المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم : الآية رقم 30 من سورة الشورى


Şøķåŕą
05-15-2022, 11:15 PM
تفسير الآية
ثم بين- سبحانه- أن ما يصيب الناس من بلاء إنما هو بسبب أعمالهم فقال: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ.
أى: وما أصابكم- أيها الناس- من بلاء، كمرض وخوف وفقر فإنما هو بسبب ما اكتسبتموه من ذنوب، وما اقترفتموه من خطايا، ويعفو- سبحانه- عن كثير من السيئات التي ارتكبتموها، فلا يحاسبكم عليها رحمة منه بكم.
قال- تعالى- وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ.
.
.
وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث والآثار منها ما رواه ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب- رضى الله عنه- قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله، وحدثنا بها رسول صلّى الله عليه وسلّم قال:وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وسأفسرها لك يا على: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، والله- تعالى- أحلم من أن يثنى عليه العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه» .
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
قوله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت قرأ نافع وابن عامر ( بما كسبت ) بغير فاء .
الباقون ( فبما ) بالفاء ، واختاره أبو عبيد ، وأبو حاتم للزيادة في الحرف والأجر .
قال المهدوي : إن قدرت أن ( ما ) الموصولة جاز حذف الفاء وإثباتها ، والإثبات أحسن .
وإن قدرتها التي للشرط لم يجز الحذف عند سيبويه ، وأجازه الأخفش واحتج بقوله تعالى : وإن أطعتموهم إنكم لمشركون والمصيبة هنا الحدود على المعاصي ، قاله الحسن .
وقال الضحاك : ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه إلا بذنب ، قال الله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ثم قال : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن ، ذكره ابن المبارك عن عبد العزيز بن أبي رواد .
قال أبو عبيد : إنما هذا على الترك ، فأما الذي هو دائب في تلاوته حريص على حفظه إلا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء .
ومما يحقق ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينسى الشيء من القرآن حتى يذكره ، من ذلك حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : سمع قراءة رجل في المسجد فقال : ما له رحمه الله! لقد أذكرني آيات كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا .
وقيل : ( ما ) بمعنى الذي ، والمعنى الذي أصابكم فيما مضى بما كسبت أيديكم .
وقال علي - رضي الله عنه - : هذه الآية أرجى آية في كتاب الله عز وجل .
وإذا كان يكفر عني بالمصائب ويعفو عن كثير فما يبقى بعد كفارته وعفوه! وقد روي هذا المعنى مرفوعا عنه - رضي الله عنه - ، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم الآية : ( يا علي ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم .
والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعاقب به بعد عفوه ) .
وقال الحسن : لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله عنه أكثر .
وقال الحسن : دخلنا على عمران بن حصين فقال رجل : لا بد أن أسألك عما أرى بك من الوجع ، فقال عمران : يا أخي لا تفعل! فوالله إني لأحب الوجع ومن أحبه كان أحب الناس إلى الله ، قال الله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فهذا مما كسبت يدي ، وعفو ربي عما بقي أكثر .
وقال مرة الهمداني : رأيت على ظهر كف شريح قرحة فقلت : يا أبا أمية ، ما هذا ؟ قال : هذا بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .
وقال ابن عون : إن محمد بن سيرين لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال : إني لأعرف هذا الغم ، هذا بذنب أصبته منذ أربعين سنة .
وقال أحمد بن أبي الحواري قيل لأبي سليمان الداراني : ما بال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساء إليهم ؟ فقال : لأنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم ، قال الله تعالى : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وقال عكرمة : ما من نكبة أصابت عبدا فما فوقها إلا بذنب لم يكن الله ليغفره له إلا بها أو لينال درجة لم يكن يوصله إليها إلا بها .
وروي أن رجلا قال لموسى : يا موسى ، سل الله لي في حاجة يقضيها لي هو أعلم بها ، ففعل موسى ، فلما نزل إذ هو بالرجل قد مزق السبع لحمه وقتله ، فقال موسى : ما بال هذا يا رب ؟ فقال الله تبارك وتعالى له : ( يا موسى إنه سألني درجة علمت أنه لم يبلغها بعمله فأصبته بما ترى لأجعلها وسيلة له في نيل تلك الدرجة ) .
فكان أبو سليمان الداراني إذا ذكر هذا الحديث يقول : سبحان من كان قادرا على أن ينيله تلك الدرجة بلا بلوى! ولكنه يفعل ما يشاء .
قلت : ونظير هذه الآية في المعنى قوله تعالى : من يعمل سوءا يجز به وقد مضى القول فيه .
قال علماؤنا : وهذا في حق المؤمنين ، فأما الكافر فعقوبته مؤخرة إلى الآخرة .
وقيل : هذا خطاب للكفار ، وكان إذا أصابهم شر قالوا : هذا بشؤم محمد ، فرد عليهم وقال بل ذلك بشؤم كفركم .
والأول أكثر وأظهر وأشهر .
وقال ثابت البناني : إنه كان يقال ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا .
ثم فيها قولان : أحدهما : أنها خاصة في البالغين أن تكون عقوبة لهم ، وفي الأطفال أن تكون مثوبة لهم .
الثاني : أنها عقوبة عامة للبالغين في أنفسهم والأطفال في غيرهم من والد ووالدة .
ويعفو عن كثير أي : عن كثير من المعاصي ألا يكون عليها حدود ، وهو مقتضى قول الحسن .
وقيل : أي : يعفو عن كثير من العصاة ألا يعجل عليهم بالعقوبة .

- سمَـا.
05-16-2022, 09:55 AM
-






بارك الله فيك
وجزاك عنا كل خير
تقديري.

⦁.Σнѕαѕ.☘
05-16-2022, 11:56 AM
جزاكم الله عنا كل خير


تحيتي :em13:

O S C A R
05-16-2022, 01:34 PM
..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمتي بحفظ الله

خالد الشاعر
05-16-2022, 04:54 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

мя Зάмояч
05-16-2022, 07:59 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

♡ Šąɱąя ♡
05-16-2022, 08:16 PM
جزاك الله خيراا
:em5:

بنت الشام
05-17-2022, 10:24 AM
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:45 PM
احساس
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:45 PM
عمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:46 PM
سمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:46 PM
سما
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:46 PM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:47 PM
اوسكار
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
07-16-2022, 02:47 PM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود[/right]

Şøķåŕą
11-10-2022, 09:31 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

رحيل
12-05-2022, 01:44 PM
جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله

Şøķåŕą
05-10-2023, 07:09 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
04-06-2024, 12:01 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:223:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:39:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:a038:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:x44:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:579:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:s_8::596:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:59 PM
شكرا لك على المرور العذب:r4::17:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:59 PM
شكرا لك على المرور العذب:x44::d4::ry6:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:59 PM
شكرا لك على المرور العذب:556::sh-f::u11:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:59 PM
شكرا لك على المرور العذب:147::f15::x97:

Şøķåŕą
04-14-2025, 02:59 PM
شكرا لك على المرور العذب:115::de::x44:

Şøķåŕą
04-14-2025, 03:00 PM
شكرا لك على المرور العذب:u11::ho3: