- سمَـا.
06-25-2022, 11:09 AM
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (50)
﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28، 30]
عبارةٌ مُذْهِلَةٌ مُروعِةٌ، تكرَّرَتْ مَرتَينِ في سِياقٍ واحِدٍ، وقد كانت كَافِيةً لو أنَّها ذُكِرَتْ مَرةً واحِدةً؛ حيثُ لم يَرِدْ في القرآنِ
كُلِّهِ تحذِيرٌ مِثلُهَا، فهو تحذيرٌ مُباشرٌ من الملِكِ العزيزِ القَهْارِ، لعبَادِهِ المؤمِنينَ، يحذِّرَهُم نَفسَهُ العَليِّة، ويُنذِّرَهُم
عُقوباتِهِ القَويِّةِ، والعَاقِلُ إذا حُذِّرَ ممن يَقْدِرُ عليهِ احْتذَرَ، وأخذَ بأسبابِ السَّلامَةِ وانْزَجَرَ.
﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]، فالمؤمنُ يُوقِنُ أنَّهُ راجِعٌ إلى ربِّهِ ومَولاهُ، وأنَّهُ سيجِدُ أمَامهُ كلَّ ما اجْتَرحَتهُ يَدَاهُ
مُسجَلًا في كتابٍ لا يُغادِرُ فَتِيلًا ولا قِطْمِيرًا إلا أحْصَاهُ.. ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14].
﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].. رأفَ بِنَا فحَذَّرَنا، وكرَّرَ التحذِيرَ وأنْذَرنا، وقالَ في مَوضِعٍ آخَرَ
يُذكِّرُنا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].
ولمن يَستثني نَفْسَهُ من هذهِ التحذيراتِ، ويُحاولُ التَّسَلُّلَ خُفْيَةً خَلْفَ الشَّهوات، ظنًا مِنهُ أنَّهُ سيَسْلّمُ، أو أنَّهُ يجوزُ لهُ مَا لا يجوزُ لِغَيرهِ..
تأملْ ماذا يَقُولُ اللهُ بشأنِهِ: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ
لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
وفي المقَابِلِ يَمدَحُ اللهُ الحذِيرِينَ، الآخِذِينَ بأسبَابِ النَّجاةِ والسَّلامَةِ، فيقولُ تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].
اللهم فَقِّهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين!.
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.
﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28، 30]
عبارةٌ مُذْهِلَةٌ مُروعِةٌ، تكرَّرَتْ مَرتَينِ في سِياقٍ واحِدٍ، وقد كانت كَافِيةً لو أنَّها ذُكِرَتْ مَرةً واحِدةً؛ حيثُ لم يَرِدْ في القرآنِ
كُلِّهِ تحذِيرٌ مِثلُهَا، فهو تحذيرٌ مُباشرٌ من الملِكِ العزيزِ القَهْارِ، لعبَادِهِ المؤمِنينَ، يحذِّرَهُم نَفسَهُ العَليِّة، ويُنذِّرَهُم
عُقوباتِهِ القَويِّةِ، والعَاقِلُ إذا حُذِّرَ ممن يَقْدِرُ عليهِ احْتذَرَ، وأخذَ بأسبابِ السَّلامَةِ وانْزَجَرَ.
﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]، فالمؤمنُ يُوقِنُ أنَّهُ راجِعٌ إلى ربِّهِ ومَولاهُ، وأنَّهُ سيجِدُ أمَامهُ كلَّ ما اجْتَرحَتهُ يَدَاهُ
مُسجَلًا في كتابٍ لا يُغادِرُ فَتِيلًا ولا قِطْمِيرًا إلا أحْصَاهُ.. ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14].
﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].. رأفَ بِنَا فحَذَّرَنا، وكرَّرَ التحذِيرَ وأنْذَرنا، وقالَ في مَوضِعٍ آخَرَ
يُذكِّرُنا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].
ولمن يَستثني نَفْسَهُ من هذهِ التحذيراتِ، ويُحاولُ التَّسَلُّلَ خُفْيَةً خَلْفَ الشَّهوات، ظنًا مِنهُ أنَّهُ سيَسْلّمُ، أو أنَّهُ يجوزُ لهُ مَا لا يجوزُ لِغَيرهِ..
تأملْ ماذا يَقُولُ اللهُ بشأنِهِ: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ
لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
وفي المقَابِلِ يَمدَحُ اللهُ الحذِيرِينَ، الآخِذِينَ بأسبَابِ النَّجاةِ والسَّلامَةِ، فيقولُ تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].
اللهم فَقِّهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين!.
_ الشيخ عبدالله محمد الطوالة.