رحيل
04-27-2022, 12:29 PM
عبد الله بن عمر :
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر , كادت أن تكون له الخلافة فصانه الله وحفظه من الفتن , قَالَ نَافِعٌ : دخل ابن عمر الكعبة فسمعته يقول وهو ساجد : قد تعلم ما يمنعني من مزاحمةِ قريش على هذه الدنيا إلا خوفك .
وعن سعيد بن جبير قَالَ : رَأَيْتُ ابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد وغيرهم كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ غير ابن عمر .
وكان لعبد الله بن عمر مِهْرَاسٌ فيه ماء , فيصلى ما قُدِّر له , ثم يصير إلى فراشه فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يقوم فيتوضأ , ثم يصلي , ثم يرجع إلى فراشه , فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يثب فيتوضأ , ثم يصلي , فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات , أو خمسًا .
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [سورة النساء : 41] فجعل ابن عمر يبكي حتى لصقت لحيته وجيبه من دموعه , فأراد رجل أن يقول لأبي : أقصر فقد آذيت الشيخ .
وعن نافع , كان ابن عمر إذا قرأ : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الحديد : 16] بكى حتى يغلبه البكاء .
وقيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله , قَالَ : لا تُطِيقونه , الوضوء لكلِّ صلاة , والمصحف فيما بينهما .
عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ : تَلَوْتُ هذه الآية :{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران 3/92] فذكرت ما أعطاني الله تَعَالَى , فما وجدت شيئًا أحبَّ إلي من جاريتي رضية , فقلت : هي حرة لوجه الله عزَّ وجل ؛ فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله عز وجل لنكحتها ؛ فأنكحها نافع فهي أم ولده .
عن نافع قَالَ : كَانَ ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه عزَّ وجل . قَالَ نافع : وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه , فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد ؛ فإذا رآه ابن عمر رضي الله تَعَالَى عنه على تلك الحالةِ الحسنة أعتقه فيقول : له أصحابه يا أبا عبد الرحمن ! والله ما بهم إلا أن يخدعوك , فيقول ابن عمر : فمن خدعنا بالله عز وجل تخدَّعنا له , قَالَ نافع : فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمالٍ عظيم ؛ فلما أعجبه سيره أناخه مكانه , ثم نزل عنه , فقال : يا نافع انزعوا زِمامه ورحله , وجللوه وأشعروه , وأدخلوه في البدن .
وعن ابن سيرين أن رجلًا قَالَ : لابن عمر أعمل لك جَوَارِش , قَالَ : وما هو ؟ قَالَ : شيء إذا كَظَّك الطَّعام فأصبت منه سهل , فقال : ما شبعت منذ أربعة أشهر , وما ذاك أن لا أكون له واجدا , ولكن عهدت قومًا يشبعون مرة , ويجوعون مرة .
قَالَ الذَّهبي : وأين مثل ابن عمر في دينه , وورعه , وعلمه , وتألهه , وخوفه , من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها , والقضاء من مثل عثمان فيرده , ونيابة الشّام لعلي فيهرب منه , فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب .
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر , كادت أن تكون له الخلافة فصانه الله وحفظه من الفتن , قَالَ نَافِعٌ : دخل ابن عمر الكعبة فسمعته يقول وهو ساجد : قد تعلم ما يمنعني من مزاحمةِ قريش على هذه الدنيا إلا خوفك .
وعن سعيد بن جبير قَالَ : رَأَيْتُ ابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد وغيرهم كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ غير ابن عمر .
وكان لعبد الله بن عمر مِهْرَاسٌ فيه ماء , فيصلى ما قُدِّر له , ثم يصير إلى فراشه فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يقوم فيتوضأ , ثم يصلي , ثم يرجع إلى فراشه , فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يثب فيتوضأ , ثم يصلي , فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات , أو خمسًا .
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [سورة النساء : 41] فجعل ابن عمر يبكي حتى لصقت لحيته وجيبه من دموعه , فأراد رجل أن يقول لأبي : أقصر فقد آذيت الشيخ .
وعن نافع , كان ابن عمر إذا قرأ : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الحديد : 16] بكى حتى يغلبه البكاء .
وقيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله , قَالَ : لا تُطِيقونه , الوضوء لكلِّ صلاة , والمصحف فيما بينهما .
عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ : تَلَوْتُ هذه الآية :{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران 3/92] فذكرت ما أعطاني الله تَعَالَى , فما وجدت شيئًا أحبَّ إلي من جاريتي رضية , فقلت : هي حرة لوجه الله عزَّ وجل ؛ فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله عز وجل لنكحتها ؛ فأنكحها نافع فهي أم ولده .
عن نافع قَالَ : كَانَ ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه عزَّ وجل . قَالَ نافع : وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه , فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد ؛ فإذا رآه ابن عمر رضي الله تَعَالَى عنه على تلك الحالةِ الحسنة أعتقه فيقول : له أصحابه يا أبا عبد الرحمن ! والله ما بهم إلا أن يخدعوك , فيقول ابن عمر : فمن خدعنا بالله عز وجل تخدَّعنا له , قَالَ نافع : فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمالٍ عظيم ؛ فلما أعجبه سيره أناخه مكانه , ثم نزل عنه , فقال : يا نافع انزعوا زِمامه ورحله , وجللوه وأشعروه , وأدخلوه في البدن .
وعن ابن سيرين أن رجلًا قَالَ : لابن عمر أعمل لك جَوَارِش , قَالَ : وما هو ؟ قَالَ : شيء إذا كَظَّك الطَّعام فأصبت منه سهل , فقال : ما شبعت منذ أربعة أشهر , وما ذاك أن لا أكون له واجدا , ولكن عهدت قومًا يشبعون مرة , ويجوعون مرة .
قَالَ الذَّهبي : وأين مثل ابن عمر في دينه , وورعه , وعلمه , وتألهه , وخوفه , من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها , والقضاء من مثل عثمان فيرده , ونيابة الشّام لعلي فيهرب منه , فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب .