♡ Šąɱąя ♡
06-06-2022, 06:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله
حفظ اللسان عن التقعر في الكلام
لقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وسلم التشدق، والتقعر، وتكلف السجع، والفصاحة، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ: الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون، والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المُتَكَبِّرُونَ»[1].
و«الثرثار»:
هو كثير الكلام تكلفًا، و«المتشدق»: هو المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فمه تفصحًا وتعظيمًا لكلامه، و«المتفيهق»: أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه تكبرًا وارتفاعًا وإظهارًا للفضيلة على غيره.
وسئل ابن المبارك عن حسن الخلق، فقال: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى؛ رواه الترمذي.
وقالت عائشة رضي الله عنها للسائب: إياك والسجع، فإن النبي وأصحابه كانوا لا يسجعون؛ رواه أحمد بإسناد صحيح.
وقال عمر رضي الله عنه: إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان.
وقال الغزالي رحمه الله: ولا يدخل في هذا تحسين كلام الخطابة والتذكير، من غير إفراط وإغراب، فإن المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها، وقبضها وبسطها، فلرشاقة اللفظ تأثير فيه، فهو لائق به.
أما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات، فلا يليق بها السجع والتشدق، والاشتغال به من التكلف المذموم، ولا باعث عليه إلا الرياء، وإظهار الفصاحة، والتميز بالبراعة، وكل ذلك مذموم يكرَهه الشرع، ويزجر عنه؛ اهـ[2].
[1] حسن: الترمذي رقم (2018) في «البر والصلة»، باب ما جاء في معالي الأخلاق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وفي سنده مبارك بن فضالة؛ قال الحافظ في «التقريب» (6464): صدوق يدلِّس، وهو قد صرَّح هنا بالتحديث، والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (2201).
[2] تخريج إحياء علوم الدين (1560).
بسم الله
حفظ اللسان عن التقعر في الكلام
لقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وسلم التشدق، والتقعر، وتكلف السجع، والفصاحة، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ: الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون، والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المُتَكَبِّرُونَ»[1].
و«الثرثار»:
هو كثير الكلام تكلفًا، و«المتشدق»: هو المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فمه تفصحًا وتعظيمًا لكلامه، و«المتفيهق»: أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه تكبرًا وارتفاعًا وإظهارًا للفضيلة على غيره.
وسئل ابن المبارك عن حسن الخلق، فقال: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى؛ رواه الترمذي.
وقالت عائشة رضي الله عنها للسائب: إياك والسجع، فإن النبي وأصحابه كانوا لا يسجعون؛ رواه أحمد بإسناد صحيح.
وقال عمر رضي الله عنه: إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان.
وقال الغزالي رحمه الله: ولا يدخل في هذا تحسين كلام الخطابة والتذكير، من غير إفراط وإغراب، فإن المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها، وقبضها وبسطها، فلرشاقة اللفظ تأثير فيه، فهو لائق به.
أما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات، فلا يليق بها السجع والتشدق، والاشتغال به من التكلف المذموم، ولا باعث عليه إلا الرياء، وإظهار الفصاحة، والتميز بالبراعة، وكل ذلك مذموم يكرَهه الشرع، ويزجر عنه؛ اهـ[2].
[1] حسن: الترمذي رقم (2018) في «البر والصلة»، باب ما جاء في معالي الأخلاق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وفي سنده مبارك بن فضالة؛ قال الحافظ في «التقريب» (6464): صدوق يدلِّس، وهو قد صرَّح هنا بالتحديث، والحديث حسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (2201).
[2] تخريج إحياء علوم الدين (1560).