المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد «رمضـان»؟ العلماء: الاستمرار فى الطاعات دليل على قبول الأعمال


الدكتور على حسن
05-16-2022, 05:17 PM
باختتام «رمضان».. يكون مَنْ ربح قد ربح، ومَنْ خسر قد خسر، ويصبح الشهر شاهدا على المرء يوم القيامة، بما عمله وأودعه فيه؛ لكن هل تنقضى العبادة بانقضائه؟ علماء الدين ينصحون بأن نستمر على طاعتنا لله بعده، لأننا لا نعبد «رمضان» لكن نعبد «رب رمضان»، داعين إلى المواظبة على فعل الطاعات، بصفتها دليلا على قبول الأعمال، من الله تعالي.


فى البداية يقول الدكتور عبدالغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: انقضى رمضان، وبقى الإيمان والصيام، ففى حديث أبى هريرة، رضى الله عنه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أى الصيام بعد رمضان أفضل؟، فقال: شهر الله المحرم»، أما أفضل أيام صومه فهو يوم «عاشوراء»، لما ورد فيه من الأحاديث الثابتة عن جماعة من الصحابة «أنه صلى الله عليه وسلم صامه، وأمر بصيامه، ثم قال: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم،
فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر».
ويضيف الدكتور عبدالغني: «لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه» قالوا: يا رسول الله إنه يوم يعظمه اليهود والنصاري، فقال: «إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع»، فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويتابع: «علينا أن نبدأ بصيام ستة أيام من شوال»، لحديثه صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ)، رواه مسلم، مشيرا إلى أن علينا أن نكثر من أعمال الخير، من صدقة وبر، وقيام ليل، وصلة أرحام، فالمقصود من هذه العبادات أن نحسن أخلاقنا، ونهذب نفوسنا، فنخرج بعد رمضان محافظين على أنفسنا من المعاصي، كالحاج الذى يعود من حجه.. عليه أن يكون حريصا على عدم الوقوع فى المعاصي، حتى لا يضيع ثواب حَجته، وكذلك من قام ليل رمضان، وصام نهاره، وحفظ جوارحه، عليه أن يحافظ على هذا المسلك الطيب

بعد خروجه من هذا الشهر الكريم.
بركة الاستغفار
والأمر هكذا، يوصى د. الغريب بكثرة الاستغفار بعد مضى الشهر الكريم، لاسيما عقب الطاعات، لما له من مغزى وأهمية، والدليل، أننا بعد كل صلاة نستغفر الله، فكل طاعة نقدمها نشرع بعدها بالاستغفار، وصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، فكم جرحنا صيامنا بسهام الكلام، حتى كان بعض السلف إذا صلى استغفر الله من تقصيره فيها، كما يستغفر المذنب من ذنبه، فإذا كان هذا حال المحسنين، فكيف يكون حالنا نحن المسيئين المقصرين؟ ويوضح أن أنفع الاستغفار ما قرنته التوبة، وهى حل عقدة الإصرار على الذنب، فمن استغفر الله بلسانه بينما فى قلبه إصرار على المعصية، وعزم على أن يرجع إلى المعاصى بعد رمضان، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود، ومن هنا يجعلنا صيام السنن بعد رمضان نعيش فى ذكرى طيبة قضيناها فيه، ومن هنا جاءت أهمية صيام النوافل بعد انقضاء رمضان، فالإنسان يُثاب على الإخلاص فى العبادة بين الإنسان وربه.
ويجذب الانتباه الدكتور آحمد كريمة استاذ الفقة بجامعة الأزهر إلى أنه بعد رمضان لا بد أن نقدم مادة دينية علمية فى الإعلام الرسمى تجذب الناس، وذلك بعد أن انصرفوا إلى وسائل أخرى للتعلم، كوسائل التواصل الاجتماعي، والاستماع للعلماء على «يوتيوب»، لتعويض ما لم يجدوه فى الإعلام، إذ ما زلنا بحاجة إلى تبسيط شرح أحكام العبادات بأسلوب سهل.
فى سياق متصل، يقول الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين بأسيوط: نلاحظ أن كثيرا من الناس يفوتون الصلوات مع الجماعة بعد انقضاء الشهر الكريم، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين فى صلاة التراويح التى هى «سُنة»، نراها قد قل روادها فى الصلوات الخمس التى هى فرض، ويصبح الانشغال بالحياة هو الغالب، وهذا من علامات عدم قبول الصيام، وهى أن يعود الإنسان إلى أسوأ ما كان عليه قبله، فالإنسان الذى يتقبله الله له علامات للقبول، فتجده يبكى خوفاً من ألا يتقبل الله منه صيامه.. كما كان السلف يسألون الله القبول ستة أشهر بعد رمضان. ويشدد على أنه أيضا من علامات القبول أن يكون المسلم أفضل حالا مما كان عليه قبل رمضان، مستمرا فى أعمال الخير والطاعات، إذ قال تعالي: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، وبالتالى فرمضان شهر للتوبة عن المعاصي، فلا يجب أن نعود لها بعد انقضائه.
نفحات الدهر
من جانبها، تقول الدكتورة وفاء عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الله تعالى جعل فى أيام دهرنا نفحات كثيرة، ففضل الرسل بعضها على بعض، والأماكن والأزمنة بعضها على بعض، فإذا كان شهر رمضان أفضل الشهور، فهناك أيام أحبها الله يجب ألا ننساها، وهى أيام العشر من ذى الحجة، إذ أقسم الله، عز وجل، بها فى قوله تعالي: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِى حِجْرٍ)، فأقسم تعالى بالفجر، الذى هو آخر الليل، ومقدمة النهار، لما فى الإدبار والإقبال، من الآيات الدالة على كمال قدرته سبحانه، وأنه وحده المدبر لأمور الكون،

فلا تنبغى العبادة إلا له.
وتتابع: «يقع فى الفجر صلاة فاضلة معظمة، لهذا أقسم بعد الفجر بالليالى العشر، وهى على الصحيح: ليالى عشر ذى الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع فى غيرها، وفيها الوقوف بعرفة، الذى يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فلا يُرى أحقر ولا أدحر منه فى يوم عرفة، لما يرى من تنزل الملائكة والرحمة من الله لعباده.
وتختتم حديثها بالقول: المسلم الحق يستغل مواسم الطاعات، وفترات إقبال العبادات.. قال تعالي: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ». وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، رضى الله عنه، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «الْتَمِسُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ»، فالعام كله نفحات يجب أن نتعرض لها،

ومنها يبدأ الإخلاص لله، تعالى، فى العبادة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علـــى

♥мs.мooη♥
05-16-2022, 05:35 PM
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك

عاشق الغيم
05-16-2022, 07:00 PM
جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ

بنت الشام
05-16-2022, 07:19 PM
بارك الله فيك

мя Зάмояч
05-16-2022, 07:44 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

♡ Šąɱąя ♡
05-16-2022, 08:07 PM
جزاك الله خيراا
:em5:

⦁.Σнѕαѕ.☘
05-16-2022, 09:08 PM
يسلموا الايادي


ودي

Şøķåŕą
05-17-2022, 07:49 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

خالد الشاعر
05-17-2022, 02:15 PM
جزاك الله خير الجزاء
جعل يومك نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالك
دام لنا عطائك

إميلي.
05-17-2022, 07:10 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

خاطري آضمـڪ
05-18-2022, 04:01 AM
جزاك اللهُ خير الجزاء..
جعل يومگ نورا وسرورا
وجبالا من الحسنات تعانقها بُحورا
جعلها آلله في ميزان آعمآلَگ
دام لَنآ عطائك

تذكارُ...!
05-18-2022, 06:18 PM
يَآَ مَآَلْ اََلَعَآَفِيَهَ http://www.jnoon-m.com/vb/images/smilies/004.gifhttp://www.jnoon-m.com/vb/images/smilies/004.gif
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

سمارا
05-27-2022, 09:08 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

غـُـلايےّ
09-10-2022, 11:39 AM
مُترَفةً دَوحَتكْ بِما هُو ..جَميلْ
اَشْكُرك لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’

Şøķåŕą
06-28-2023, 06:22 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
10-10-2024, 01:03 PM
اشكرك على الطرح المفيد .، .،
والإنتقاء الجميل .،
سلمت اياديك .،
بإنتظار القادم بشوق
لروحك جنائن الورد.،