكون في غاية من الشجاعة التامة لأنه في مثل هذا اليوم في حومة المعركة، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع هذا مع بغلة ليست للجري، ولا تصلح للهرب، وهو مع ذلك يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه، ليعرفه من ليس يعرفه صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقى كتيبة إلا كان أول من يضرب، ولما أمر بحفر الخندق عرض للصحابة صخرة عظيمة شديدة، لا يأخذ فيها المعول، فاشتكوا ذلك له، فجاء، فلما رآها أخذ ثوبه، وأخذ المعول، فقال: "باسم الله"، وضربها ثلاثًا حتى تهشمت.
وروي البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: "كنا إذا اشتد البأس، وحمي الوطيس، استقبلنا القوم بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع منا ليحاذي الذي يحاذي رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وتساءل البعض كيف تغيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار؟ وظاهر: بين درعين يوم أحد؟
قيل في ذلك: أما قصة الغار فلم يكن أذن له في قتال الكفار بعد، أما المظاهرة بين درعين فهو من باب الاستعداد للإقدام، وليقتدي به أصحابه، والمنهزم خارج عن الإقدام جملة، بخلاف المستعد له.