- سمَـا.
07-01-2022, 12:17 PM
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (24)
﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ﴾
هكذا هو الإيمانُ حِينما يَتغلْغلُ في النُّفوسِ، ويَصِلُ إلى سُويداءِ القُلوبِ، فيفعلُ فيها الأعاجِيبَ..
وإنْ أردتَ دَلِيلًا فتأمَّلْ في قِصةِ سَحرةِ فِرْعَونَ عليهم رحمةُ اللهِ..
إنَّهم مجموعَةٌ من النَّاسِ (العَادِيينَ) ينَشُدُونَ المالَ والغِنّى.. ﴿ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾ [الشعراء: 41]
قالّ نعَم، وزادَهُم: ﴿ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [الشعراء: 42]، فاقسَموا ﴿ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الشعراء: 44]..
لكِنَّهُم وفي لحظَةٍ عَجيبةٍ تَغيَروا وتحوَّلَ مَوقِفُهُم إلى النقِيضِ تمامًَا، تَحوَّلوا مِنْ الكُفرِ إلى الإسلامِ، ومِنْ الضَّلالِ إلى الهُدى..
هَدَّدَهُم فِرعونُ بالصَلْبِ والتَّقطِيعِ، ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72]..
فما الذي غيَّرهُم هذا التغيُرَ العَجِيبَ، وجَعَلهُم لا يأبَهُونَ بذلك التَّهدِيدِ الرَّهِيبِ..
والجوابُ: ﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا.. ﴾ [طه: 73].. إنَّهُ الإيمانُ إذنْ..
الإيمانُ: هو الذي يُغيِّرُ النُّفوسَ تَغيِيرًا جَذريًا.. فيُصبُحُ الإنسانُ بعدَهُ مُختلِفًا كُليًا..
تَتغيَّرُ أفكارُهُ وقَناعَاتُهُ.. وتَتغيرُ أهدافُهُ وتَطلُعَاتُهُ، وتَتغيرُ أخْلاقُهُ وتَصرُفَاتُهُ..
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ
بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]..
فيَا مَنْ تُريدُ الحياةَ الطَيبَةِ، ويا مَنْ تَنشُدُ سَعادةَ الدُّنيا والآخِرةِ، تعَاهَد إيمانك..
فـ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]..
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين.
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.
﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ﴾
هكذا هو الإيمانُ حِينما يَتغلْغلُ في النُّفوسِ، ويَصِلُ إلى سُويداءِ القُلوبِ، فيفعلُ فيها الأعاجِيبَ..
وإنْ أردتَ دَلِيلًا فتأمَّلْ في قِصةِ سَحرةِ فِرْعَونَ عليهم رحمةُ اللهِ..
إنَّهم مجموعَةٌ من النَّاسِ (العَادِيينَ) ينَشُدُونَ المالَ والغِنّى.. ﴿ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾ [الشعراء: 41]
قالّ نعَم، وزادَهُم: ﴿ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [الشعراء: 42]، فاقسَموا ﴿ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الشعراء: 44]..
لكِنَّهُم وفي لحظَةٍ عَجيبةٍ تَغيَروا وتحوَّلَ مَوقِفُهُم إلى النقِيضِ تمامًَا، تَحوَّلوا مِنْ الكُفرِ إلى الإسلامِ، ومِنْ الضَّلالِ إلى الهُدى..
هَدَّدَهُم فِرعونُ بالصَلْبِ والتَّقطِيعِ، ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72]..
فما الذي غيَّرهُم هذا التغيُرَ العَجِيبَ، وجَعَلهُم لا يأبَهُونَ بذلك التَّهدِيدِ الرَّهِيبِ..
والجوابُ: ﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا.. ﴾ [طه: 73].. إنَّهُ الإيمانُ إذنْ..
الإيمانُ: هو الذي يُغيِّرُ النُّفوسَ تَغيِيرًا جَذريًا.. فيُصبُحُ الإنسانُ بعدَهُ مُختلِفًا كُليًا..
تَتغيَّرُ أفكارُهُ وقَناعَاتُهُ.. وتَتغيرُ أهدافُهُ وتَطلُعَاتُهُ، وتَتغيرُ أخْلاقُهُ وتَصرُفَاتُهُ..
﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ
بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]..
فيَا مَنْ تُريدُ الحياةَ الطَيبَةِ، ويا مَنْ تَنشُدُ سَعادةَ الدُّنيا والآخِرةِ، تعَاهَد إيمانك..
فـ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]..
اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين.
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.