الحقوقي فيصل
06-08-2022, 11:47 AM
بيوم من الأيام كان هناك رجل وزوجته جالسين في سهرة، كانت هذه الزوجة حاملا وبأيامها الأخيرة قبل وضع جنينها، كانا كلاهما متأهباً لموعد الولادة، ولم يكن الزوج يملك من متاع الدنيا إلا خروف وكلب.
فقال الزوج لزوجته: “أتعلمين يا زوجتي إن رزقت منكِ بصبي سأذبح الخروف، ولكني إن رزقت بصبية فسأذبح الكلب”!
جرت العادة منذ قدم الزمان حب الذكور وتفضيلهم عن الإناث مع كثير من الناس، كان الكلب حاضراً وشاهداً على الحديث السهرة الذي دار بين مالكه وزوجته الحامل.
كان الكلب عنده ليس بكلب عادي، فقد كان ضخماً للغاية وأصيل أيضاً، فنظر الكلب بطرف عينيه لزوجة مالكه وأمعن النظر بها فرأى حملها مستعرضا ويميل بشدة تجاه اليسار، وكتفها الأيمن ينزل شيئا يسيراً، فأيقن في قرارة نفسه أنها حامل في أنثى!
اتخذ قراراً مع نفسه بالهرب بنفسه قبل أن يكون ذبيحة، انتظرهما حتى ناما، مع بداية طلوع الشمس قرر الرحيل، ولكنه ذهب للخروف ليودعه قبل ذهابه، سرد الكلب القصة كاملة للخروف، وما إن شرع يودعه فقال له الخروف: “أخبرني يا صديقي ربما انقبلت الآية وأنجبت الزوجة صبياً، حينها إذاً أذبح أنا وأعلق ويفصل لحمي عن عظامي؟!”
أردف الخروف قائلا: “خذني معك ولا تتركني وحيدا هنا”.
فقام الكلب بفك عقدة الحبل للخروف وأخذه معه، صارا يسيران ويسيران في الطرقات حتى وصلا لسهل واسع للغاية بقلب غابة بعيدا عن كل الأنظار، وأول ما وصلا قال الكلب للخروف: “إليك كل هذه الخضرة والأعشاب على مد البصر صارت ملكاً لك، كل منها حتى تشبع ومهما أكلت منها لن تنتهي؛ أما عني فسأذهب لأجد شيئا ما لآكله، وسأعود إليك في الحال”.
وبالفعل ذهب الكلب يبحث له عن طعام، أما عن الخرف فصار يأكل من عشب السهل الأخضر وبجانبه المياه العذبة، وفجأة ظهرت أمامه بقرة ضخمة، وسألته غاضبة: “من سمح لك أن تأكل من سهلي؟!”
فقال الخروف وقد ظهر عليه الخوف الشديد: “ومن أين لكِ بالدليل؟!”
فردت عليه البقرة: “وأي دليل تريده أنت الغريب مني؟!، إنها أرضي وأرض آبائي وأجدادي”.
فسألها الخروف قائلا: “وهل هناك من يشهد معكِ بأنها أرضكِ وأرض آبائكِ وأجدادكِ كما تدعين؟!”
فقالت البقرة بغضب عارم: “أنا أدعي؟!، جميع من حولي يشهد بأنها أرضي وأرض آبائي وأجدادي من قبل، وأنك أنت الدخيل”.
فطلب منها الكلب: “آتيني بشهودكِ إذاً”.
فكرت البقرة محتارة في أمره حيث أنها ولأول مرة تصبح في موقف مثل هذا، وإذا بمجموعة من الذئاب فجأة تمر من جوارهما، نادت عليهم البقرة، وكانوا يعرفونها جيدا ويعرفون أنها مالكة الأرض، فطلبت منهم البقرة: “هل يمكنكم أن تشهدوا بأن هذه الأرض أرضي؟”
فأجابها كبيرهم: “بكل تأكيد يمكننا قول الصدق والشهادة بالحق، هذه الأرض ملكك ومن قبل كانت لآبائك وأجدادك”!
وبينما كانوا يصرخون جميعا: “الأرض ملكك وملك أبيكِ وجدكِ”، كان الخروف يموت من شدة الخوف، أما الذئاب فكانوا من الأساس يضعون أعينهم على الخروف نفسه.
وبينما كانوا الذئاب يصرخون في وجه الخروف بأنها أرض البقرة وأن عليه الرحيل، كان الكلب وراء صخرة ضخمة يرى ويسمع كل شيء، فأصدر صوتا مرعبا من خلف التلال، أرعب الذئاب وتخافت صوتهم شيئا فشيئا، وأصدر الصوت الثاني الكلب من خلف التلال فسكتوا جميعا!
فصرخت البقرة فيهم قائلة: “ما بكم لم صمتوا فجأة؟!”
فقال كبير الذئاب: “إنني متيقن أن الأراضي التي خلف التلال هي لأبيكِ، والأراضي التي تواجهها من الناحية الأخرى هي لجدك، وأما الأراضي التي خلفنا فهي قد ورثتها عن أمكِ، أما هذه الأرض التي نقف عليها فالله أعلم”!
قالت البقرة بحزن دفين: “من يجعل الذئاب شهودا له تضيع حدود أراضيه”!
فقال الزوج لزوجته: “أتعلمين يا زوجتي إن رزقت منكِ بصبي سأذبح الخروف، ولكني إن رزقت بصبية فسأذبح الكلب”!
جرت العادة منذ قدم الزمان حب الذكور وتفضيلهم عن الإناث مع كثير من الناس، كان الكلب حاضراً وشاهداً على الحديث السهرة الذي دار بين مالكه وزوجته الحامل.
كان الكلب عنده ليس بكلب عادي، فقد كان ضخماً للغاية وأصيل أيضاً، فنظر الكلب بطرف عينيه لزوجة مالكه وأمعن النظر بها فرأى حملها مستعرضا ويميل بشدة تجاه اليسار، وكتفها الأيمن ينزل شيئا يسيراً، فأيقن في قرارة نفسه أنها حامل في أنثى!
اتخذ قراراً مع نفسه بالهرب بنفسه قبل أن يكون ذبيحة، انتظرهما حتى ناما، مع بداية طلوع الشمس قرر الرحيل، ولكنه ذهب للخروف ليودعه قبل ذهابه، سرد الكلب القصة كاملة للخروف، وما إن شرع يودعه فقال له الخروف: “أخبرني يا صديقي ربما انقبلت الآية وأنجبت الزوجة صبياً، حينها إذاً أذبح أنا وأعلق ويفصل لحمي عن عظامي؟!”
أردف الخروف قائلا: “خذني معك ولا تتركني وحيدا هنا”.
فقام الكلب بفك عقدة الحبل للخروف وأخذه معه، صارا يسيران ويسيران في الطرقات حتى وصلا لسهل واسع للغاية بقلب غابة بعيدا عن كل الأنظار، وأول ما وصلا قال الكلب للخروف: “إليك كل هذه الخضرة والأعشاب على مد البصر صارت ملكاً لك، كل منها حتى تشبع ومهما أكلت منها لن تنتهي؛ أما عني فسأذهب لأجد شيئا ما لآكله، وسأعود إليك في الحال”.
وبالفعل ذهب الكلب يبحث له عن طعام، أما عن الخرف فصار يأكل من عشب السهل الأخضر وبجانبه المياه العذبة، وفجأة ظهرت أمامه بقرة ضخمة، وسألته غاضبة: “من سمح لك أن تأكل من سهلي؟!”
فقال الخروف وقد ظهر عليه الخوف الشديد: “ومن أين لكِ بالدليل؟!”
فردت عليه البقرة: “وأي دليل تريده أنت الغريب مني؟!، إنها أرضي وأرض آبائي وأجدادي”.
فسألها الخروف قائلا: “وهل هناك من يشهد معكِ بأنها أرضكِ وأرض آبائكِ وأجدادكِ كما تدعين؟!”
فقالت البقرة بغضب عارم: “أنا أدعي؟!، جميع من حولي يشهد بأنها أرضي وأرض آبائي وأجدادي من قبل، وأنك أنت الدخيل”.
فطلب منها الكلب: “آتيني بشهودكِ إذاً”.
فكرت البقرة محتارة في أمره حيث أنها ولأول مرة تصبح في موقف مثل هذا، وإذا بمجموعة من الذئاب فجأة تمر من جوارهما، نادت عليهم البقرة، وكانوا يعرفونها جيدا ويعرفون أنها مالكة الأرض، فطلبت منهم البقرة: “هل يمكنكم أن تشهدوا بأن هذه الأرض أرضي؟”
فأجابها كبيرهم: “بكل تأكيد يمكننا قول الصدق والشهادة بالحق، هذه الأرض ملكك ومن قبل كانت لآبائك وأجدادك”!
وبينما كانوا يصرخون جميعا: “الأرض ملكك وملك أبيكِ وجدكِ”، كان الخروف يموت من شدة الخوف، أما الذئاب فكانوا من الأساس يضعون أعينهم على الخروف نفسه.
وبينما كانوا الذئاب يصرخون في وجه الخروف بأنها أرض البقرة وأن عليه الرحيل، كان الكلب وراء صخرة ضخمة يرى ويسمع كل شيء، فأصدر صوتا مرعبا من خلف التلال، أرعب الذئاب وتخافت صوتهم شيئا فشيئا، وأصدر الصوت الثاني الكلب من خلف التلال فسكتوا جميعا!
فصرخت البقرة فيهم قائلة: “ما بكم لم صمتوا فجأة؟!”
فقال كبير الذئاب: “إنني متيقن أن الأراضي التي خلف التلال هي لأبيكِ، والأراضي التي تواجهها من الناحية الأخرى هي لجدك، وأما الأراضي التي خلفنا فهي قد ورثتها عن أمكِ، أما هذه الأرض التي نقف عليها فالله أعلم”!
قالت البقرة بحزن دفين: “من يجعل الذئاب شهودا له تضيع حدود أراضيه”!