Şøķåŕą
05-21-2022, 11:53 AM
إن الشفاعةَ ثابتةٌ بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه عقيدةُ أهل السنة والجماعة، فكذلك دلَّ القرآن على بعض أنواع الشفاعة؛ كما في قوله: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴾ [الإسراء:79]، وجمهور المفسرين على أن هذه الشفاعة هي الشفاعة العظمى، وهي خاصةٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهناك شفعاءُ آخرون دلت على شفاعتهم السنةُ النبوية، وهم كالتالي:
1- شفاعة رب العالمين أرحم الراحمين سبحانه:
والأدلة على هذا النوع كثيرة جدًّا؛ منها قول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة الزمر:44]، فالله تبارك وتعالى هو المتصرف المالك لهذا الكون بأجمعه، السماوات والأرض كلها ملكُه وتحت تصرُّفه، لذلك هو الشفيع وكفى به، ولا شفيع إلا بإذنه، وثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل: ((فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ))[1].
2- النبي صلى الله عليه وسلم:
الأدلة على شفاعته صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًّا، فقد ثبت أيضًا في السنة النبوية أن سُكنى المدينة والصبر على لأْوائها وشَظَفِ العيش فيها، سببٌ في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصبر على لأْواء المدينة وشِدتِها أحدٌ من أمتي، إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا))[2]، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يُقطع عضاهها، أو يُقتل صيدها، وقال: المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحدٌ رغبة عنه إلا أبدل الله فيها مَن هو خير منه، ولا يثبُت أحد على لأوائها وجَهدها، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة))[3]، وفي رواية أن أبا سعيد مولى المهري جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها، فقال له: ويحك لا آمرك بذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر أحد على لأوائها فيموت، إلا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة إذا كان مسلمًا))[4].
وثبت أن طلبَ الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سببٌ في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم ربِّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثَه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[5]، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة))[6].
والأدلةُ على شفاعته صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًّا قد تقدمت في المطالب السابقة فليرجع إليها.
3- الملائكة:
والدليلُ على ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [سورة الأنبياء:26-28].
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمَّا أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يَموتون فيها ولا يَحيون، ولكن ناسٌ أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال بخطاياهم - فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائرَ، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل))[7]، وعن عطاء بن يزيد، قال: كنت جالسًا إلى أبي هريرة وأبي سعيد، فحدث أحدهما حديث الشفاعة والآخر مُنصت، قال: فتأتي الملائكة فتشفع، وتشفع الرسل، وذكر الصراط، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأكون أول مَن يجيز، فإذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه، وأخرَج من النار من يريد أن يُخرج، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفَع، فيعرفون بعلاماتهم، إن النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلا موضع السجود، فيصب عليهم من ماء الجنة، فينبتون كما تنبت الحبةُ في حميل السيل))[8].
4- القرآن الكريم:
الدليلُ على شفاعة القرآن لأصحابه العاملين به ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها، حتى يغفر له ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [سورة الملك:1]))[9]، وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن شافعٌ مشفَّعٌ، وماحلٌ مُصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقَه إلى النار))[10].
5- يُشفع لأقارب الشهيد:
الدليل على أن الشهيد يشفَع لأقاربه حديثُ المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة: ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمَن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويزوَّج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفَع في سبعين من أقاربه))[11].
6- الصيام:
وثبت في السنة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيام؛ كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفِّعني فيه))، قال: ((فيشفعان))[12].
7- من صلى على الجنازة إذا كانوا أكثر من أربعين:
من فضل الله تبارك وتعالى أنه جعَل الصلاة على الجنازة سببًا في شفاعة المصلين للمصلى عليه إن بلغوا الأربعين، وفي بعض الروايات يبلغون مائة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من ميِّت تصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له، إلا شفَعوا فيه))[13].
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أنه مات ابنٌ له بقديد أو بعُسفان، فقال: يا كريب، انظُر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه))[14].
فهذا بعضُ ما وقفت عليه مما دلت عليه النصوص في إثبات أنهم يشفعون في الآخرة، وشفاعتهم كلها مقيَّدة برضا الله تبارك وتعالى لهم بالشفاعة، ورضاه عن المشفوع له، نسأل الله تبارك وتعالى رضاه والجنةَ.
1- شفاعة رب العالمين أرحم الراحمين سبحانه:
والأدلة على هذا النوع كثيرة جدًّا؛ منها قول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة الزمر:44]، فالله تبارك وتعالى هو المتصرف المالك لهذا الكون بأجمعه، السماوات والأرض كلها ملكُه وتحت تصرُّفه، لذلك هو الشفيع وكفى به، ولا شفيع إلا بإذنه، وثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل: ((فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْحَيَاةِ فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ))[1].
2- النبي صلى الله عليه وسلم:
الأدلة على شفاعته صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًّا، فقد ثبت أيضًا في السنة النبوية أن سُكنى المدينة والصبر على لأْوائها وشَظَفِ العيش فيها، سببٌ في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصبر على لأْواء المدينة وشِدتِها أحدٌ من أمتي، إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا))[2]، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يُقطع عضاهها، أو يُقتل صيدها، وقال: المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحدٌ رغبة عنه إلا أبدل الله فيها مَن هو خير منه، ولا يثبُت أحد على لأوائها وجَهدها، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة))[3]، وفي رواية أن أبا سعيد مولى المهري جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها، فقال له: ويحك لا آمرك بذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يصبر أحد على لأوائها فيموت، إلا كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة إذا كان مسلمًا))[4].
وثبت أن طلبَ الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سببٌ في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم ربِّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثَه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة))[5]، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة))[6].
والأدلةُ على شفاعته صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًّا قد تقدمت في المطالب السابقة فليرجع إليها.
3- الملائكة:
والدليلُ على ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [سورة الأنبياء:26-28].
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمَّا أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يَموتون فيها ولا يَحيون، ولكن ناسٌ أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال بخطاياهم - فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائرَ، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل))[7]، وعن عطاء بن يزيد، قال: كنت جالسًا إلى أبي هريرة وأبي سعيد، فحدث أحدهما حديث الشفاعة والآخر مُنصت، قال: فتأتي الملائكة فتشفع، وتشفع الرسل، وذكر الصراط، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأكون أول مَن يجيز، فإذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين خلقه، وأخرَج من النار من يريد أن يُخرج، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفَع، فيعرفون بعلاماتهم، إن النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلا موضع السجود، فيصب عليهم من ماء الجنة، فينبتون كما تنبت الحبةُ في حميل السيل))[8].
4- القرآن الكريم:
الدليلُ على شفاعة القرآن لأصحابه العاملين به ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها، حتى يغفر له ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [سورة الملك:1]))[9]، وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن شافعٌ مشفَّعٌ، وماحلٌ مُصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقَه إلى النار))[10].
5- يُشفع لأقارب الشهيد:
الدليل على أن الشهيد يشفَع لأقاربه حديثُ المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة: ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمَن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويزوَّج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفَع في سبعين من أقاربه))[11].
6- الصيام:
وثبت في السنة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيام؛ كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفِّعني فيه))، قال: ((فيشفعان))[12].
7- من صلى على الجنازة إذا كانوا أكثر من أربعين:
من فضل الله تبارك وتعالى أنه جعَل الصلاة على الجنازة سببًا في شفاعة المصلين للمصلى عليه إن بلغوا الأربعين، وفي بعض الروايات يبلغون مائة، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من ميِّت تصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له، إلا شفَعوا فيه))[13].
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: أنه مات ابنٌ له بقديد أو بعُسفان، فقال: يا كريب، انظُر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه))[14].
فهذا بعضُ ما وقفت عليه مما دلت عليه النصوص في إثبات أنهم يشفعون في الآخرة، وشفاعتهم كلها مقيَّدة برضا الله تبارك وتعالى لهم بالشفاعة، ورضاه عن المشفوع له، نسأل الله تبارك وتعالى رضاه والجنةَ.