نسر الشام
07-03-2018, 11:22 AM
مشاهد القيامة
الحساب
ومن أحداث اليوم الآخر ما يعرف بـ(الحساب)، وهو في اللغة: العدد وفي الاصطلاح: توقيف الله العباد، قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم خيراً كانت أو شراً، قولاً كانت أو فعلاً تفصيلاً، بعد أخذهم صحائفهم، ويكون للمؤمن والكافر إنساً وجناً إلا من استثنى منهم.
ويكون الحساب بعد العرض، يقول تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18].
وروى البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت يا رسول الله: أليس قد قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: 7-8]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب". يعني أنه لو ناقش سبحانه في حسابه لعبيده لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولكنه تعالى يعفو ويصفح، فالمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة على الصغيرة والكبيرة، والمطالبة بالجليل والحقير، وعدم المسامحة.
العدالة المطلقة في الحساب:
وأول من يضمن تحقيق هذه العدالة، أن الله - سبحانه - هو الذي يتولى محاسبة الخلق بنفسه دون واسطة، فلا يشغله أحد عن أحد، حتى إن كل أحد يرى أنه هو المحاسب وحده، ولذلك حين سئل الإمام علي بن أبي طالب: كيف يحاسب الله الناس جميعاً في وقت واحد، قال لسائله: كما يرزقهم في آن واحد يسألهم في آن واحد.
وإذا كان الله سبحانه هو الذي يحاسب العباد فإنه يقول: ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾ [النساء: 6]، ويقول تعالى: ﴿ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ [الكهف: 49]، ويقول: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
والأمر الثاني أن الله عز وجل على الرغم من أنه عالم بأعمال العباد ومطلع عليهم، إلا أنه سيقيم عليهم الحجة، بأن يروا صحائف أعمالهم، ويطلعوا على ما فيها، ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13-14].
بالإضافة إلى شهادة أعضائه ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 24-25]، هذا مع شهادة الأرض، والكرام الكاتبين وفوق كل ذلك وقبله وبعده عدل الله ورحمته وفضله.
الحساب
ومن أحداث اليوم الآخر ما يعرف بـ(الحساب)، وهو في اللغة: العدد وفي الاصطلاح: توقيف الله العباد، قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم خيراً كانت أو شراً، قولاً كانت أو فعلاً تفصيلاً، بعد أخذهم صحائفهم، ويكون للمؤمن والكافر إنساً وجناً إلا من استثنى منهم.
ويكون الحساب بعد العرض، يقول تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18].
وروى البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت يا رسول الله: أليس قد قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: 7-8]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب". يعني أنه لو ناقش سبحانه في حسابه لعبيده لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولكنه تعالى يعفو ويصفح، فالمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة على الصغيرة والكبيرة، والمطالبة بالجليل والحقير، وعدم المسامحة.
العدالة المطلقة في الحساب:
وأول من يضمن تحقيق هذه العدالة، أن الله - سبحانه - هو الذي يتولى محاسبة الخلق بنفسه دون واسطة، فلا يشغله أحد عن أحد، حتى إن كل أحد يرى أنه هو المحاسب وحده، ولذلك حين سئل الإمام علي بن أبي طالب: كيف يحاسب الله الناس جميعاً في وقت واحد، قال لسائله: كما يرزقهم في آن واحد يسألهم في آن واحد.
وإذا كان الله سبحانه هو الذي يحاسب العباد فإنه يقول: ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾ [النساء: 6]، ويقول تعالى: ﴿ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ [الكهف: 49]، ويقول: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
والأمر الثاني أن الله عز وجل على الرغم من أنه عالم بأعمال العباد ومطلع عليهم، إلا أنه سيقيم عليهم الحجة، بأن يروا صحائف أعمالهم، ويطلعوا على ما فيها، ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13-14].
بالإضافة إلى شهادة أعضائه ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 24-25]، هذا مع شهادة الأرض، والكرام الكاتبين وفوق كل ذلك وقبله وبعده عدل الله ورحمته وفضله.