تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من موانع محبة الله عبدا ( الخيانة )


♡ Šąɱąя ♡
05-13-2022, 07:38 PM
معنى "الخيانة":
الخيانة - في اللغة - مصدر الفعل "خان" يخون خيانة وخونًا واختِيانًا ومخانة، وخان الشيء خونًا وخيانة ومخانة: نقص، وخان الأمانة: لم يُؤدِّها، وخان فلانًا: غدَر به؛ فهو خائن.. الجمع خَوَنَة. وخان النصيحة: لم يُخلِص فيها، ويقال: خانته رجلاه: لم يقدر على المشي، وخانه الدهر: غدر ربه[1].

وخوَّن فلانًا: نسبه إلى الخيانة. واختانه: خانه، ويقال: اختان المال. وتخوَّن الشيء: تنقَّصه، ويقال: تخون فلانٌ حقي؛ إذا تنقصه شيئًا فشيئا، وتخوّن فلانًا: اتهمه بالخيانة. والخائنة: الخيانة، وفي القرآن الكريم ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19].

والخوَّان: المبالغ في الخيانة بالإصرار عليها. ويقال: دهر خوَّان[2].

والخيانة ضد الأمانة، وهذه الأخيرة من أعظم أخلاق الدين؛ بل هي الدين كله.. قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: 68].. قال ابن كثير - في تفسيرها -: قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك والحسن البصري وغير واحد: إن الأمانة هي الفرائض، وهو مروي عن ابن عباس، وقال آخرون: هي الطاعة، وقال الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال أُبَيُّ بن كعب: من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها، وقال قتادة: الأمانة الدين والفرائض والحدود، وقال بعضهم: الغُسل من الخيانة[3]، وقال مالك عن زيد بن أسلم قال: الأمانة ثلاثة؛ الصلاة والصيام والاغتسال من الجنابة. وكل هذه الأقوال لا تَنافِيَ بينها؛ بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف وقبول الأوامر والنواهي بشرطها، وهو أنه إن قام بذلك أثيب وإن تركها عوقِب؛ فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه[4].

والأمانة تعني الوفاء، والوفاء يعني التمام؛ أي أداء تمام الحق وأخذ تمام الحق بلا زيادة ولا نقصان[5]. والأمانة والوفاء والصدق متقاربة المعاني، وداخل بعضها في بعض، وجميعها من صفات المؤمنين.. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8، والمعارج: 32]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]. كذلك فإن أضدادها من الخيانة والغدر والكذب متقاربة المعاني، وجميعها من صفات المنافقين والكافرين.. قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 32]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"[6].. قال الحافظ: ووجه الاقتصار على هذه العلامات الثلاث أنها منبهةٌ على ما عداها؛ إذ أصل الديانة منحصر في ثلاث: القول والفعل والنيّة؛ فنبه على فساد القول بالكذب، وعلى فساد الفِعْل بالخيانة، وعلى فساد النية بالخُلْف[7].

الفرق بين "الخِيَانة" و"الخَوَّانِيَّة":
إذا كانت "الخيانة" مصدر خان يخون، واسمًا على الغدر والخلف والكذب وتبديد الحقوق أو جحودها، فإن "الخَوَّانِيَّة" مصدرٌ صناعي من "خوَّان"، وهذا الأخير صيغة مبالغة من "خائن"؛ فمصدره خان خيانة، وأما المصدر من "خَوّان" خوَّانية. وقلنا "الخيانة" و"الخوّانية" لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾؛ فالدقة تقتضي القول: إن ما يمنع من حبه تعالى عبده هو "الخيانة" و"الخوَّانِيَّة"، والله تعالى أعلم.

أولاً: الخيانة بمعنى قتل المعاهد، والمؤمَّن:
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]، وقال: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].

وقد سبق الحديث حول الآية الأولى، أما الآية الأخرى فنـزلت في حال المسلمين وبني قريظة والمسلمين بعد الأحزاب.. قال السيوطي: روى أبو الشيخ عن ابن شهاب قال: دخل جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "قد وضعت السلاح ومازلنا في طلب القوم؛ فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة، وأنزل فيهم ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً ﴾ الآية [8].

وقد عمل بهذه الآية الصحابَةُ في الفتوح الإسلامية، فطبقها معاوية في غزو الروم وطبقها سلمان في غزو فارس[9].

وقد حمل بعض المفسرين قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ على المؤمنين إن هم خانوا.. قال الصابوني: وهذا كالتعليل للأمر بنبذ العهد؛ أي لا يحب من ليس عنده وفاء ولا عهد[10]، وقال ابن كثير: أي حتى ولو في حق الكفار لا يحبها أيضًا[11]، وقال السعدي: فلابد من أمرٍ بيِّن يبرئكم من الخيانة[12]. إلا أنه مع ذلك يحتمل أن يكون المقصود الكافرين الذين خِيفت خيانتهم، فنهى الله النبي والمؤمنين عن أن يشبهوهم في أخلاقهم التي يكرهها الله تعالى.

وحول قوله تعالى: ﴿ فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ﴾ [محمد: 4] الآية، يقول أحد الباحثين: يمثل قتال الذين كفروا الذي أمرت به الآية القرآنية أحد المبادئ الإسلامية والقضايا القرآنية التي أسيء فهمها كثيرا على طول التاريخ الإسلامي واختلاف أوضاع المسلمين قوةً وضعفًا، يستوي في ذلك الفهم السيئ من لا يؤمنون بالإسلام ولا يرون في رسوله - صلى الله عليه وسلم - أحد الرسل وخاتَمَهم الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، ومن يؤمنون بذلك ويرون في قتال غير المؤمنين - بشروطه - فريضة على المسلمين توجبها الدعوة إلى الله، ويُناط بها استقامة الناس وهدايتهم على صراط الله الحميد[13].

ولا يهمنا رأي غير المسلمين الذي نعلم أن سببه التحامل على الإسلام إما لإغراضٍ أو لجهل، أما سوء موقف المسلمين من الجهاد فسببه إفراط المفرِطين وتفريط المفَرِّطين؛ إذ المسلمون تفرقوا إلى فرق ومذاهب وجماعات شتى، وأصبح لكل فرقة أو مذهب أو جماعة رأيٌ في جهاد الكفار.

فعلى حين تطرّف بعض المسلمين حتى وصلت بهم الحال إلى اتباع الأذناب من القاديانية الذين يدَّعون أنه يحرُم قتال المستعمر الكافر، نجد في زماننا وقبله من يَقتُلون بالجملة؛ فيَقتُلون المستأمنين والنساء والشيوخ والأطفال.. محاربين وغير محاربين، بل ربما يقتلون المسلمين أنفسهم، بل ربما قتلوا المسلمين الآمنين وتركوا الكفار المعتدين؛ وليس هذا بالمستغرب ولا هو بالجديد، فلقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في هؤلاء الخوارج: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"[14].

وقد تناولنا قبلُ أصناف من يجب قتلهم ومن يحرم؛ فلا حاجة لإيراده هنا.

بعض الأحاديث التي تحذِّر من قتل المعاهد والمؤمَّن:
1- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره؛ ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة"[15].

2- وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبو حسيلٍ. قال: فأخذنا كفار قريش. قالوا: إنكم تريدون محمدا. فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة. فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه؛ فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر؛ فقال: "انصرفا.. نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم"[16].

وقد نقل ابن القيم في "زاد المعاد" جملة أحاديث في هذا الأمر.. نعتها بالثبوت عنه - صلى الله عليه وسلم -.. قال:
3- ثبت عنه أنه قال: "ذمة المسلمين واحدة.. يسعى بها أدناهم؛ فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.. لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلا"[17].

4- وقال: "المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم.. لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهدٍ في عهده، من أحدث حدثًا فعلى نفسه، ومن أحدث أو آوى محدِثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"[18].

5- وثبت عنه أنه قال: "من كان بينه وبين قومٍ عهد فلا يحُلَّنَّ عقدة ولا يشدها حتى يمضي أمده، أو ينبذ إليهم على سواء"[19].

6- وقال: "من أمّن رجلا على نفسه فقتله فأنا بريء من القاتل"[20]، وفي لفظ: "أعطي لواء غدرة"[21].

7- وقال: "لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة[22] يعرف به.. يقال: هذه غدرة فلان ابن فلان"[23].

8- ويذكر عنه أنه قال: "ما نقض قوم العهد إلا أديل عليهم العدو"[24].

والخلاصة أن الخيانة التي تمنع من محبّة الله تعالى منها أن يقتل المسلم معاهدًا أو من في معناه من الآمن والمستأمَن.. إلخ.

ثانيًا: ارتكاب الكبائر وإلصاقها بالبُرَآء:
يقول تعالى: ﴿ وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ﴾ [النساء: 107].

قوله تعالى: (يختانون) مصدره "اختيان".. و"الاختيان" و"الخيانة" بمعنى الجناية والظلم والإثم [25].

وفي سبب نزول هذه الآية رُوي أن رجلا من الأنصار يقال له "طعمة بن أبيرق" من بني ظفر سرق درعًا من جاره "قتادة بن النعمان" في جراب دقيق؛ فجعل الدقيق ينتثر من خَرْقٍ فيه فخبأها عند "زيد بن السمين" اليهودي؛ فالتمست الدرع عند "طعمة" فلم توجد، وحلف ما أخذها وما له بها علم؛ فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منـزل اليهودي فأخذوها فقال: دفعها إليّ طعمة، وشهد له ناسٌ من اليهود؛ فقالت بنو ظفر: انطلقوا بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وشهدوا ببراءته وسرقة اليهودي؛ فهمَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل فنـزلت الآية ﴿ إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ.. ﴾ الآية، وهرب "طعمة" إلى مكة، وارتد، ونقب حائطا بمكة ليسرق أهله فسقط عليه فقتله[26].

أما عن قوله تعالى: ﴿ خَوَّانًا ﴾ فمبالغة من الخيانة؛ ولذا قلنا "الخوّانية"، إلى جانب "الخيانة"؛ وهو بمعنى الإفراط فيها.. ينساق إليها ثم ينساق إلى ما تجرُّه؛ كما انساق هذا المنافق إلى الردة ومفارقة الجماعة المؤمنة. ومن الإفرط في الخيانة تكرارها؛ بمعنى فعلها مرة تلو مرة حتى تصبح من خصاله فيصبح منافقا.. قال - صلى الله عليه وسلم -: "آية المنافق ثلاث.. إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"[27].

فبهذا يكون الأرجح - والله أعلم - أن السرقة مرة أو مراتٍ قليلة مع الحدّ لا تمنع من حبّه تعالى، وإنما تكون بالإفراط فيها؛ سواء باتهام البريء بها، أو بتكرارها حتى تصبح خلقًا وديدنًا، أو بتطورها حتى تصبح كفرًا وردة.

وقياسًا على ذلك يكون كل من يرتكب كبيرة ويلصقها بغيره داخلا تحت حكم الآية الكريمة؛ كالقاتل والزاني وشارب الخمر الذين يرمون غيرهم بسوء فعالهم، وذلك عملا بعموم الآية، خاصة وأن سبب نـزولها ضعيف.

من فوائد قصة الآية:
وردت هذه الآية من سورة النساء ضمن آيات تزخر بالمعاني الجليلة والفوائد البديعة:
أ- سياق الآيات: قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرْ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً * يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً * هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً * وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً * وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً * لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [النساء: 105-114].

ب- ما يستفاد من هذه الآيات فيما يخص موضوعَنا:
1- أن الحكم يكون بوحي الله وليس بهوى النفس ولا بهوى الناس.

2- ألا يضع الإنسان نفسه في صف ظالم فيجادل عنه، ويحتمل أيضًا قوله تعالى: ﴿ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً ﴾ - من الناحية اللغوية - أن لا تجادل الخائنين، كما قال تعالى: ﴿ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وقال: ﴿ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، وقال: ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِالله لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ﴾ [التوبة: 95].

3- أنه إذا هم الإنسان بارتكاب محرم فليستغفر الله تعالى.

4- من علامات المنافقين أنهم يستخفون من الناس؛ كما فعل سارق الدرع، فأخفاها في جراب الدقيق، ولا يستخفون من الله بألا يسرقوا أصلا.

5- أن جدال المؤمنين عن ذويهم من الخائنين إذا نفعهم في الدنيا بأن صرف الأعين عنهم؛ فلن ينفعهم في الآخرة لأنهم سيُفضحون. وربما لا ينفعهم في الدنيا كما لم ينفع سارق الدرع؛ إذ كشفه الله.

6- أن من يرتكب إثمًا ويرم به بريئا - ولو كان يهوديًّا كافرًا - فقد احتمل بهتانًا وإثما مبينًا.

7- أن من يطيع متبعَ هواه يضلّ، وأن الإنسان لابد أن يحق الحق ولو كان على عزيز أو ذي مكانة.

والخلاصة أن السرقة، بل وعموم الكبائر، تعد من الخيانة، واتهام البريء بها - وهو أيضًا كبيرة - يعد من الخيانة أيضًا. وأن كلتيهما -والله أعلم- من موانع محبّة الله تعالى عبده؛ خاصة إذا تكررتا وأصبحتا من صفات المنافقين؛ أي صفة لازمة للمرء. نعوذ بالله من ذلك.

خلاصة هذا المانع:
نخلص من هذا المانع؛ أي "الخيانة" و"الخوّانية"، بأن هاتين الصفتين تأتيان بمعنيين اثنين:
المعنى الأول: قتل المعاهد والآمن والمستأمن، ومن في معناهم ممن حرم الله دماءهم، وقد نادينا بالاحتراز من ذلك في المانع السابق.

والمعنى الثاني: اقتراف الكبائر، وخاصة السرقة، واتهام البريء بها؛ خصوصا إذا تكررت وتطورت.

غير أن هذين - والله أعلم - لا يكونان مانعين من محبته تعالى إلا إذا لم يتب فاعلهما، بحيث يصبحان له ديدنًا وعادة؛ مما ينذر بسوء الخاتمة، أما لو تاب وأقلع وندم فإن باب التوبة مفتوحٌ إن شاء الله.

♔ قمر بغداد ♔
05-13-2022, 08:48 PM
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحكَ متوهجاً بِروَعَةْ مَا تِطَرحْ
لروحَكَ جِنآئِن وَرديهّ
وَأمنيآت بِ أيآم أَجّملّ

мя Зάмояч
05-13-2022, 09:15 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

عاشق الغيم
05-14-2022, 03:12 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك
وبطرحك القييم بارك الله فيك

جَوآهر
05-14-2022, 04:11 AM
_


يعطيك الف عافيه على الطرح المميز
سلمت :rose: .

Şøķåŕą
05-14-2022, 06:15 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

شيخة الزين
05-14-2022, 06:15 AM
طــرح قيم بارك الله فيك واثابك الجنه
وجعله في ميزان حسناتك

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
05-14-2022, 06:45 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

بنت الشام
05-14-2022, 09:40 AM
جزاااك الله خير

وجعلها من موازين حسناتك

الدكتور على حسن
05-15-2022, 02:08 AM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
:rose::eq-32::rose:

- سمَـا.
05-15-2022, 10:36 AM
-














اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك
تقديري :f15:.

خالد الشاعر
05-15-2022, 08:10 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

تذكارُ...!
05-18-2022, 06:32 PM
يَآَ مَآَلْ اََلَعَآَفِيَهَ http://www.jnoon-m.com/vb/images/smilies/004.gifhttp://www.jnoon-m.com/vb/images/smilies/004.gif
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

سمارا
05-27-2022, 08:50 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:37 PM
سكره:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:37 PM
قمر:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:37 PM
سما:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
ملك:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
ميراي:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
دكتور:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
بنت:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
خالد:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
روحي:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:38 PM
سمارا:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:39 PM
شيخه:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:39 PM
عاشق:239:

♡ Šąɱąя ♡
05-28-2022, 03:39 PM
فيولا:239:

غـُـلايےّ
09-10-2022, 11:24 AM
مُترَفةً دَوحَتكْ بِما هُو ..جَميلْ
اَشْكُرك لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’

Şøķåŕą
09-18-2022, 12:25 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل
09-05-2024, 12:35 AM
بارك الله فيكم .. ونفع بكم
واثابكم الله الفردوس الأعلى من الجنه..
على هذا المجهود الرائــع..
ربي يعطيكم الف عافيه

Şøķåŕą
10-08-2024, 11:29 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير