Şøķåŕą
06-08-2022, 08:51 PM
من المعروف أنّ اليهود كانوا يقيمون في خيبر قبل فتحها من قبل المسلمين، وكان لهم بساتين النّخيل والحصون والقلاع المحكمة البناء، فكانت حياتهم رغيدة هانئة، وكان المترفون منهم والأشراف وعلماء الدّين يحرّفون أحكام الدّين والتّعاليم السّماوية من أجل الحفاظ على مصالحهم ومواقعهم.
يُنقَل عن الإمام الباقر (عليه السّلام) وجماعة من المفسّرين: إنّ امرأة من خيبر، ذات شرف بينهم، زنت مع رجل من أشرافهم، وهما محصنان، فكرهوا رجمهما، فأرسلوا إلى يهود المدينة، وكتبوا إليهم، أن يسألوا النّبيّ عن ذلك، طمعًا في أن يأتي لهم برخصة، فانطلق قوم منهم: كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، وشعبة بن عمرو، ومالك بن الصّيف، وكنانة بن أبي الحقيق، وغيرهم، فقالوا: يا محمّد أخبرنا عن الزّاني والزّانية إذا أحصنا، ما حدّهما؟ فقال: وهل ترضون بقضائي في ذلك؟ قالوا: نعم. فنزل جبرائيل (عليه السّلام) بالرّجم، فأخبرهم بذلك، فأبوا أن يأخذوا به، فقال جبرائيل (عليه السّلام): اجعل بينك وبينهم ابن صوريّا، ووصفه له. فقال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هل تعرفون شابًّا أمرد، أبيض، أعور، يسكن فدكا يقال له ابن صوريا؟ قالوا: نعم. قال: فأيّ رجل هو فيكم؟ قالوا: أعلم يهوديّ بقي على ظهر الأرض بما أنزل الله على موسى. قال: فأرسلوا إليه، ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا، فقال له النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّي أنشدك الله الّذي لا إله إلاّ هو، الّذي أنزل التّوراة على موسى (عليه السّلام)، وفلق لكم البحر، وأنجاكم، وأغرق آل فرعون، وظلّل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنّ والسّلوى، هل تجدون في كتابكم الرّجم على من أحصن؟ قال ابن صوريّا: نعم، والّذي ذكّرتني به، لولا خشية أن يحرقني ربّ التّوراة إن كذبت أو غيّرت، ما اعترفت لك، ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمّد؟ قال: إذا شهد أربعة رهط عدول ... وجب عليه الرّجم. قال ابن صوريا: هكذا أنزل الله في التّوراة على عيسى (عليه السّلام). فقال له النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فماذا كان أوّل ما ترخّصتم به أمر الله؟ قال: كنا إذا زنى الشّريف تركناه، وإذا زنى الضّعيف أقمنا عليه الحدّ، فكثر الزّنا في أشرافنا، حتّى زنى ابن عمّ ملك لنا، فلم نرجمه، ثمّ زنى رجل آخر، فأراد الملك رجمه، فقال له قومه: لا حتّى ترجم فلانًا ـ يعنون ابن عمّه ـ فقلنا: تعالوا نجتمع فلنصنع شيئًا دون الرّجم، يكون على الشّريف والوضيع، فوضعنا الجلد والتّحميل، وهو أن يجلد أربعين جلدة، ثمّ يسوّد وجوههما، ثمّ يحملان على حمارَيْن، ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار، ويطاف بهما. فجعلوا هذا مكان الرّجم. فقالت اليهود لابن صوريا: ما أسرع ما أخبرته به، وما كنت لمّا أتينا عليك بأهل، ولكنّك كنت غائبًا، فكرهنا أن نغتابك! فقال: إنّه أنشدني بالتّوراة، ولولا ذلك لما أخبرته به. فأمر بهما النّبيّ فرجما عند باب مسجده. وقال: أنا أوّل من أحيي أمرك إذ أماتوه فأنزل الله فيه: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ﴾. فقام ابن صوريا، فوضع يدَيْه على ركبتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ قال: هذا مقام العائذ بالله وبك، أن تذكر لنا الكثير الّذي أمرت أن تعفو عنه، فأعرض النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن ذلك. ثمّ سأله ابن صوريا عن نومه؟ فقال: تنام عيناي، ولا ينام قلبي. فقال: صدقت، صدق أمرك أمر نبيّ ... فأسلم ابن صوريا عند ذلك، ثمّ سأله عدّة أسئلة فأجابه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال له ابن صوريا: يا محمّد من يأتيك من الملائكة قال: جبرائيل (عليه السّلام). قال: صفه لي. فوصفه النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: أشهد أنّه في التّوراة كما قلت، وأنّك رسول الله حقًّا، فلمّا أسلم ابن صوريا، وقعت فيه اليهود وشتموه، فلمّا أرادوا أن ينهضوا، تعلّقت بنو قريضة ببني النّضير، فقالوا: يا محمّد إخواننا بنو النّضير: أبونا واحد، وديننا واحد، ونبيّنا واحد، إذا قتلوا منّا قتيلاً، لم يُقَد وأعطونا ديّته سبعين وسقًا من تمر، وإذا قتلنا منهم قتيلاً، قتلوا القاتل، وأخذوا منّا الضّعف مائة وأربعين وسقًا من تمر، وإن كان القتيل امرأة، قتلوا بها الرّجل منّا، وبالرّجل منهم رجلَيْن منّا، وبالعبد الحر منّا، وجراحاتنا على النّصف من جراحاتهم، فاقض بيننا وبينهم فأنزل الله في الرّجم والقصاص الآيات [248] .
يُنقَل عن الإمام الباقر (عليه السّلام) وجماعة من المفسّرين: إنّ امرأة من خيبر، ذات شرف بينهم، زنت مع رجل من أشرافهم، وهما محصنان، فكرهوا رجمهما، فأرسلوا إلى يهود المدينة، وكتبوا إليهم، أن يسألوا النّبيّ عن ذلك، طمعًا في أن يأتي لهم برخصة، فانطلق قوم منهم: كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، وشعبة بن عمرو، ومالك بن الصّيف، وكنانة بن أبي الحقيق، وغيرهم، فقالوا: يا محمّد أخبرنا عن الزّاني والزّانية إذا أحصنا، ما حدّهما؟ فقال: وهل ترضون بقضائي في ذلك؟ قالوا: نعم. فنزل جبرائيل (عليه السّلام) بالرّجم، فأخبرهم بذلك، فأبوا أن يأخذوا به، فقال جبرائيل (عليه السّلام): اجعل بينك وبينهم ابن صوريّا، ووصفه له. فقال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هل تعرفون شابًّا أمرد، أبيض، أعور، يسكن فدكا يقال له ابن صوريا؟ قالوا: نعم. قال: فأيّ رجل هو فيكم؟ قالوا: أعلم يهوديّ بقي على ظهر الأرض بما أنزل الله على موسى. قال: فأرسلوا إليه، ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا، فقال له النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّي أنشدك الله الّذي لا إله إلاّ هو، الّذي أنزل التّوراة على موسى (عليه السّلام)، وفلق لكم البحر، وأنجاكم، وأغرق آل فرعون، وظلّل عليكم الغمام، وأنزل عليكم المنّ والسّلوى، هل تجدون في كتابكم الرّجم على من أحصن؟ قال ابن صوريّا: نعم، والّذي ذكّرتني به، لولا خشية أن يحرقني ربّ التّوراة إن كذبت أو غيّرت، ما اعترفت لك، ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمّد؟ قال: إذا شهد أربعة رهط عدول ... وجب عليه الرّجم. قال ابن صوريا: هكذا أنزل الله في التّوراة على عيسى (عليه السّلام). فقال له النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فماذا كان أوّل ما ترخّصتم به أمر الله؟ قال: كنا إذا زنى الشّريف تركناه، وإذا زنى الضّعيف أقمنا عليه الحدّ، فكثر الزّنا في أشرافنا، حتّى زنى ابن عمّ ملك لنا، فلم نرجمه، ثمّ زنى رجل آخر، فأراد الملك رجمه، فقال له قومه: لا حتّى ترجم فلانًا ـ يعنون ابن عمّه ـ فقلنا: تعالوا نجتمع فلنصنع شيئًا دون الرّجم، يكون على الشّريف والوضيع، فوضعنا الجلد والتّحميل، وهو أن يجلد أربعين جلدة، ثمّ يسوّد وجوههما، ثمّ يحملان على حمارَيْن، ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار، ويطاف بهما. فجعلوا هذا مكان الرّجم. فقالت اليهود لابن صوريا: ما أسرع ما أخبرته به، وما كنت لمّا أتينا عليك بأهل، ولكنّك كنت غائبًا، فكرهنا أن نغتابك! فقال: إنّه أنشدني بالتّوراة، ولولا ذلك لما أخبرته به. فأمر بهما النّبيّ فرجما عند باب مسجده. وقال: أنا أوّل من أحيي أمرك إذ أماتوه فأنزل الله فيه: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ ﴾. فقام ابن صوريا، فوضع يدَيْه على ركبتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ قال: هذا مقام العائذ بالله وبك، أن تذكر لنا الكثير الّذي أمرت أن تعفو عنه، فأعرض النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن ذلك. ثمّ سأله ابن صوريا عن نومه؟ فقال: تنام عيناي، ولا ينام قلبي. فقال: صدقت، صدق أمرك أمر نبيّ ... فأسلم ابن صوريا عند ذلك، ثمّ سأله عدّة أسئلة فأجابه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال له ابن صوريا: يا محمّد من يأتيك من الملائكة قال: جبرائيل (عليه السّلام). قال: صفه لي. فوصفه النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: أشهد أنّه في التّوراة كما قلت، وأنّك رسول الله حقًّا، فلمّا أسلم ابن صوريا، وقعت فيه اليهود وشتموه، فلمّا أرادوا أن ينهضوا، تعلّقت بنو قريضة ببني النّضير، فقالوا: يا محمّد إخواننا بنو النّضير: أبونا واحد، وديننا واحد، ونبيّنا واحد، إذا قتلوا منّا قتيلاً، لم يُقَد وأعطونا ديّته سبعين وسقًا من تمر، وإذا قتلنا منهم قتيلاً، قتلوا القاتل، وأخذوا منّا الضّعف مائة وأربعين وسقًا من تمر، وإن كان القتيل امرأة، قتلوا بها الرّجل منّا، وبالرّجل منهم رجلَيْن منّا، وبالعبد الحر منّا، وجراحاتنا على النّصف من جراحاتهم، فاقض بيننا وبينهم فأنزل الله في الرّجم والقصاص الآيات [248] .