Şøķåŕą
04-11-2022, 06:24 PM
كان سبب هلاك قارون أنّه لمّا أخرج موسى (عليه السّلام) بني إسرائيل من مصر وأنزلهم البادية، أنزل الله عليهم المنّ والسّلوى وانفجر لهم من الحجر اثنتا عشرة عينًا، بطروا وقالوا: ﴿ لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴾، قال لهم موسى (عليه السّلام): ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ﴾، فقالوا كما حكى الله تعالى: ﴿ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُواْ مِنْهَا ﴾، ثمّ قالوا لموسى (عليه السّلام): ﴿ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾، ففرض الله عليهم دخولها وحرّمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، فكانوا يقومون من أوّل اللّيل ويأخذون في قراءة التّوراة والدّعاء والبكاء وكان قارون منهم وكان يقرأ التّوراة ولم يكن فيهم أحسن صوتًا منه وكان يسمّى " المنون " لحسن قراءته وقد كان يعمل الكيميا، فلمّا طال الأمر على بني إسرائيل في التّيه والتّوبة وكان قارون قد امتنع من الدّخول معهم في التّوبة وكان موسى (عليه السّلام) يحبّه فدخل عليه موسى (عليه السّلام)، فقال: يا قارون قومك في التّوبة وأنت قاعد هاهنا ادخل معهم وإلاّ نزل بك العذاب، فاستهان به واستهزأ بقوله فخرج موسى (عليه السّلام) من عنده مغتمًّا فجلس في فناء قصره وعليه جبّة شعر ونعلان من جلد حمار شراكهما من خيوط شعر بيده العصا، فأمر قارون أن يصبّ عليه رمادًا قد خلط بالماء، فصبّ عليه فغضب موسى (عليه السّلام) غضبًا شديدًا وكان في كتفه شعرات كان إذا غضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدّم، فقال موسى (عليه السّلام): يا ربّ إن لم تغضب لي فلست لك بنبيّ، فأوحى الله إليه قد أمرت السّماوات والأرض أن تطيعك فمرها بما شئت وقد كان قارون قد أمر أن يغلق باب القصر، فأقبل موسى (عليه السّلام) فأومأ إلى الأبواب فانفرجت ودخل عليه، فلمّا نظر إليه قارون علم أنّه قد أوتي، فقال: يا موسى أسالك بالرّحم الّذي بيني وبينك، فقال له موسى يا بن لاوي لا تزدني من كلامك! يا أرض خذيه، فدخل القصر بما فيه في الأرض ودخل قارون في الأرض إلى ركبتيه، فبكى وحلفه بالرّحم، فقال له موسى (عليه السّلام): يا بن لاوي لا تزدني من كلامك، يا أرض خذيه وابتلعيه بقصره وخزائنه [170] .
فلمّا هلك قارون ووكّل الله تعالى به ملكًا يدخله في الأرض كلّ يوم قامة رجل، وكان يونس (عليه السّلام) في بطن الحوت يسبّح الله تعالى ويستغفره فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكّل به: انظرني أسمع كلام آدميّ، فأوحى الله إلى الملك: أنظره، فأنظره. ثمّ قال قارون: من أنت؟ قال يونس (عليه السّلام): أنا المذنب الخاطىء يونس بن متّى، قال: فما فعل شديد الغضب في الله في موسى بن عمران؟ قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرّؤوف الرّحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك، قال: فما فعلت كلثم بنت عمران الّتي كانت سمّيت لي؟ قال: هيهات ما بقي من آل عمران أحد، قال قارون: واأسفاه على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدّنيا؟ فرفع عنه. فلمّا رأى يونس (عليه السّلام) ذلك: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فاستجاب له وأمر الحوت فلفظه على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلّته من الشّمس فسكن، ثمّ أمر الله الشّجرة فتنحّت عنه ووقعت الشّمس عليه فجزع [171] .
فلمّا هلك قارون ووكّل الله تعالى به ملكًا يدخله في الأرض كلّ يوم قامة رجل، وكان يونس (عليه السّلام) في بطن الحوت يسبّح الله تعالى ويستغفره فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكّل به: انظرني أسمع كلام آدميّ، فأوحى الله إلى الملك: أنظره، فأنظره. ثمّ قال قارون: من أنت؟ قال يونس (عليه السّلام): أنا المذنب الخاطىء يونس بن متّى، قال: فما فعل شديد الغضب في الله في موسى بن عمران؟ قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرّؤوف الرّحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك، قال: فما فعلت كلثم بنت عمران الّتي كانت سمّيت لي؟ قال: هيهات ما بقي من آل عمران أحد، قال قارون: واأسفاه على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدّنيا؟ فرفع عنه. فلمّا رأى يونس (عليه السّلام) ذلك: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فاستجاب له وأمر الحوت فلفظه على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلّته من الشّمس فسكن، ثمّ أمر الله الشّجرة فتنحّت عنه ووقعت الشّمس عليه فجزع [171] .