- سمَـا.
07-04-2022, 04:00 PM
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (23)
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾
آيةٌ جَلِيلةٌ عَجِيبةٌ، ليسَ فيها إلا أمْرينِ اثنين، لكِنَّها شمِلت الدِّينَ كُلَّهُ.. فالاستقامَةُ ضِدَّ الطُغيانِ، والطُغيَانُ هو مجاوزَةُ الحدِّ..
وذلكَ يشْمَلُ المفَاسِدَ كُلَّهَا، فكانت الآيَةُ جَامِعَةً مَانِعَةً في جَلبِ المصَالحِ ودَرءِ المفَاسِدِ، قال الحسنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ:
"جعَلَ اللهُ الدِّينَ بين نهيينِ: بين قولِهِ تعالى: ﴿ وَلاَ تَطْغَوا ﴾، وقولِهِ تعالى: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوا ﴾..
تأمَّلْ: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. ﴾ .. فالاستقَامَةُ تتضَمَّنُ عَدَمَ إتِّباعِ الهوَى، قالَ جلَّ وعلا:
﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ﴾ [الشورى: 15]..
تأمَّلْ أيضاً: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. ﴾.. فقد قرَنَ جلَّ وعلا الاستِقَامَةَ بالاستِغفَارِ، فقال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6]
حيثُ أنّ الاستِقَامَةَ لا تَخلُو مِنْ الخطأِ والتَقصِيرِ..
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ.. ﴾ [هود: 112]، قالَ ابن عباسٍ رضي اللهُ عنهُما:
(مَا نَزَلَت على رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في جميعِ القرآنِ آيةٌ كانت أشَدَّ ولا أشَقّ عليهِ من هذه الآيةِ)
ولذلك قال عليهِ السلامُ لأصْحَابِهِ حِينَ قالوا: قد أسرَعَ إليكَ الشيبُ يا رسولَ اللهِ! فقالَ: "شيَّبَتنِي هُودٌ وأخَواتُها"..
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾..
فأعظَمُ الكرامةِ لزومُ الاستِقَامَة، والاستِقَامَةُ دَليلُ اليقين وبرهانُ إحسانِ الظَنِّ بِربِّ العالمين..
وجَزائُها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ
فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14]..
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين..
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾
آيةٌ جَلِيلةٌ عَجِيبةٌ، ليسَ فيها إلا أمْرينِ اثنين، لكِنَّها شمِلت الدِّينَ كُلَّهُ.. فالاستقامَةُ ضِدَّ الطُغيانِ، والطُغيَانُ هو مجاوزَةُ الحدِّ..
وذلكَ يشْمَلُ المفَاسِدَ كُلَّهَا، فكانت الآيَةُ جَامِعَةً مَانِعَةً في جَلبِ المصَالحِ ودَرءِ المفَاسِدِ، قال الحسنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ:
"جعَلَ اللهُ الدِّينَ بين نهيينِ: بين قولِهِ تعالى: ﴿ وَلاَ تَطْغَوا ﴾، وقولِهِ تعالى: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوا ﴾..
تأمَّلْ: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. ﴾ .. فالاستقَامَةُ تتضَمَّنُ عَدَمَ إتِّباعِ الهوَى، قالَ جلَّ وعلا:
﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ﴾ [الشورى: 15]..
تأمَّلْ أيضاً: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.. ﴾.. فقد قرَنَ جلَّ وعلا الاستِقَامَةَ بالاستِغفَارِ، فقال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6]
حيثُ أنّ الاستِقَامَةَ لا تَخلُو مِنْ الخطأِ والتَقصِيرِ..
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ.. ﴾ [هود: 112]، قالَ ابن عباسٍ رضي اللهُ عنهُما:
(مَا نَزَلَت على رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في جميعِ القرآنِ آيةٌ كانت أشَدَّ ولا أشَقّ عليهِ من هذه الآيةِ)
ولذلك قال عليهِ السلامُ لأصْحَابِهِ حِينَ قالوا: قد أسرَعَ إليكَ الشيبُ يا رسولَ اللهِ! فقالَ: "شيَّبَتنِي هُودٌ وأخَواتُها"..
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾..
فأعظَمُ الكرامةِ لزومُ الاستِقَامَة، والاستِقَامَةُ دَليلُ اليقين وبرهانُ إحسانِ الظَنِّ بِربِّ العالمين..
وجَزائُها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ
فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14]..
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين..
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.