المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث: أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟


- سمَـا.
06-28-2022, 01:39 PM
وعَنْ أَبِي ذَر رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ، يَوْما: "أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هذِهِ الشَّمْسُ؟" قَالُوا: اللّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قَالَ: "إِنَّ هذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَىٰ مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً. فَلاَ تَزَالُ كَذٰلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ.
فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً. وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا:
ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ. فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا. ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ، تَحْتَ الْعَرْشِ.
فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي، أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ. فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا". فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟
ذَلِكَ حِينَ ﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾.
وفي رواية: قال أبو ذَرَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ قَالَ: "مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ".
ترجمة راوي الحديث:
أبو ذر رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثاني والأربعين من كتاب الإيمان.
ثانياً: تخريج الحديث:
أخرجه مسلم، حديث (159)، وأخرجه البخاري في " كتاب بدء الخلق " " باب صفة الشمس والقمر " حديث (3199)
وأخرجه أبو داود في " كتاب الحروف والقراءات " " في الباب الأول، حديث (4002)، وأخرجه الترمذي في " كتاب الفتن "
" باب ما جاء في طلوع الشمس من مغربها" حديث(3227).
شرح ألفاظ الحديث:
• (إِنَّ هذِهِ): أي الشمس.
• (تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَىٰ مُسْتَقَرِّهَا): ذكر ابن كثير رحمه الله أن المراد بمستقر الشمس إما أن يكون المستقر أو الزمان فقال:
" المراد بقوله " لمُسْتَقَرِّهَا " هو انتهاء سيرها وهو غاية ارتفاعها في السماء في الصيف وهو أوجها، ثم غاية انخفاضها في الشتاء وهو الحضيض
والقول الثاني: إن المراد بمستقرها هو: منتهى سيرها وهو يوم القيامة يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور
وينتهي هذا العالم إلى غايته، وهذا هو مستقرها الزماني" [تفسير ابن كثير (6 /577)].
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على إثبات سجود الشمس لله تعالى وأن سجودها تحت العرش، وسجودها مما دل عليه الكتاب والسنة
فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾[الحج:18].
ومن السنة حديث الباب، والسجود ليس خاصاً بالشمس من الآيات الكونية بل دلت الآية السابقة على غيرها بل كل شيء يسجد لله تعالى
قال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [الرعد:15]، قال سبحانه:
﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل:49]، وحديث الباب دليل أيضاً على جريان الشمس
لقوله صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هٰذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَىٰ مُسْتَقَرِّهَا" ودل الكتاب أيضاً على هذا قال تعالى﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرَ لَهَا ﴾.
فإن قيل: هذه الشمس إن غربت عنا طلعت على غيرنا فهي دائماً في غروب وطلوع، فكيف تسجد؟
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:
" الواجب علينا أن نؤمن بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وألا نقول كيف؟ ولا نقول لِمَ؟ نقول الله أعلم، وجائز أن تكون دائماً في سجود
كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾ [الحج: 18]
جائز أن تكون دائماً في سجود، وما المانع من ذلك إذا كانت الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فلا غرابة أن تكون الشمس دائماً في سجود
أو يقال إنها تسجد إذا غابت عن هذه المنطقة من الأرض التي تحدث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، وأما سجودها إذا غابت
عن بقية الأراضي فالله أعلم، وبهذا تتخلص من هذا الإشكال الذي طعن فيه العقلاء أو العقلانيون" [شرح البخاري (10 /394)].
وعلى العبد ألا يقيس قدرة الله تعالى على عقله القاصر، ولاسيما الأمور الغيبية فالعبد عليه التسليم والإيمان، وإدراك أن تصوره
قاصر أمام قدرة الله تعالى الكاملة، وهذا الإشكال لم يسأل عنه الصحابة -رضي الله عنهم- الذين عاصروا زمن الرسالة، ولا من اقتفى أثرهم من السلف
الصالح رحمهم الله؛ لأنهم جمعوا في عقيدتهم الإيمان والتسليم ولنا فيهم أسوة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
الفائدة الثانية: الحديث دليل على إثبات عرش الله تعالى، وهو مخلوق عظيم له قوائم تحمله الملائكة، وهو أعظم المخلوقات وهو سقف
العالم فهو سقف المخلوقات، وصفه الله تعالى بأنه عرش عظيم وكريم وأن له حملة عددهم ثمانية، وفي العرش مباحث ستأتي في مظانها بإذن الله تعالى.
الفائدة الثالثة: الحديث دليل على أن طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة وحينئذ لا ينفع نفس إيمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، وتقدم الكلام على هذه العلامة الكبرى.
الفائدة الرابعة: الحديث دليل على عظيم قدرة الله تعالى، وبيان جانب من جوانب عظمته في مخلوق من مخلوقاته وهو الشمس.
الفائدة الخامسة: الحديث فيه علم من أعلام النبوة حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من المغيبات
مما لا يمكن أن يعلمه إلا نبي بوحي من الله تعالى.

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)
_ الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح.

♡ Šąɱąя ♡
06-28-2022, 03:52 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

:kf1::f15::kf1:

روحي تبيك
06-28-2022, 04:36 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

мя Зάмояч
06-28-2022, 10:12 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

♔ قمر بغداد ♔
06-29-2022, 12:52 AM
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ

،؛

الــوافــي
06-29-2022, 08:21 AM
*,

جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك

*,

- سمَـا.
06-29-2022, 10:03 AM
-














عمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
06-29-2022, 10:03 AM
-














قمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
06-29-2022, 10:03 AM
-














سمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
06-29-2022, 10:03 AM
-














أمير
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
06-29-2022, 10:03 AM
-














الوافي
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

Şøķåŕą
06-29-2022, 11:19 AM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

- سمَـا.
06-29-2022, 11:39 AM
-
















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

رحيل
06-29-2022, 06:56 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمت

خالد الشاعر
06-30-2022, 11:29 AM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

- سمَـا.
06-30-2022, 12:49 PM
-













غرام
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
06-30-2022, 12:49 PM
-













خالد
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

خالد الشاعر
06-30-2022, 03:26 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

- سمَـا.
06-30-2022, 04:07 PM
-














إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

Şøķåŕą
05-14-2023, 10:44 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

☆Šømă☆
08-29-2023, 01:11 PM
جزاك الله خير
شكرا لك

Şøķåŕą
09-17-2023, 01:52 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير