المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال تعالى: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ )


♔ قمر بغداد ♔
07-19-2022, 10:26 PM
قال تعالى: ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) [الأنفال: 21].
هذا كان في بني إسرائيل؛ كما في قوله تعالى:

(سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )[البقرة: 93].
إلا أنه تعالى قال لهذه الأمة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ
فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُون ï´¾ [الأنفال: 20 - 23].
إنه التحذير للمؤمنين من الإعراض والتولِّي، وهم يسمعون الآيات تُتلى، والعِظات تتوالَى في كتاب الله
وعلى لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاهم - عز وجل - أن يَسلكوا مسلك الكافرين المشركين
في التصامُم عن سماع الآيات الحاملة للحق والداعية إليه، والتعامي عن رؤية آيات الله الدالة على توحيده
الذين قالوا: إنا عما يقوله محمد في صممٍ، وفيما يذكر ويشير إليه في عمًى، فهم يقولون: سمِعنا بآذاننا
وهم لا يسمعون بقلوبهم؛ لأنهم لا يتدبَّرون ولا يُفكرون؛ فلذا هم في سماعهم كمن لم يسمع؛ إذ العبرة بالسماع:
الانتفاع به، لا مجرَّد سماع صوت، فلمَّا لَم يُجْدِ سماعُهم، ولا أثَّر فيهم، نفى عنهم السَّماع؛ لانتفاء
ثمرته؛ إذ ثمرة سماع الوحي: تصديقُه والإيمان به.
ï´؟ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَï´¾؛ يعني بهم المشركين، وكانوا شرَّ الدوابِّ؛ لأنهم
كفروا بربِّهم وأشرَكوا به، فعبدوا غيره، وضلُّوا عن سبيله، ففسَقوا وظلموا وأجرَموا، الأمرُ الذي جعَلهم
حقًّا شرَّ الدواب في الأرض، فهذا تنديد بالمشركين، وفي نفس الوقت هو تحذير للمؤمنين من معصية الله
ورسوله، والإعراض عن كتابه وهدْي نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: ï´؟ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ï´¾ [الأنفال: 23]
أي: لجعَلهم يسمعون آيات الله وما تَحمله من بِشارة ونِذارة، وهذا من باب الفرض
لقوله تعالى: ï´؟ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونï´¾.
هؤلاء طائفة من المشركين توغَّلوا في الشر والفساد والظلم، والكِبر والعِناد، فحُرِموا لذلك هدايةَ الله تعالى
فقد هلَك بعضهم في بدرٍ وبعضهم في أُحد، ولم يُؤمنوا؛ لعلم الله تعالى أنه لا خيرَ فيهم، وكيف لا وهو خالقهم
وخالق طباعهم؛ ï´؟ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ï´¾ [الملك: 14][1]؟!

قال الرازي:
ï´؟ وَلاَ تَكُونُواْ كالذين قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ï´¾، والمعنى: أن الإنسان لا يمكنه أن يَقبل التكليف وأن يَلتزمه
إلا بعد أن يَسمعه، فجعل السماع كناية عن القَبول، ومنه قولهم: "سمِع الله لمن حمِده"، والمعنى: ولا تكونوا
كالذين يقولون بألسِنتهم: إنَّا قبِلنا تكاليف الله تعالى، ثم إنهم بقلوبهم لا يَقبلونها، وهو صفة للمنافقين
كما أخبر الله عنهم بقوله: ï´؟ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ï´¾ [البقرة: 14][2].
قال بعضهم:
من سمِع ولم يُرَ عليه فوائدُ السماع وزوائده في أحواله، فهو غير مستمعٍ، ولا سامعٍ، والمستمع على الحقيقة:
مَن يرجع من حال السماع بزيادة فائدة أو زيادة حالٍ، ومن حضَر مجلس ذكرٍ ولم يرجع بزيادة، فإنما يرجع بنُقصان.
وقال بعضهم:
حقيقة السماع ما تبدو عليك منه بركات ما تَسمعه من زيادة عملٍ، أو زجرٍ عن ارتكاب معصية
ومن أراد الله به الخير، أسمَعه من الحكمة ما ينفعه.
وقال يحيى بن معاذ:
إن هذا العلم الذي تسمعونه، إنما تسمعون ألفاظه من العلماء ومعانيه من الله بآذان قلوبكم
فاعمَلوا، تَعقِلوا ما تسمعون، فإن لم تعملوا، كان ضرُّه أقرب إليكم من نَفعه.
وقال الجُنيد - رحمه الله - في كتاب "رواء التفريط" في هذه الآية: قرَع أسماعَ همومهم حلاوةُ الدعوة
وتَنسموا رُوح ما أدَّته إليهم الأفهام الظاهرة من الأدناس، فأسرعوا إلى حذف العلائق المشغلة قلوب الواقفين
معها، وهجَموا بالنفوس على معانقة الحذر، وتجرَّعوا مرارة المكابدة، وصدَقوا الله في المعاملة، وأحسنوا الأدب
فيما توجَّهوا إليه، وهانت عليهم المصائب، وعرَفوا قدر ما يطلبون؛ فاغتَنموا سلامة الأوقات، وسجَنوا هموهم
عن التلفُّت إلى مذكورٍ سوى وَليِّهم، فيَحيون حياة الأبد بالحق الذي لم يزَل ولا يزال، فهذا معنى قوله تعالى:
ï´؟ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ï´¾ [الأنفال: 24][3].

الشريعة منهج حياة:
من أبرز خصائص الشريعة الإسلامية أنها ربَّانية المصدر؛ مما جعل مراسيمها تأْلَهها القلوب
حبًّا وتعظيمًا وانقيادًا؛ ï´؟ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ï´¾ [العلق: 14].
ففِقه المراقبة في حسِّ المسلم الصادق حيٌّ يَنبِض في خطراته وتصرُّفاته، عكس القوانين
الوضعية التي تحتاج لمراقبة البشر للبشر.
ولا أنسى أبدًا منظر جاري صاحب مصنع الحلويات الكبير، وهو جالس في غرفة التحكم لا تُغادر عيناه
شاشات كاميرات المراقبة؛ كيلا يسطو أيٌّ من عُمال مصنعه على محتوياته الثمينة أكلاً، أو سرقةً، أو نَهبًا
دون أن تراه أعين الرقيب، والشيء مثله في كاميرات السوبر ماركت والبنوك والمتاحف...، وغيرها.
ليس عيبًا أن يَحرُس المرء ماله، ويراقب أعماله وعُمَّاله، لكن أن نعيش بثقافة التلصُّص والخيانة
فهذا خَلل في الإيمان، وثُلمة في القلوب، مردُّها إلى فِقدان فقه المراقبة لمن يَعلم السرَّ وأخفى.
ولا أدلَّ على أهمية هذا الفقه التربوي من معدَّلات الجريمة المُخيفة التي تعشِّش في المجتمعات الغربية
رغم تقدُّمها المادي، بل إن أمريكا نفسها التي تدَّعي سيادتها للعالم تتربَّع على رأس هرم الجريمة العالمي
رغم تقنيات التنصُّت والمراقبة فائقة الدِّقة.

♡ Šąɱąя ♡
07-20-2022, 12:19 AM
جزاك الله خيراا

мя Зάмояч
07-20-2022, 12:54 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

خالد الشاعر
07-20-2022, 09:22 AM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

عبد الحليم
07-20-2022, 10:49 AM
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

غـُـلايےّ
07-20-2022, 11:11 AM
وَ فِي حَرمِ الجَمَال ليسَ أبلَغُ منَ الصّمتْ
إبدَاعٌ مِن أنَاملك ..!
بُورِكتْ الْأنَامِل وَ حُرّمتْ عنهَا النّارْ
لِـ روحِك الأورْكيدَا

غـُـلايےّ
07-20-2022, 11:12 AM
وَ فِي حَرمِ الجَمَال ليسَ أبلَغُ منَ الصّمتْ
إبدَاعٌ مِن أنَاملك ..!
بُورِكتْ الْأنَامِل وَ حُرّمتْ عنهَا النّارْ
لِـ روحِك الأورْكيدَا

- سمَـا.
07-20-2022, 11:15 AM
-












بارك الله فيك
وجزاك عنا كل خير
تقديري.

Şøķåŕą
07-20-2022, 11:36 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

الــوافــي
07-20-2022, 12:40 PM
*,

جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك

*

فرآشه ملآئكيه
07-21-2022, 04:58 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

إِيزآبَيل♡
07-21-2022, 05:03 AM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

عُـِــِزلہُ
07-21-2022, 10:29 AM
__



















يعطيك ألف عافية :u11:
تحياتي وَ تقديري. :u11:

سمارا
07-21-2022, 01:06 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

نور القمر
07-21-2022, 08:37 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

غـُـلايےّ
07-22-2022, 09:01 AM
آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ

بنت الشام
07-22-2022, 02:39 PM
جزاك الله كل الخير ...

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
07-22-2022, 06:58 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

غـُـلايےّ
07-23-2022, 08:09 AM
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك

عاشق الغيم
07-24-2022, 01:29 AM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم

غـُـلايےّ
07-25-2022, 10:04 AM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

طيف الورد
07-25-2022, 05:44 PM
تسلمي ع الموضوع الرائع
ف ميزان حسناتك ف انتظار جديدك
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
مودتي

نور القمر
07-25-2022, 06:25 PM
سلمت أناملك على طرحك القيم
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (44).gif

Š₳ħββє
07-26-2022, 09:26 AM
،



















جَزَاك اَللَّه خَيْر الجزَاء . .
وَنفَع بِك على الطَّرْح القيم
وَجعلِه فِي مِيزَان حِسْناتْكَّك ي رب . .

Şøķåŕą
07-26-2022, 03:49 PM
_






سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

رحيل
07-26-2022, 08:15 PM
جزاكم الله خير واثابك الجنه
تحيتي

Şøķåŕą
03-10-2023, 03:38 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل
03-19-2023, 10:48 PM
_
،




















جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ
سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ
- لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . .
~

Şøķåŕą
05-10-2023, 09:43 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
11-17-2024, 02:04 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

بنت العز
11-17-2024, 02:06 PM
اسراب من الامتنان لطرحك
لروحك عناقيد الورد