المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبرياء الله وعظمته


- سمَـا.
06-25-2022, 10:58 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فإن مما يزيد الإيمان في قلب المسلم، ويجعله يتذوق حلاوة الإيمان، ويقوي صلته بالله، أن يتفقهَ
في معاني أسماء الله وصفاته، فربنا جل جلاله له الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ قال تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، ومن أسماء الله الثابتة له:
الكبير، والعظيم؛ قال عز وجل: ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12]، وقال سبحانه:
﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، فالله جل جلاله هو: الكبير العظيم، المتفرد بالكبرياء
والعظمة؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "له الكبرياء نعتًا، والعظمة وصفًا...
الوصفان اللذان لا يُقدر قدرهما، ولا يبلغ العباد كنههما".
لقد تفرد جل جلاله بالكبرياء والعظمة، فمن نازعه فيهما قصمه وعذبه؛ قال الله سبحانه وتعالى
في الحديث القدسي: ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني شيئًا منها عذبته))؛ [أخرجه مسلم]
قال الإمام النووي رحمه الله: "ومعنى ينازعني: يتخلق بذلك، فيصير بمعنى المشارك، وهذا وعيد شديد".
فالواجب على العباد جميعًا أن يعظموا الله حق تعظيمه؛ قال عز وجل: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: عظمة، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك، وقال ابن عباس:
لا تعظمون الله حق عظمته؛ أي: لا تخافون من بأسه ونقمته".
إن من تعظيم الله جل جلاله عدم إشراك غيره معه في عبادته؛ لأنه هو المستحق للعبادة وحده
فمن سوى به غيره وأشركه في عبادته، فما عظمه حق تعظيمه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: ما قدر المشركون الله حق قدره حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم
الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قدره وقدرته".
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما السماواتُ السبع والأرضون السبع في كفِّ الرحمن
إلا كخردلة في يدِ أحدكم"؛ قال العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله: "هذا يدل على عظمة الله".
ومن تعظيم الله جل جلاله كما ذكر العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "أن يُطاع فلا يُعصى
ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر... وأن يُخضع لأوامره وما شرعه وحكم به، وألَّا يعترض على شيء
من مخلوقاته، أو على من شرعه، وتعظيم ما عظمه واحترمه من زمان ومكان، وأشخاص وأعمال".
ومن تعظيمه ألَّا يعظم أحد من الخلق مهما عظم وكبر كما يُعظم الله جل جلاله.
ومن تعظيمه استحضار أنه سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ذاتًا وقدرًا وعزةً وجلالة
وأنه أكبر من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله.
وعلى قدر معرفة العبد بالله عز وجل يكون تعظيمه له؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
"فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمًا وإجلالًا".
وأولياء الله هم أعرف بالله جل جلاله وأشد الناس تعظيمًا له، قد ملئت قلوبهم من عظمته؛ قال العلامة
عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "له التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد مُلئت
قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه".
فأولياء الله إذا شاهدوا آيات الله في خلقه، زادهم ذلك تعظيمًا لله في قلوبهم؛ قال الإمام ابن الجوزي
رحمه الله: "سرنا على طريق خيبر، فرأيت من الجبال الهائلة والطرق العجيبة ما أذهلني، وزادت عظمة
الخالق عز وجل في صدري، فصار يعرض لي عند ذكر تلك الطرق نوع تعظيم لا أجده عند ذكر غيرها
فصحت بالنفس: ويحكِ، اعبري إلى البحر، وانظري إليه وإلى عجائبه بعين الفكر
تُشاهدي أهوالًا هي أعظم من هذه".
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "في خلق السماوات والأرض آيات، والذي يطَّلع
على ما صوَّره العلماء من هذه الآيات العظيمة، يتبيَّن له عظمة الله عز وجل في هذا الخلق".
إن من عظَّم الله حق تعظيمه، فإن ذلك سيكون له حاجزًا من الوقوع في معصيته، ودافعًا له على مجاهدة
النفس في القيام بطاعته، وكما قيل: لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لَما عصوه.
اللهم املأ قلوبنا من تعظيمك وإجلالك، ومحبتك وخشيتك والشوق إليك.

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

غـُـلايےّ
06-25-2022, 11:00 AM
*,

جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة
ولا حرمنا عطائك
ودي ..

الحقوقي فيصل
06-25-2022, 11:03 AM
جل جلاله


شكراً للإنتقاء الثري



يعطيك الف عافية :861:

⦁.Σнѕαѕ.☘
06-25-2022, 12:00 PM
يسلموا الايادي


ودي

خالد الشاعر
06-25-2022, 12:08 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

بنت الشام
06-25-2022, 01:41 PM
طرح رائع بـِ روعتك
يعطيك العافية على الانتقاء الأميز
في انتظار مزيدك
تحيتي والياسمين ..!

♡ Šąɱąя ♡
06-25-2022, 03:46 PM
جزاك الله خيراا :tr-2:

الدكتور على حسن
06-25-2022, 04:55 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
06-25-2022, 07:50 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

اميرة الصمت
06-25-2022, 08:53 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

سمارا
06-25-2022, 10:41 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

ابو الملكات
06-26-2022, 05:23 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

نور القمر
06-26-2022, 08:48 AM
سلمت يداك على روعة الطرح
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل الباري لك سعادة دائمة

Şøķåŕą
06-26-2022, 11:09 AM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

- سمَـا.
06-26-2022, 02:58 PM
-














إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد.

روحي تبيك
06-28-2022, 11:08 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

- سمَـا.
06-28-2022, 12:09 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

رحيل
06-29-2022, 11:21 PM
جزاك الله خيرا ولاحرمك الاجر
بوركت وطرحك الطيب

- سمَـا.
06-30-2022, 12:57 PM
-














إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

Şøķåŕą
12-10-2022, 04:36 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله