Şøķåŕą
04-24-2022, 04:52 PM
سلسلة العقيدة الإسلامية الصحيحة
الحلقة الرابعة
عظمة الكلمة الطيبة لا إله إلا الله
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
فإن لكلمة التوحيد منزلةً عظيمةً، ومكانةً جليلةً؛ إذ هي مِفْتاح الجنة كما جاء في الحديث عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، إلا أن كثيرين من الناس في زماننا هذا جهلوا أشياء تتعلق بمبناها، وما دَرَوا ما يحويه معناها.
فلا إله إلا الله هي عبارة التوحيد، وعنوان الإسلام وأساسه، ومعناها أنه لا معبود بحق إلا الله.
▪ فإنَّ الشرع قد جعل الخير كلَّه والنَّجاة في هذه الكلمة (لا إله إلا الله).
▪ وجعل العذاب والهلاك على من نَكَل عنها.
ومعلوم أن هذا الفضل العظيم غير معقود على القول المجرَّد، بل قد بيَّن الشرع أن لكلمة (لا إله إلا الله) حقوقًا ومقتضيات مدارها كلها على الإقرار بالله تصديقًا وانقيادًا، وهو التوحيد الذي في القلب علمًا وعملًا.
وقد استنبط العلماء رحمهم الله تعالى لتحقيق هذه الشهادة شروطًا لا بد من توافرها مع انتفاء الموانع حتى تكون كلمة (لا إله إلا الله) مِفْتاحا للجنة.
وهذه الشروط هي أسنان المفتاح ولا بد من أخذها مجتمعة.
• فلا تنفع قائلها إلَّا باجتماعها فيه، وهي أيضًا اللوازم الضروريَّة التي وردت في الكتاب والسنة كعلامة مميزة تدل على صدق من نطق بشهادة التوحيد وصحة إسلامه.
وهذه اللوازم وإن كانت تتحقق بتلقائية فطرية في كل مسلم صادق آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا تتطلَّب شرحًا مفصلًا أو بيانًا مطولًا إلَّا أن فساد الفطرة وتغيُّر المفاهيم من طائفة إلى أخرى يدعو إلى بيان هذه الشروط وإظهار الضوابط الأساسيَّة التي وردت في القرآن والسنة حتى تظل الشهادة على نقائها المعروف في عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له: إن ناسًا يقولون: من قال: (لا إله إلا الله) دخل الجنة، فقال: من قال: (لا إله إلا الله) فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة (لا إله إلا الله)؟ قال: "بلى ولكن ما من مِفْتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" يشير بالأسنان إلى شروط (لا إله إلا الله) الواجب التزامها على كل مكلف.
وهاك هذه الشروط السبعة مختصرة:
أولًا: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل:
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19].
عن عثمان رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنَّه لا إلهَ إلا الله دخل الجنَّة))؛ رواه مسلم.
ثانيًا: اليقين المنافي للشك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا هريرة)) وأعطاني نعليه، قال: ((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: الرضا والقبول لها ولما جاءت به:
عن أبي سعيد الخُدْري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا وجبت له الجنة))؛ صحيح أبي داود.
رابعًا: الانقياد:
لما دلت عليه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22].
والعروة الوثقى: (لا إله إلا الله) ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾؛ أي: ينقاد لله بالإخلاص له.
خامسًا: الصدق:
عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: ((يا معاذ بن جبل))، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار))، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: ((إذًا يتكلوا)) وأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا".
سادسًا: الإخلاص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه))؛ البخاري.
سابعًا: المحبة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ البخاري.
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول:
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه
اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله) ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله)، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/154415/%D8%B3%D9سلسلة العقيدة الإسلامية الصحيحة
الحلقة الرابعة
عظمة الكلمة الطيبة لا إله إلا الله
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
فإن لكلمة التوحيد منزلةً عظيمةً، ومكانةً جليلةً؛ إذ هي مِفْتاح الجنة كما جاء في الحديث عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، إلا أن كثيرين من الناس في زماننا هذا جهلوا أشياء تتعلق بمبناها، وما دَرَوا ما يحويه معناها.
فلا إله إلا الله هي عبارة التوحيد، وعنوان الإسلام وأساسه، ومعناها أنه لا معبود بحق إلا الله.
▪ فإنَّ الشرع قد جعل الخير كلَّه والنَّجاة في هذه الكلمة (لا إله إلا الله).
▪ وجعل العذاب والهلاك على من نَكَل عنها.
ومعلوم أن هذا الفضل العظيم غير معقود على القول المجرَّد، بل قد بيَّن الشرع أن لكلمة (لا إله إلا الله) حقوقًا ومقتضيات مدارها كلها على الإقرار بالله تصديقًا وانقيادًا، وهو التوحيد الذي في القلب علمًا وعملًا.
وقد استنبط العلماء رحمهم الله تعالى لتحقيق هذه الشهادة شروطًا لا بد من توافرها مع انتفاء الموانع حتى تكون كلمة (لا إله إلا الله) مِفْتاحا للجنة.
وهذه الشروط هي أسنان المفتاح ولا بد من أخذها مجتمعة.
• فلا تنفع قائلها إلَّا باجتماعها فيه، وهي أيضًا اللوازم الضروريَّة التي وردت في الكتاب والسنة كعلامة مميزة تدل على صدق من نطق بشهادة التوحيد وصحة إسلامه.
وهذه اللوازم وإن كانت تتحقق بتلقائية فطرية في كل مسلم صادق آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا تتطلَّب شرحًا مفصلًا أو بيانًا مطولًا إلَّا أن فساد الفطرة وتغيُّر المفاهيم من طائفة إلى أخرى يدعو إلى بيان هذه الشروط وإظهار الضوابط الأساسيَّة التي وردت في القرآن والسنة حتى تظل الشهادة على نقائها المعروف في عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له: إن ناسًا يقولون: من قال: (لا إله إلا الله) دخل الجنة، فقال: من قال: (لا إله إلا الله) فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة (لا إله إلا الله)؟ قال: "بلى ولكن ما من مِفْتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" يشير بالأسنان إلى شروط (لا إله إلا الله) الواجب التزامها على كل مكلف.
وهاك هذه الشروط السبعة مختصرة:
أولًا: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل:
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19].
عن عثمان رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنَّه لا إلهَ إلا الله دخل الجنَّة))؛ رواه مسلم.
ثانيًا: اليقين المنافي للشك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا هريرة)) وأعطاني نعليه، قال: ((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: الرضا والقبول لها ولما جاءت به:
عن أبي سعيد الخُدْري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا وجبت له الجنة))؛ صحيح أبي داود.
رابعًا: الانقياد:
لما دلت عليه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22].
والعروة الوثقى: (لا إله إلا الله) ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾؛ أي: ينقاد لله بالإخلاص له.
خامسًا: الصدق:
عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: ((يا معاذ بن جبل))، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار))، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: ((إذًا يتكلوا)) وأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا".
سادسًا: الإخلاص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه))؛ البخاري.
سابعًا: المحبة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ البخاري.
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول:
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه
اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله) ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله)، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.
الحلقة الرابعة
عظمة الكلمة الطيبة لا إله إلا الله
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
فإن لكلمة التوحيد منزلةً عظيمةً، ومكانةً جليلةً؛ إذ هي مِفْتاح الجنة كما جاء في الحديث عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، إلا أن كثيرين من الناس في زماننا هذا جهلوا أشياء تتعلق بمبناها، وما دَرَوا ما يحويه معناها.
فلا إله إلا الله هي عبارة التوحيد، وعنوان الإسلام وأساسه، ومعناها أنه لا معبود بحق إلا الله.
▪ فإنَّ الشرع قد جعل الخير كلَّه والنَّجاة في هذه الكلمة (لا إله إلا الله).
▪ وجعل العذاب والهلاك على من نَكَل عنها.
ومعلوم أن هذا الفضل العظيم غير معقود على القول المجرَّد، بل قد بيَّن الشرع أن لكلمة (لا إله إلا الله) حقوقًا ومقتضيات مدارها كلها على الإقرار بالله تصديقًا وانقيادًا، وهو التوحيد الذي في القلب علمًا وعملًا.
وقد استنبط العلماء رحمهم الله تعالى لتحقيق هذه الشهادة شروطًا لا بد من توافرها مع انتفاء الموانع حتى تكون كلمة (لا إله إلا الله) مِفْتاحا للجنة.
وهذه الشروط هي أسنان المفتاح ولا بد من أخذها مجتمعة.
• فلا تنفع قائلها إلَّا باجتماعها فيه، وهي أيضًا اللوازم الضروريَّة التي وردت في الكتاب والسنة كعلامة مميزة تدل على صدق من نطق بشهادة التوحيد وصحة إسلامه.
وهذه اللوازم وإن كانت تتحقق بتلقائية فطرية في كل مسلم صادق آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا تتطلَّب شرحًا مفصلًا أو بيانًا مطولًا إلَّا أن فساد الفطرة وتغيُّر المفاهيم من طائفة إلى أخرى يدعو إلى بيان هذه الشروط وإظهار الضوابط الأساسيَّة التي وردت في القرآن والسنة حتى تظل الشهادة على نقائها المعروف في عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له: إن ناسًا يقولون: من قال: (لا إله إلا الله) دخل الجنة، فقال: من قال: (لا إله إلا الله) فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة (لا إله إلا الله)؟ قال: "بلى ولكن ما من مِفْتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" يشير بالأسنان إلى شروط (لا إله إلا الله) الواجب التزامها على كل مكلف.
وهاك هذه الشروط السبعة مختصرة:
أولًا: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل:
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19].
عن عثمان رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنَّه لا إلهَ إلا الله دخل الجنَّة))؛ رواه مسلم.
ثانيًا: اليقين المنافي للشك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا هريرة)) وأعطاني نعليه، قال: ((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: الرضا والقبول لها ولما جاءت به:
عن أبي سعيد الخُدْري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا وجبت له الجنة))؛ صحيح أبي داود.
رابعًا: الانقياد:
لما دلت عليه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22].
والعروة الوثقى: (لا إله إلا الله) ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾؛ أي: ينقاد لله بالإخلاص له.
خامسًا: الصدق:
عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: ((يا معاذ بن جبل))، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار))، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: ((إذًا يتكلوا)) وأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا".
سادسًا: الإخلاص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه))؛ البخاري.
سابعًا: المحبة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ البخاري.
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول:
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه
اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله) ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله)، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/154415/%D8%B3%D9سلسلة العقيدة الإسلامية الصحيحة
الحلقة الرابعة
عظمة الكلمة الطيبة لا إله إلا الله
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
فإن لكلمة التوحيد منزلةً عظيمةً، ومكانةً جليلةً؛ إذ هي مِفْتاح الجنة كما جاء في الحديث عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، إلا أن كثيرين من الناس في زماننا هذا جهلوا أشياء تتعلق بمبناها، وما دَرَوا ما يحويه معناها.
فلا إله إلا الله هي عبارة التوحيد، وعنوان الإسلام وأساسه، ومعناها أنه لا معبود بحق إلا الله.
▪ فإنَّ الشرع قد جعل الخير كلَّه والنَّجاة في هذه الكلمة (لا إله إلا الله).
▪ وجعل العذاب والهلاك على من نَكَل عنها.
ومعلوم أن هذا الفضل العظيم غير معقود على القول المجرَّد، بل قد بيَّن الشرع أن لكلمة (لا إله إلا الله) حقوقًا ومقتضيات مدارها كلها على الإقرار بالله تصديقًا وانقيادًا، وهو التوحيد الذي في القلب علمًا وعملًا.
وقد استنبط العلماء رحمهم الله تعالى لتحقيق هذه الشهادة شروطًا لا بد من توافرها مع انتفاء الموانع حتى تكون كلمة (لا إله إلا الله) مِفْتاحا للجنة.
وهذه الشروط هي أسنان المفتاح ولا بد من أخذها مجتمعة.
• فلا تنفع قائلها إلَّا باجتماعها فيه، وهي أيضًا اللوازم الضروريَّة التي وردت في الكتاب والسنة كعلامة مميزة تدل على صدق من نطق بشهادة التوحيد وصحة إسلامه.
وهذه اللوازم وإن كانت تتحقق بتلقائية فطرية في كل مسلم صادق آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا تتطلَّب شرحًا مفصلًا أو بيانًا مطولًا إلَّا أن فساد الفطرة وتغيُّر المفاهيم من طائفة إلى أخرى يدعو إلى بيان هذه الشروط وإظهار الضوابط الأساسيَّة التي وردت في القرآن والسنة حتى تظل الشهادة على نقائها المعروف في عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
جاء عن الحسن البصري رحمه الله أنه قيل له: إن ناسًا يقولون: من قال: (لا إله إلا الله) دخل الجنة، فقال: من قال: (لا إله إلا الله) فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجنة (لا إله إلا الله)؟ قال: "بلى ولكن ما من مِفْتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" يشير بالأسنان إلى شروط (لا إله إلا الله) الواجب التزامها على كل مكلف.
وهاك هذه الشروط السبعة مختصرة:
أولًا: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل:
قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [محمد: 19].
عن عثمان رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات وهو يعلم أنَّه لا إلهَ إلا الله دخل الجنَّة))؛ رواه مسلم.
ثانيًا: اليقين المنافي للشك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا هريرة)) وأعطاني نعليه، قال: ((اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: الرضا والقبول لها ولما جاءت به:
عن أبي سعيد الخُدْري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا وجبت له الجنة))؛ صحيح أبي داود.
رابعًا: الانقياد:
لما دلت عليه، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [لقمان: 22].
والعروة الوثقى: (لا إله إلا الله) ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾؛ أي: ينقاد لله بالإخلاص له.
خامسًا: الصدق:
عن أنس بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: ((يا معاذ بن جبل))، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على النار))، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: ((إذًا يتكلوا)) وأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا".
سادسًا: الإخلاص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه))؛ البخاري.
سابعًا: المحبة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))؛ البخاري.
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول:
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه
اللهم اجعلنا من أهل (لا إله إلا الله) ومن الداعين إليها، وممن يحيا عليها ويموت عليها ويدخل الجنة بها، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله)، اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.