رحيل
07-15-2022, 07:52 PM
{ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض..} هكذا يقول الله تعالى فى كتابه الكريم، ومن حكمته أنه جعل من الناس الأغنياء والفقراء، ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًا، وذلك كى تسير عجلة الحياة، ولكنه - سبحانه - لم يترك الفقير ليغرق فى فقره، ولا الغنى يستأثر بماله، بل أمر الأغنياء بالإنفاق على الفقراء تحقيقًا للعدالة والتراحم بين الخلائق، وكسرًا لحدة الفقر الذى ينجم عنه الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، التى وضع الإسلام لمعالجتها أطرًا نظرية لو طبقت لاختفت مشكلات البشرية، فما أهم المشكلات التى يمكن أن تنجم عن الفقر؟ وكيف عالجها الإسلام؟
يقول د. صلاح السرس - أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: إن مسألة الفقر والغنى من أولى المسائل التى اهتم بها الدين الإسلامى، فقد كان الفقراء من السابقين إلى اتباع الرسول، والتاريخ الإسلامى شاهد على هذه المقولة فى الروايات المتواترة.
وقد كان الوضع الطبقى فى المجتمع الجاهلى جامدًا لا حراك فيه، فالعبد لا أمل له فى أن يتحرر، والفقير ليس لديه تطلعات، ومن يسيطر على اقتصاد المجتمع أشخاص معددون، إذن كانت الأوضاع ثابتة، ولم توجد وسائل للتعرف على أساليب حياة كل طبقة لأنها تدور فى فلك نفسها: طبقة السادة وطبقة العبيد.
أما الآن فمن خلال وسائل الإعلام المتاحة للجميع، ومشاهدات الحياة اليومية صار الفقير يعلم تمامًا كيف يعيش الغنى فى بذخ وإسراف فى الأفراح والولائم، مما يدعم إحساسه بالحرمان والظلم والغبن.
وهذا يجعله يكوِّن اتجاهات عدائية نحو المجتمع، ويسهم فى ذلك العداء زيادة استفزاز وسائل الإعلام للفقير، وكذلك رسائل عرض السلع من خلال واجهات المحلات، التى يراها بمجرد السير فى الشارع، وهو لا يستطيع شراءها، كل هذا يزيد من حجم ضغط هذه الحاجات وإلحاحها.
فهو يرى الفيلات، بينما هو بحاجة فقط لغرفة تأويه، فيزيد الإحباط، وتزيد الاتجاهات العدائية، ويحس أحيانًا بالدونية، ولقد عالج الإسلام هذه المشكلات حين دعا إلى الإنفاق، وحث الغنى على البذل، وهو يعرف أن المال مال الله، وليس ماله، وهو مستخلف فيه، وأنه لا يمنُّ على الفقير حين يعطيه، بل يعطيه حقه الذى شرعه الله له، وهو بهذا لا يكون فى موقف المتعالى، بل يفرح لأنه يعطى ويحس أن الفقير صاحب فضل عليه، ومن هنا لا يشعر الفقير بالدونية، أو أنه شخص لا قيمة لحياته، بل يشعر بأهميته.
وقد أكد الإسلام على هذا الشعور حين فرض زكاة الفطر على كل إنسان يجد قوت يومه، فيشعر الفقير أنه شخص ذو حيثية، وأنه يد عليا قادرة على العطاء أيضًا، وليست يدًا دنيا تأخذ ولا تعطى، فترتفع بذلك معنوياته، وتنعكس فى زيادة إنتاجيته ومناعته ضد الانحراف، وفى ذلك قضاء على كل مشكلات المجتمع، بما فيها الحقد من الفقير على الغنى، الذى يشعر باحتياجه، لأنه لو زاد ماله سيزيد عطاؤه، وسيفرح الغنى بالفقير؛ لأن عطاءه له سبيله للجنة ولرضوان الله، وبالتالى سنعيش فى مجتمع متراحم متحاب.
خطورة الفقر على العقيدة:
حرص الإسلام على القضاء على الفقر بوصفه يمثل خطورة على العقيدة الدينية وعلى الأخلاق، وخطورة اجتماعية على المجتمع نفسه، هذا ما يشير إليه الأستاذ الدكتور نبيل السمالوطى - عميد كلية الدراسات الإنسانية - فذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذى يقرن فيه بين الاستعاذة من الكفر والفقر، فيقول: «اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر»، ويقول سيدنا على بن أبى طالب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، فلا يوجد فى السنة ما يثنى على الفقر، أو يحث عليه، فالفقر مرض فى الفكر الاجتماعى والإسلامى، وذلك لما للفقر من آثار سيئة على الفقراء وعلى المجتمع، أهمها:
- الحقد الاجتماعى الطبقى، وذلك لعدم إمكانية قطاع كبير من الناس إشباع حاجاتهم، فى حين توجد مجموعة أخرى فى رغدٍ من العيش، وهذا يولد صراع الطبقات، وإذا وجد الصراع انعدم الأمن.
- الرذيلة والانحراف بكل أشكاله فى سبيل الحصول على المال، فالأب يبيع أبناءه كما فى الهند، وقد يتاجر البعض بعرض أهله.
- الحيلولة دون بناء أسر جديدة، مما يهدم مؤسسة الأسرة، فتكاليف الزواج الباهظة تثنى الشباب عن الزواج، ولا يكن أمامهم من سبيل سوى المخدرات، أو الموت كمدًا أو الانتحار.
- كما يؤدى الفقر إلى تفكك الأسرة القائمة بسبب كثرة الخلافات لأجل المال لإشباع الاحتياجات الضرورية.
- كما أنه خطر على الأمن الاجتماعى بسبب ازدياد معدلات الجريمة.
وقد وضع الإسلام منهجًا كاملاً متكاملاً لعلاج تلك المشكلات الناجمة عن الفقر، فاقت أفكار الرأسمالية والاشتراكية القاصرة، والتى تصلح فى ناحية وتفسد فى أخرى، ومن هذه العلاجات: الزكاة، التى لو أخرجت بنسبة 5،2% لسدت احتياجات الفقراء والمساكين، كما فى آية الصدقات فى سورة البقرة، ومن آثار هذه الصدقات تدعيم الروابط الاجتماعية، كالأخوة الاجتماعية والإسلامية، وانعدام الحقد والحسد والغيرة.
يقول د. صلاح السرس - أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: إن مسألة الفقر والغنى من أولى المسائل التى اهتم بها الدين الإسلامى، فقد كان الفقراء من السابقين إلى اتباع الرسول، والتاريخ الإسلامى شاهد على هذه المقولة فى الروايات المتواترة.
وقد كان الوضع الطبقى فى المجتمع الجاهلى جامدًا لا حراك فيه، فالعبد لا أمل له فى أن يتحرر، والفقير ليس لديه تطلعات، ومن يسيطر على اقتصاد المجتمع أشخاص معددون، إذن كانت الأوضاع ثابتة، ولم توجد وسائل للتعرف على أساليب حياة كل طبقة لأنها تدور فى فلك نفسها: طبقة السادة وطبقة العبيد.
أما الآن فمن خلال وسائل الإعلام المتاحة للجميع، ومشاهدات الحياة اليومية صار الفقير يعلم تمامًا كيف يعيش الغنى فى بذخ وإسراف فى الأفراح والولائم، مما يدعم إحساسه بالحرمان والظلم والغبن.
وهذا يجعله يكوِّن اتجاهات عدائية نحو المجتمع، ويسهم فى ذلك العداء زيادة استفزاز وسائل الإعلام للفقير، وكذلك رسائل عرض السلع من خلال واجهات المحلات، التى يراها بمجرد السير فى الشارع، وهو لا يستطيع شراءها، كل هذا يزيد من حجم ضغط هذه الحاجات وإلحاحها.
فهو يرى الفيلات، بينما هو بحاجة فقط لغرفة تأويه، فيزيد الإحباط، وتزيد الاتجاهات العدائية، ويحس أحيانًا بالدونية، ولقد عالج الإسلام هذه المشكلات حين دعا إلى الإنفاق، وحث الغنى على البذل، وهو يعرف أن المال مال الله، وليس ماله، وهو مستخلف فيه، وأنه لا يمنُّ على الفقير حين يعطيه، بل يعطيه حقه الذى شرعه الله له، وهو بهذا لا يكون فى موقف المتعالى، بل يفرح لأنه يعطى ويحس أن الفقير صاحب فضل عليه، ومن هنا لا يشعر الفقير بالدونية، أو أنه شخص لا قيمة لحياته، بل يشعر بأهميته.
وقد أكد الإسلام على هذا الشعور حين فرض زكاة الفطر على كل إنسان يجد قوت يومه، فيشعر الفقير أنه شخص ذو حيثية، وأنه يد عليا قادرة على العطاء أيضًا، وليست يدًا دنيا تأخذ ولا تعطى، فترتفع بذلك معنوياته، وتنعكس فى زيادة إنتاجيته ومناعته ضد الانحراف، وفى ذلك قضاء على كل مشكلات المجتمع، بما فيها الحقد من الفقير على الغنى، الذى يشعر باحتياجه، لأنه لو زاد ماله سيزيد عطاؤه، وسيفرح الغنى بالفقير؛ لأن عطاءه له سبيله للجنة ولرضوان الله، وبالتالى سنعيش فى مجتمع متراحم متحاب.
خطورة الفقر على العقيدة:
حرص الإسلام على القضاء على الفقر بوصفه يمثل خطورة على العقيدة الدينية وعلى الأخلاق، وخطورة اجتماعية على المجتمع نفسه، هذا ما يشير إليه الأستاذ الدكتور نبيل السمالوطى - عميد كلية الدراسات الإنسانية - فذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذى يقرن فيه بين الاستعاذة من الكفر والفقر، فيقول: «اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر»، ويقول سيدنا على بن أبى طالب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»، فلا يوجد فى السنة ما يثنى على الفقر، أو يحث عليه، فالفقر مرض فى الفكر الاجتماعى والإسلامى، وذلك لما للفقر من آثار سيئة على الفقراء وعلى المجتمع، أهمها:
- الحقد الاجتماعى الطبقى، وذلك لعدم إمكانية قطاع كبير من الناس إشباع حاجاتهم، فى حين توجد مجموعة أخرى فى رغدٍ من العيش، وهذا يولد صراع الطبقات، وإذا وجد الصراع انعدم الأمن.
- الرذيلة والانحراف بكل أشكاله فى سبيل الحصول على المال، فالأب يبيع أبناءه كما فى الهند، وقد يتاجر البعض بعرض أهله.
- الحيلولة دون بناء أسر جديدة، مما يهدم مؤسسة الأسرة، فتكاليف الزواج الباهظة تثنى الشباب عن الزواج، ولا يكن أمامهم من سبيل سوى المخدرات، أو الموت كمدًا أو الانتحار.
- كما يؤدى الفقر إلى تفكك الأسرة القائمة بسبب كثرة الخلافات لأجل المال لإشباع الاحتياجات الضرورية.
- كما أنه خطر على الأمن الاجتماعى بسبب ازدياد معدلات الجريمة.
وقد وضع الإسلام منهجًا كاملاً متكاملاً لعلاج تلك المشكلات الناجمة عن الفقر، فاقت أفكار الرأسمالية والاشتراكية القاصرة، والتى تصلح فى ناحية وتفسد فى أخرى، ومن هذه العلاجات: الزكاة، التى لو أخرجت بنسبة 5،2% لسدت احتياجات الفقراء والمساكين، كما فى آية الصدقات فى سورة البقرة، ومن آثار هذه الصدقات تدعيم الروابط الاجتماعية، كالأخوة الاجتماعية والإسلامية، وانعدام الحقد والحسد والغيرة.