تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث ابن عمر: "المسلم أخو المسلم لايظلمه"


- سمَـا.
08-17-2022, 03:21 PM
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، من كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُربةً فرَّج اللهُ عنه بها كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستَرَ مسلمًا ستَرَه الله يوم القيامة))؛ متفق عليه.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم))
يعني في الدِّين، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103]، وقال الله تعالى:
﴿ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5]، وهذه الأُخوَّةُ هي أوثق الأُخُوَّات، أوثقُ من أخوة النَّسَبِ
فإن أخوة النَّسَب قد يتخلف مقتضاها، فيكون أخوك من النَّسَب عدوًّا لك كارهًا لك، وذلك يكون في الدنيا وفي الآخرة
قال الله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].
أما أخوة الدِّين، فإنها أخوة ثابتةٌ راسخة في الدنيا وفي الآخرة، تنفع الإنسانَ في حياته وبعد مماته، لكن هذه الأخوة
لا يَترتَّب عليها ما يَترتَّب على أخوة النَّسَبِ من التَّوارُثِ، ووجوب النفقة، وما أشبه ذلك.
ثم قال: ((لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه)) لا يَظلمه لا في ماله، ولا في بدنه، ولا في عِرْضِه، ولا في أهله، يعني لا يظلمه
بأيِّ نوع من الظلم، "ولا يُسلِمُه" يعني لا يُسلِمُه لمن يَظلمه، فهو يدافع عنه ويحميه من شرِّه، فهو جامع بين أمرين:
الأمر الأول: أنه لا يَظلمه.
والأمر الثاني: أنه لا يُسلِمُه لمن يَظلمه، بل يدافع عنه.
ولهذا قال العلماء - رحمهم الله -: يجب على الإنسان أن يدافع عن أخيه في عِرضِه وبدنه وماله.
في عِرضه: يعني إذا سمع أحدًا يسُبُّه ويغتابه، يجب عليه أن يدافع عنه.
وكذلك أيضًا في بَدَنِه: إذا أراد أحد أن يعتدي على أخيك المسلم وأنت قادر على دفعه، وجب عليك أن تدافع عنه.
وكذلك في ماله: لو أراد أحد أن يأخذ ماله، فإنه يجب عليك أن تدافع عنه.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((واللهُ في حاجة العبد ما كان العبدُ في حاجة أخيه))؛ يعني أنك إذا كنتَ في حاجة
أخيك تقضيها وتساعده عليها، فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك ويُعينك عليها جزاءً وفاقًا.
ويفهم من ذلك أن الإنسان إذا ظلَمَ أخاه، فإن أُخوَّتَه ناقصة، وإذا أسْلَمَه إلى من يَظلمه، فإن أُخوَّتَه ناقصة
وإذا لم يكن في حاجته، فإن هذا يفُوتُه الخيرُ العظيم، وهو كون الله تعالى في حاجته.
ثم قال: ((ومن فرَّج عن مسلم كُربةً من كُرَبِ الدنيا، فرَّج الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة)).
الكَرْبُ: ما يضيق على الإنسان ويشُقُّ عليه، ويجد له في نفسه همًّا وغمًّا، فإذا فرَّجت عن أخيك هذه الكُربةَ
فرَّج الله عنك كُربة من كُرَبِ يوم القيامة.
وتفريج الكربات يكون في أمور متعددة: إن كانت كربة مالية؛ فبإعطائه المال الذي تزُول به الكربة، وإن كانت كربة معنوية
فبالحرص على ردِّ معنويته وردِّ اعتباره حتى تزول عنه الكربة، وإذا كانت كربة همٍّ وغمٍّ؛ فبأنْ تُوسِّعَ عليه وتنفِّسَ له، وتُبيِّنَ له
أن الأمور لا تدوم، وأن دوام الحال من المحال، وتُبيِّن له ما في هذا من الأجر والثواب العظيم؛ حتى تهُون عليه الكربةُ.
((ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة))؛ "من ستر" يعني: غطَّى عيبَه ولم يُبيِّنْه، فإن الله يستُرُه في الدنيا والآخرة
وهذا ليس على إطلاقه، فهناك نصوص تدلُّ على أنه غير مطلق، فالستر قد يكون مأمورًا به محمودًا، وقد يكون حرامًا، فإذا رأينا شخصًا
على معصية، وهو رجلٌ شرير منهمك في المعاصي، لا يَزيده السترُ إلا طغيانًا؛ فإننا لا نستُرُه، بل نبلِّغ عنه حتى يُردَعَ ردعًا يحصل به المقصود.
أما إذا لم تبدُرْ مه بوادرُ سيئة، ولكن حصلت منه هفوةٌ، فإن من المستحب أن تستُرَه ولا تُبيِّنَه لأحد
لا للجهات المسؤولة ولا لغيرها، فإذا سترتَه ستر الله عليك في الدنيا والآخرة.
ومن ذلك أيضًا أن تستر عنه العيبَ الخَلْقيَّ، إذا كان فيه عيب في خلقته؛ كجروح مؤثِّرة في جِلده، أو برص، أو بهق، أو ما أشبه ذلك
وهو يتستر ويحب ألا يطلع عليه الناس، فإنك تستره، إذا سترتَه ستَرَك الله في الدنيا والآخرة، وكذلك إذا كان سيئ الخُلُق، لكنه يتظاهر للناس
بأنه حسَنُ الخلق وواسع الصدر، وأنت تعرف عنه خلاف ذلك، فاستُرْه؛ فمن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة
فالستر كما قلت بالنسبة للأعمال السيئة التي يقوم بها الإنسان ينقسم إلى قسمين:
قسم يكون من شخص منهمك في المعاصي مستهتر، فهذا لا نستُر عليه.
وقسم آخر حصل منه هفوة، فهذا هو الذي نستر عليه.
أما الأمور الأخرى فالستر فيها أكمل وأفضل، والله المستعان.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 566 - 569).
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

الحقوقي فيصل
08-17-2022, 05:22 PM
جَزاك الله خير الجزاء
بوركت .

الدكتور على حسن
08-17-2022, 06:17 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
https://img-fotki.yandex.ru/get/16170/65387414.74b/0_120964_9cd08286_orig.gif

мя Зάмояч
08-17-2022, 09:34 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

عبد الحليم
08-17-2022, 11:17 PM
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

إِيزآبَيل♡
08-18-2022, 05:41 AM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

نبضها مطيري
08-18-2022, 07:03 AM
جزاك الله كل خير
طرح جميل

تذكارُ...!
08-18-2022, 09:02 AM
جَنْآإئِنْ آلْوَرٍدٌ لقلمكَْ الرائـع
كن بِخَيْر وَآمْـٌٍُْاان

سَلآأمِيٌ

- سمَـا.
08-18-2022, 10:38 AM
-













عمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:38 AM
-













سكرة
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:39 AM
-













فيصل
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:39 AM
-













علي
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:39 AM
-













عبدالحليم
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:40 AM
-













غناة

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:40 AM
-













إيزابيل

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-18-2022, 10:40 AM
-













نبضها

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

نور القمر
08-18-2022, 04:32 PM
طرح رآئع سلمت الأنآمل
ننتظر جديدك بكل شوق

الله يعطيك الصحة والعآفية

رحيل
08-19-2022, 03:58 AM
جزاك ربي جنة الخلد واسكنك فيها
وسقاك من فردوسها

جَوآهر
08-19-2022, 10:06 AM
يعطيك الف عافيه على الطرح الجميل
سلمت

- سمَـا.
08-19-2022, 02:11 PM
-













اميرة

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-19-2022, 02:11 PM
-













غرام

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
08-19-2022, 02:12 PM
-













ميراي

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

نور القمر
08-20-2022, 07:54 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

Şøķåŕą
08-21-2022, 08:50 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

- سمَـا.
08-21-2022, 10:49 AM
-














إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

غـُـلايےّ
08-22-2022, 09:43 AM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

- سمَـا.
08-22-2022, 04:02 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

رحيل
08-23-2022, 02:45 PM
جزاكم الله خير الجزاء

- سمَـا.
08-24-2022, 11:12 AM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد.

خالد الشاعر
09-01-2022, 01:34 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

- سمَـا.
09-02-2022, 03:29 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

سمارا
09-09-2022, 11:47 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

- سمَـا.
09-10-2022, 11:34 AM
-










إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد.

♡ Šąɱąя ♡
09-12-2022, 03:03 AM
جزاك الله خيراا

- سمَـا.
09-12-2022, 09:53 AM
-









إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

Şøķåŕą
04-08-2023, 02:16 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

☆Šømă☆
12-09-2023, 01:30 PM
يعطيك العافيه
وشكرا لك

Şøķåŕą
10-23-2024, 11:13 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير