المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث أبي هريرة: "لا تباغضوا"


Şøķåŕą
05-17-2022, 07:47 PM
شرح حديث أبي هريرة: "لا تباغضوا"


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلم أخو المسلم: لا يَظلِمُه ولا يَحقِرُه، ولا يخذُلُه، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسْبِ امرئ من الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضُه))؛ رواه مسلم.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تَباغَضوا))؛ أي لا يُبغِضْ بعضُكم بعضًا، وهذا بالنسبة للمؤمنين بعضهم مع بعض، فلا يجوز للإنسان أن يُبغِضَ أخاه؛ أي: يكرهه في قلبه؛ لأنه أخوه، ولكن لو كان هذا الأخ من العُصاة الفَسَقة، فإنه يجوز لك أن تُبغِضُه من أجل فسقِه، ولا تُبغِضه بغضًا مطلقًا، لكن أَبْغِضْه على ما فيه من المعصية، وأَحِبَّه على ما فيه من الإيمان.

ومن المعلوم أننا لو وجدنا رجلًا مسلمًا يشرب الخمر، ويشرب الدخان، ويجرُّ ثوبه خيلاءَ، فإننا لا نُبغِضُه كما نُبغِض الكافر، فمن أَبغَضَه كما يُبغِض الكافر انقلَبَ على وجهه، كيف تُسوِّي بين مؤمن عاصٍ فاسق، وبين الكافر؟ هذا خطأ عظيم.

ربما بعض الناس يكرهُ المؤمنَ الذي عنده هذا الفسقُ أكثرَ مما يكره الكافر، وهذا - والعياذ بالله - من انقلاب الفِطرة؛ فالمؤمن مهما كان خيرٌ من الكافر، فأنت أَبغِضْه على ما فيه من المعصية، وأَحِبَّه على ما معه من الإيمان.

فإن قلت: كيف يجتمع حبٌّ وكراهيةٌ في شيء واحد؟
فالجواب: أنه يمكن أن يجتمع حبٌّ وكراهيةٌ في شي واحد؛ أرأيت لو أن الطبيب وصَفَ لك دواءً مرًّا منتن الرائحة، ولكنه قال: اشرَبْه وسوف تُشفى بإذن الله، فإنك لا تُحِبُّ هذا الدواء على سبيل الإطلاق؛ لأنه مرٌّ وخبيث الرائحة، ولكنك تُحِبُّه من جهة أنه سببٌ للشفاء، وتكرهه لما فيه من الرائحة الخبيثة والطعم المرِّ.

هكذا المؤمن العاصي؛ لا تكرهه مطلقًا، بل تُحِبُّه على ما معه من الإيمان، وتكرهه على ما معه من المعاصي، ثم إن كراهتك إياه لا توجب أن تُعرِضَ عن نصيحته، بأن تقول: أنا لا أتحمل أن أُواجهَ هذا الرجلَ؛ لأني أَكره منظره، بل أجبِرْ نفسك واتصل به وانصحْه، ولعل الله أن ينفعه على يديك ولا تيئسْ؛ كم من إنسان استبُعِدتْ هدايتُه فهداه الله عزَّ وجلَّ بمنِّه وكرمه.

والأمثلة على هذا كثيرة في وقتنا الحاضر وفيما سبق؛ في وقتنا الحاضر يوجد أناسٌ فسَقة يسَّر الله لهم من يدْعوهم إلى الحق فاهتدَوْا، وصاروا أحسنَ من الذي دعاهم.

وفيما سبق من الزمان أمثلة كثيرة، فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه كان سيفًا مسلولًا على المسلمين، ومواقفُه في أُحُدٍ مشهورة حيث كرَّ هو وفُرسانٌ من قريش على المسلمين من عند الجبل، وحصل ما حصل من الهزيمة، ثم هداه الله تعالى.

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مِن أكرَهِ الناس لِما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، فهداه الله، وكان من أولياء الله، فكان الثاني في هذه الأمة.

لذلك فلا تيئسْ، ولا تقل: إنني لا أُطيق هذا الرجلَ لا منظرًا ولا مسمعًا، ولا يمكن أن أذهب إليه، بل اذهب ولا تيئس، فالقلوب بيد الله عزَّ وجلَّ، نسأل الله أن يهديَنا وإياكم صراطَه المستقيم.

فإن قال قائل: البغضاء هي انفعال في النفس، والأشياء الانفعالية قد لا يطيقها الإنسان كالحبِّ مثلًا، فالحب لا يَملِك الإنسان أن يحب شخصًا، أو يقلِّل من محبته، أو أن يزيد في محبته إلا بأسباب؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يَقسِمُ بين زوجاته: ((اللهم هذا قَسْمِي فيما أَملِكُ، فلا تَلُمْنِي فيما لا أَملِكُ))؛ يعني في المحبة، ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يجب عائشةَ رضي الله عنها أكثرَ من غيرها من زوجاته، لكن هذا بغير اختيار.

فإذا قال قائل: الغضب انفعال لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليه، فالجواب: الانفعال يحصل بفعل، فأنت مثلًا لا تحب شخصًا إلا لأسباب: إيمانه، نفعُه للخَلْق، حُسنُ خلُقِه، خدمته لك، أو غيرها من الأشياء الكثيرة، تذكر هذه الأسباب فتحبه، ولا تكره شخصًا إلا لسبب، تذكر الأسباب التي توجب الكراهةَ فتكرهه، لكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يُعرِض عن الأسباب التي توجب البغضاء مع أخيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تباغضوا)).

لكنى أقول: إن البغضاء لها أسباب، والمحبة لها أسباب، فإذا أعرضتَ عن أسباب البغضاء وتناسيتها وغفَلتَ عنها، زالتْ بإذن الله، وهذا هو الذي أراده النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: ((لا تباغضوا))، وهو نظير قوله للرجل الذي قال: يا رسول الله، أَوْصِني، قال ((لا تَغضَبْ))، قال: أَوصِني، قال: ((لا تَغضبْ))، قال: أَوصِني، قال: ((لا تَغضَبْ))، ردَّد مرارًا، قال: ((لا تَغضَبْ)).

قد يقول الإنسان: إن الغضب جمرةٌ يُلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، كما جاء في الحديث، فلا سبيل له إلى إخماده، ونقول: بل له سبيلٌ، افعل الأسباب التي تخفِّف الغضب حتى يزول عنك الغضب.

عاشق الغيم
05-17-2022, 08:12 PM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
دمت بِ سعآدة لا تنتهي

мя Зάмояч
05-17-2022, 08:59 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

♡ Šąɱąя ♡
05-17-2022, 09:55 PM
جزاك الله خيراا

:rose:

جَوآهر
05-18-2022, 02:39 PM
يعطيك الف عافيه على الطرح المميز
سلمت :th_20: .

بنت الشام
05-19-2022, 01:43 PM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
دمت بِ سعآدة لا تنتهي

- سمَـا.
05-19-2022, 01:47 PM
-










اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك
تقديري :f17:.

نور القمر
05-19-2022, 05:29 PM
موضوع قــيّـم ومفيد
بوركت .. وبورك المجهود
وبورك عطاءك ودامت همّتك
تحياتي يسبقها احترامي
ودمت بخير

خالد الشاعر
05-20-2022, 03:17 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:45 PM
عمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:45 PM
سمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:45 PM
سما
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:45 PM
ميراي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:45 PM
آميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:46 PM
الحقوني
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:46 PM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:46 PM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:46 PM
عاشق
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:48 PM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 03:54 PM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-17-2022, 04:00 PM
:636:

رحيل
05-19-2023, 06:30 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك.
تحياتى

Şøķåŕą
09-12-2023, 07:24 PM
جزاكم الله خير

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:12 PM
شكرا لك على المرور العذب :kf:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:12 PM
شكرا لك على المرور العذب :629:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:12 PM
شكرا لك على المرور العذب :em22:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :301:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :glb4:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :ah3:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :25:

Şøķåŕą
05-04-2025, 01:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :624: