تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من موانع محبة الله للعبد (قطيعة الأرحام)


♡ Šąɱąя ♡
07-07-2022, 09:17 PM
فعن قتادة عن رجلٍ من خثعم قال قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أبغضُ إلى الله؟ قال: "الإشراك بالله"، قال قلت: يا رسول الله! ثم مه؟ قال: "ثم قطيعة الرحم" الحديث[1].

معنى الرحم:
الرُّحْمُ - بالضم - والرُّحُم - بضمتين - وقال أبو إسحق في قوله تعالى ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْماً ﴾ [الكهف: 81]؛ أي أقرب عطفا وأمس بالقرابة، وهو مثل عُسْر وعُسُر، والفعل من كلها: رَحِمَ كعَلِم، والرَّحِم رحم الأنثى، وهي مؤنثة، ومن المجاز الرحم: القرابة، تجمع بني أبٍ، وبينهما رحم أي قرابة قريبة، الرحم: أصلها وأسبابها، والرحم أسباب القرابة وأصلها الرحم التي هي منبت الولد، وهي الرحم، هي علاقة القرابة وسببها[2].

وذو الرحم هم الأقاربُ، ويقعُ على كُلّ من يجمع بَيْنك وبينه نَسَب، ويُطْلق في الفَرائِض على الأقارب من جهة النِّساء.. يقال: ذُو رَحِمٍ مَحْرم ومُحَرَّم، وَهُم من لا يَحلُّ نِكاحُه؛ كالأمّ والبنت والأخت والعمة والخالة[3]. وجمع رحم: أرحام، لا يكسر على غير ذلك[4].

قطيعة الرحم:
فقد رتب هذا الحديث الثلاثة الأُوَل من موانع حصول محبة الله تعالى للعباد، وثنَّى بقطيعة الرحم بعد الكفر والشرك مباشرةً، كما رتَّب أسباب تحصيل محبة الله تعالى الثلاثة الأول، وثنى بصلة الرحم بعد الإيمان بالله تعالى. وقد كان من منهجنا في هذا الكتاب أن نقدِّم ما جاء فيه نص من القرآن على ما جاءت به نصوص السنة؛ لكن ما دمنا -كأهل سنة- نعتبر السنة المشرّفة هي الوحي الثاني، وما دام الحديث قد صحَّ، فإنه يجب اتباع السنة في ترتيب موانع حصول محبّة الله تعالى عبادَه وأسباب تحصيلها، خاصة وأن القرآن لم يرتب لا هذه ولا تلك، بل إن القرآن رتب الصلة بعد الإيمان والإحسان إلى الوالدين في غير ما موضع، والضدّ بالضد.. قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]؛ فجعل الله تعالى الرحم ملازمةً لتقواه سبحانه، وقال - عز وجل -: ﴿ وَاعْبُدُوا الله وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى ﴾ [النساء: 36]؛ فجعلها سبحانه تاليةً لعبادته تعالى والإحسان إلى الوالدين.

ومع أن القرآن لم يصرِّح بأن قطيعة الأرحام مانعٌ من حصول محبّة الله تعالى لعبادِه، ولا بأن صلتها سببٌ لتحصيلها، فإنه حضَّ على الصلة - كما سيأتي في الباب الثالث إن شاء الله - ونفَّر من القطيعة.. قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1].. قال الطبري: بمعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها؛ لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكنيٍّ في حال الخفض إلا في ضرورة شعرٍ على ما قد وصفت قبلُ[5]، وقال - عز وجل -: ﴿ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ الله ﴾ [الأنفال: 75، والأحزاب: 6].. فبين الله تعالى أن القرابة أولى من الحلف فتركت الوارثة بالحلف وورثوا بالقرابة[6].


وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة قاطع"[7]؛ أي قاطع رحم، والمراد به هنا من استحل القطيعة، أو أي قاطع والمراد لا يدخلها قبل أن يحاسب ويعاقب على قطيعته، وقطع الرحم هو ترك الصلة والإحسان والبر بالأقارب[8]، وعن أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاقرؤوا إن شئتم ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾[9]، وعن عبد الرحمن بن عوف - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله تعالى: أنا الرحمن وهي الرحم، شققتُ لها اسمًا من اسمي من وصلها وصلته ومن قطعها بتَتُّه"[10].

وإذًا فالرحم مشتقة من اسم الله الرحمن، وقد توعَّد - سبحانه وتعالى - من قطعها بقطعه، وهو - سبحانه وتعالى - لا يقطع إلا من يبغضه.

هذا، وقد شاع في زماننا هذا قطع الأرحام تحت ذرائع عدَّة منها على سبيل المثال:
1- الانشغال بالعمل، الذي لا يعدو كونه من أجل كسب المعاش الدنيوي، فانظر كيف يبيع الخاسرُ النفيسَ بالرخيص؛ فيمنعه تحصيل الرزق المكفول له من تحصيل محبة العزيز الكريم سبحانه؟!.

2- اعتبار البعض أن وقت زيارة الأقارب ضائعٌ فيما لا طائل من ورائه.

3- خشية البعض من صدود أقاربه له إذا ما وصلهم، وتأتي في ذلك جملة تأويلات فاسدة لكلامهم وسلوكياتهم معه، فيجلس وكأنه حسيبٌ رقيب يحصي كل حركةٍ ويأوّل كل كلمة، وكأنه يتلمَّس سببًا يتكئ عليه ليقطع رحمه.

4- خشية البعض أن يطلب بعض أرحامه شيئًا منه، فيقطعهم لذلك.

5- اعتقاد البعض، وخاصةً النساء، أن أرحامهم يحسدونهم، وربما يكون هذا محض ادعاء لتسويغ القطيعة.

وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "من سرَّه أن يُبسَط له في رزقه أو يُنسَأ له في أثرِه فليصل رحِمَه"[11] خير إبطالٍ لهذا القياس الفاسد؛ فقد أناط الشرع بصلة الرحم كلاًّ من: بسط الرزق ردًّا على المنشغلين بالعمل الدنيوي عن الصلة، وكذا على مدعي حسد ذوي قرباهم لهم. وتأخير العمر ردًّا على مدعي ضياع وقته في الصلة.

خلاصة هذا السبب:
أن من موانع حصول محبّة العلي الكبير سبحانه قطيعة الأرحام؛ بل هي في المرتبة الثانية بعد الكفر بالله تعالى، والعكس بالعكس كما سيأتي إن شاء الله.

мя Зάмояч
07-07-2022, 09:47 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

♥мs.мooη♥
07-07-2022, 10:24 PM
سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري

الحقوقي فيصل
07-08-2022, 01:43 AM
كل الشكر وبارك الله فيك
أسطُر مليئة بِ الأحرف الذهبية
سلمت الأيادي ويعطيك ألعافية :861:

شيخة الزين
07-08-2022, 06:08 AM
جزاك الله خير على طرحك القيم
وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيمه

اميرة الصمت
07-08-2022, 08:52 AM
جزاك الله كل خير
سلمت الايادي لطرحك القيم
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد

غـُـلايےّ
07-08-2022, 10:59 AM
سلمت كفوفك لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك،

غـُـلايےّ
07-08-2022, 11:04 AM
سلمت كفوفك لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك،

بنت الشام
07-08-2022, 11:53 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

Şøķåŕą
07-08-2022, 12:01 PM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

الحقوقي فيصل
07-08-2022, 05:21 PM
جزاكم المولى خير الجزاء
وجعله في ميزان أعمالك



يعطيك العافية

ابو الملكات
07-09-2022, 07:11 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

- سمَـا.
07-09-2022, 10:41 AM
-












بارك الله فيك
وجزاك عنا كل خير
تقديري.

♔ قمر بغداد ♔
07-09-2022, 01:36 PM
تِسَلّمْ الأيَادِيْ ,، :105:

خالد الشاعر
07-09-2022, 03:42 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:21 AM
عموري:em14:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
سكره:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
قمر:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
مس:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
سما:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
فيصل:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
ابو:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
بنت:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:22 AM
خالد:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:23 AM
شيخه:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:23 AM
غلاي:23:

♡ Šąɱąя ♡
07-12-2022, 07:23 AM
همس:23:

خاطري آضمـڪ
07-12-2022, 01:58 PM
جزاك اللهُ خير الجزاء..
جعل يومگ نورا وسرورا
وجبالا من الحسنات تعانقها بُحورا
جعلها آلله في ميزان آعمآلَگ
دام لَنآ عطائك

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
07-14-2022, 04:57 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

♡ Šąɱąя ♡
07-14-2022, 07:14 PM
خاطري:x1:

♡ Šąɱąя ♡
07-14-2022, 07:14 PM
روحي:x11:

إِيزآبَيل♡
09-25-2022, 02:48 AM
_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.

Şøķåŕą
12-04-2022, 07:23 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل
12-13-2022, 07:33 PM
جزاك الله خير الجزاء
واثابك الجنة و نعيمها

Şøķåŕą
03-27-2023, 03:50 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
03-27-2023, 03:50 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.