تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جماليات يوم القيامة (1)


نسر الشام
07-02-2018, 07:20 PM
جماليات يوم القيامة (1)



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين:
أضع بين يدي القارئ مقالًا بعنوان (جماليات يوم القيامة)، أضع فيه الجانب الآخر ليوم القيامة، الجانب الذي يغفُل عنه الكثيرون، وهو جانب مرافقٌ لجانب الفزع، (الذي لا يخفى على الكثيرين، والذي يشفق منه السالكون، والذي يُحذِّر منه المنذِرون).

كثير منا يعلم أن يوم القيامة هو يوم عسير ((وهو كذلك على الكافرين)، والكل يخاف من ذلك اليوم الذي يستحق بالفعل منا أن نخاف منه، لكن مع ذلك هناك جوانب مضيئة تشوقنا إلى ذلك اليوم، وأهمها هو لقاء الله، وتستحق منا هذه الجوانب أن نُلقي عليها بعض الأضواء.

﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5]، فمحبة لقاء الله هدف سامٍ، يسعى له المؤمن في حياته؛ ((مَن أحَبَّ لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومَن كرِه لقاء الله، كره الله لقاءه))؛ البخاري.
﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41].

فهذه الحياة الدنيا أشبه بمستنقع من الظلم والاستعباد، وبيئة للجريمة وسفك الدماء، ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]، وأشبه بغابةٍ موحشة لا أمان فيها، فيها من التعب والمرض، والنكد والضنك - ما الله به أعلم، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]؛ أي: في تعب.

ويمكن أن نمثل حياتنا الدنيا كقاعةٍ فيها مجموعة من المجرمين عاثوا فيها فسادًا، وقتلوا وسلبوا واغتصبوا، وتمنى جميع مَن في القاعة وصول الشرطة، وإذا بالشرطة قد أحاطوا بالمبنى، ودخلوا من كل مكان، فعم الهدوء، ودخل السرور، وتم عقاب المجرمين، فهذا تمامًا ما سيحدث في ذلك اليوم:
فبعد كل هذا الفساد الذي عمَّ، والظلم الذي استشرى، جاء اليوم الذي لا ظُلم فيه[1].
وبعد كثرة الرِّشا والوساطات بغير حق، جاء اليوم الذي لا تُقبل فيه الوساطات والرِّشا .
وبعد أن كثُر الكذب في وسائل الإعلام، جاء اليوم الذي يكتم فيه على الأفواه[3].
وبعد أن سعى المفسدون في الأرض، وأكثروا فيها الفساد، جاء اليوم الذي لا فساد فيه.
وبعد أن تكلم في الدنيا مَن هو ليس أهلًا للكلام، جاء اليوم الذي لا أحد يتكلم إلا بإذن الواحد الأحد.
وبعد أن تلوَّثت البيئة بمخلفات البشر، جاء اليوم الذي الذي لا ترى فيه عوجًا ولا أَمْتًا.
وبعد أن عمَّ الظلام، جاء اليوم الذي أشرقت فيه الأرضُ بنور ربها.
وبعد أن قُضي بين الناس بغير الحق، جاء اليوم الذي يُقضَى فيه بينهم بالعدل.
وبعد أن تعالَتِ الأصوات والضجيج، جاء اليوم الذي خشَعَت فيه الأصوات للرحمن.

وعندما صُنف الناس في هذه الحياة على أساس العِرق واللون، والشكل والجنسية، جاء التفريق يوم القيامة على أساس الإيمان: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾ [السجدة: 18].

وعندما تفاضل الناس على متاعِ الحياة الدنيا؛ كالمال والجاه، والمنصب والشهادة، كان التفاضل في القيامة على أساس التقوى؛ ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].
وعندما حكم الملوك بغيرِ ما أنزل الله، جاء اليوم الذي لا مُلك فيه إلا للواحد الأحد.

وعندما ترى كيف يتعامَل الناس مع بعضهم البعض، وما فيه من بخس الحقوق، تتطلع إلى اليوم الذي أمره بيدِ الله وحده.
فكم من وعدٍ قد أُخلف، وكم من عهد قد نُقض، وكم من دمٍ قد سُفك، وكم من مسجد قد هُدم، وكم من نسل قد قُطع، وكم من حرث قد أُهلِك، وكم من دين قد ضُيِّع! فما أحوجنا إلى يوم الحساب، إلى يوم الفصل، إلى يوم الدين، إلى يوم الجمع، إلى اليوم الذي يُقضَى فيه بالقسط، اليوم الذي يوفَّى فيه الصابرون أجرهم بغير حساب، اليوم الذي ينفع الصادقين صدقُهم، اليوم الذي يكون فيه مَن عفا وأصلح أجرُه على الله، اليوم الذي تنطق في آخرِه الخلائق بالحمد لله رب العالمين؛ ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75]، حتى الظالم سيعلم أنه لم يُظلَم في ذلك اليوم، وسيرضى بالعقاب؛ لأنه يعلم أنه يستحقه.

أخيراً، فبالإضافة إلى جانب الرجاء الذي ذكرناه في هذه المقالة، فإننا يجب ألا نغفلَ عن الجانب الآخر، وهو الخوف والشفقة من ذلك اليوم العظيم، فالجانبان مترافقان متلازمان، ونتذكَّر قوله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].

سهآد
07-02-2018, 11:36 PM
http://www.faresandbehar.com/Gallery/images/rd/0011.gif

بٰٰقايٰا روحہٰ
07-03-2018, 06:58 AM
سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
ننتظرالقادم منك بشوق
الجوري لشخصك:241:

أبو علياء
07-03-2018, 08:03 AM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
على الموضوع الرائع والمميز
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

ѕнмонк
07-03-2018, 09:20 AM
جزاكم الله خيراً وباركَ الله بكم
طرح قيم وأكثر من نافع
بوركت يمينكم على الطرح الأكثر من رائع
بإنتظار القادم
دمتم بصحة وعافية

لذة مطر ..!
07-03-2018, 09:42 AM
جزاك الله خير / وجعله في موازين حسناتك .. :34:

غـُـلايےّ
07-03-2018, 11:44 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

بسمة فجر
07-03-2018, 03:42 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

شموخ الغلا
07-03-2018, 08:13 PM
جزاك الله خيرع الطرح القيم
وجعله ربي في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الباري
:241:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
07-04-2018, 12:43 PM
جزاك الله خير ونفع بك
وآصل تألقك

إيلين
07-05-2018, 08:55 PM
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

روحي تبيك
07-06-2018, 04:47 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن

جرعة جنون
07-24-2018, 10:32 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..

Şøķåŕą
06-26-2022, 10:40 AM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

بنت العز
04-18-2024, 07:44 AM
يّعَطٌيّك أِلَفُ عَافُيّهِ عَلَى الَإنتًقآء الَرٌائعَ
طًرَح رٌآئٍع كـ رٌوِعَة حًضّوِرٌكـ
لَك كلَ الَشّكرٌ وِالَتُقَدُيّرٌ
إِحًتَرٌامُيَ

Şøķåŕą
05-04-2024, 05:25 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
07-21-2024, 01:06 PM
سلمت أناملك على الطرح المميّزhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ويعطيك العافية على المجهود المبذولhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعكhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
لك تحياتي وفائق شكريhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ولك كل الودhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif

Şøķåŕą
09-19-2024, 06:43 PM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز
سلمت الأيادي عالطرح
دمت بود

البرنس مديح آل قطب
10-17-2024, 10:55 AM
[ALIGN=CENTER]
https://www.raed.net/img?id=1021979

https://www.raed.net/img?id=1021981
https://www.raed.net/img?id=1021981
https://www.raed.net/img?id=1021981

ماشاء الله ردكم دائماً يسعد القلب :620:
يعطيكم العافية على ردكم المنمق الجميل :eq-34:https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ما ننحرم من فيض تواجدكم بمتصفحي https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ننتظرحضوركم على الدوام :mh53:
لكم تحياتي وفائق شكري :h5:https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ولكم كل الود وباقات جاسمين :j1:
يسلموااااااااااااااااااا :eq-32:
https://www.raed.net/img?id=1022010


القيصر العاشق

البـ مديح آل قطب ــــــرنس
https://www.raed.net/img?id=1022022