رحيل
06-19-2022, 12:28 PM
قصة الزوجة التي تقابل “الظهار” بالرحمة
لقد ضربت الصحابية الجليلة خولة رضي الله عنها من خلال قصتها مع زوجها القدوة والمثل في كيفية احترام الزوج، فهي تشكو من سوء معاملته معها، ومع ذلك كانت تحسن عشرته وتعطيه من مالها، ولا تقصر في حقه بأي صورة من الصور، وتطبق ما يأمرها به ما دام في غير معصية الخالق .فخولة رضي الله عنها التي أغضبها زوجها بكلمات “الظهار” والتي ذهبت لتشكو سلوكه القاسي وتجادل رسول الله وتناقشه بل وتشتكي أمرها إلى خالقها أبدت مشاعر العطف والرحمة بزوجها عندما طلب منها النبي أن تخبر زوجها بحدود رب العالمين وتطلب منه أن يعتق رقبة .
فوائد من قصة المجادلة خولة
يمكن أن نخرج من قصة هذه الصحابية المباركة بعدة فوائد، منها:
رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي، وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية.
رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها، يتجلى ذلك في قولها: “إن أوْسًا ظَاهَرَ مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه، وقدمت صحبته”.
رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة، وحكمة تصرفها، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها، ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة. وهذا التشريع العظيم هو: حل مشكلة الظهار.
وهكذا كانت “خولة” ذات مكانة عالية بين الصحابة الكرام حيث عرفوا فضلها، واحترموا شجاعتها وصدقها، واعترفوا بمكانتها العالية وامتدت شهرتها في الآفاق، وحفظ التاريخ ذكراها إلى يوم الدين
قالت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق به رقبة فهو رجل فقير .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فليصم شهرين متتابعين” .
قالت: يا رسول الله: إنه شيخ كبير لا طاقة له على الصوم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فليطعم ستين مسكيناً” .
قالت: يا رسول الله ما ذاك عنده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنا سنعينك بعزق من تمر” .
قالت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعزق آخر .
قال صلى الله عليه وسلم: “قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه . ثم استوصي بابن عمك خيراً” .
قالت: قد فعلت .
وهكذا أنزل الله في خولة ولها ولكل نساء المسلمين قرآنا خالدا قضى على آفة كانت سائدة ومنتشرة في المجتمع العربي الجاهلي، وفي بدايات الإسلام الأولى وهي آفة الظهار، التي كانت وليدة تحكم الرجل في المرأة واستبداده بها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت. وكانت هذه الآفة سببا في خراب البيوت، وفي ترمل النساء وأزواجهن على قيد الحياة، وفي ضياع الأبناء وآباؤهم يتمتعون بحياتهم ويقضون شهواتهم، وكان يكفي أن يقول الرجل لزوجته “أنت عليّ كظهر أمي” حتى تحرم عليه فلا يقربها مدى الحياة، ولا يكون أمامها سوى أن تعود إلى بيت أهلها.
المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
ومما روي في شأن خولة رضي الله عنها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين وكان راكباً على حمار، فاستوقفته خولة طويلاً ووعظته. وقالت له: “يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب.”
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه واقف أمامها، يسمع كلامها في إمعان وقد أحنى رأسه مصغياً إليها … وقد كان برفقته أحد مرافقيه وهو جارود العبدي، فلم يستطع صبراً لما قال خولة لأمير المؤمنين فقال لها في غضب: “قد أكثرت أيتها المرأة العجوز على أمير المؤمنين”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دعها … أما تعرفها؟ هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات وعمر أحق والله أن يسمع لها ..”
وفي رواية أخرى: قيل له: يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف. قال رضي الله عنه: “والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر”.
أهم ملامح شخصية خولة بنت ثعلبة
– التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعيةويظهر ذلك من موقفها مع زوجها في حادثة الظهار، حيث سلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة، قررت أن تذهب إلى رسول الله لتتحرى الحق والعدل وتطبق الأحكام الشرعية.
– الجرأة في الحق ويظهر ذلكفي حوارها مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه. وكيف قامت بتأنيبه وهو واقف أمامها مطأطا الرأس على ظهر حمار.
– بلاغة خولة وفصاحة لسانها، حيث تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بالحسنى بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.
لقد ضربت الصحابية الجليلة خولة رضي الله عنها من خلال قصتها مع زوجها القدوة والمثل في كيفية احترام الزوج، فهي تشكو من سوء معاملته معها، ومع ذلك كانت تحسن عشرته وتعطيه من مالها، ولا تقصر في حقه بأي صورة من الصور، وتطبق ما يأمرها به ما دام في غير معصية الخالق .فخولة رضي الله عنها التي أغضبها زوجها بكلمات “الظهار” والتي ذهبت لتشكو سلوكه القاسي وتجادل رسول الله وتناقشه بل وتشتكي أمرها إلى خالقها أبدت مشاعر العطف والرحمة بزوجها عندما طلب منها النبي أن تخبر زوجها بحدود رب العالمين وتطلب منه أن يعتق رقبة .
فوائد من قصة المجادلة خولة
يمكن أن نخرج من قصة هذه الصحابية المباركة بعدة فوائد، منها:
رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي، وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية.
رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها، يتجلى ذلك في قولها: “إن أوْسًا ظَاهَرَ مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه، وقدمت صحبته”.
رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة، وحكمة تصرفها، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها، ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة. وهذا التشريع العظيم هو: حل مشكلة الظهار.
وهكذا كانت “خولة” ذات مكانة عالية بين الصحابة الكرام حيث عرفوا فضلها، واحترموا شجاعتها وصدقها، واعترفوا بمكانتها العالية وامتدت شهرتها في الآفاق، وحفظ التاريخ ذكراها إلى يوم الدين
قالت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق به رقبة فهو رجل فقير .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فليصم شهرين متتابعين” .
قالت: يا رسول الله: إنه شيخ كبير لا طاقة له على الصوم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فليطعم ستين مسكيناً” .
قالت: يا رسول الله ما ذاك عنده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنا سنعينك بعزق من تمر” .
قالت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعزق آخر .
قال صلى الله عليه وسلم: “قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه . ثم استوصي بابن عمك خيراً” .
قالت: قد فعلت .
وهكذا أنزل الله في خولة ولها ولكل نساء المسلمين قرآنا خالدا قضى على آفة كانت سائدة ومنتشرة في المجتمع العربي الجاهلي، وفي بدايات الإسلام الأولى وهي آفة الظهار، التي كانت وليدة تحكم الرجل في المرأة واستبداده بها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت. وكانت هذه الآفة سببا في خراب البيوت، وفي ترمل النساء وأزواجهن على قيد الحياة، وفي ضياع الأبناء وآباؤهم يتمتعون بحياتهم ويقضون شهواتهم، وكان يكفي أن يقول الرجل لزوجته “أنت عليّ كظهر أمي” حتى تحرم عليه فلا يقربها مدى الحياة، ولا يكون أمامها سوى أن تعود إلى بيت أهلها.
المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
ومما روي في شأن خولة رضي الله عنها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين وكان راكباً على حمار، فاستوقفته خولة طويلاً ووعظته. وقالت له: “يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب.”
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه واقف أمامها، يسمع كلامها في إمعان وقد أحنى رأسه مصغياً إليها … وقد كان برفقته أحد مرافقيه وهو جارود العبدي، فلم يستطع صبراً لما قال خولة لأمير المؤمنين فقال لها في غضب: “قد أكثرت أيتها المرأة العجوز على أمير المؤمنين”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دعها … أما تعرفها؟ هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات وعمر أحق والله أن يسمع لها ..”
وفي رواية أخرى: قيل له: يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف. قال رضي الله عنه: “والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر”.
أهم ملامح شخصية خولة بنت ثعلبة
– التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعيةويظهر ذلك من موقفها مع زوجها في حادثة الظهار، حيث سلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة، قررت أن تذهب إلى رسول الله لتتحرى الحق والعدل وتطبق الأحكام الشرعية.
– الجرأة في الحق ويظهر ذلكفي حوارها مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه. وكيف قامت بتأنيبه وهو واقف أمامها مطأطا الرأس على ظهر حمار.
– بلاغة خولة وفصاحة لسانها، حيث تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بالحسنى بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.