Şøķåŕą
04-10-2022, 03:00 PM
من أهمّ عوامل غزوة بني قريظة ومحاربتهم، أنّهم شاركوا المشركين وساعدوهم في معركة الأحزاب ضدّ الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فلمّا انصرف النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع المسلمين عن الخندق، ووضع عنه اللامة واغتسل واستحمّ تبدّى له جبرائيل (عليه السّلام)، فقال له: عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت عنك اللامة وما وضعناها بعد، فوثب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فزعًا فعزم على النّاس أن لا يصلّوا صلاة العصر حتّى يأتوا قريظة، فلبس النّاس السّلاح فلم يأتوا بنو قريظة حتّى غربت الشّمس واختصم النّاس، فقال بعضهم: إنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عزم علينا أن لا نصلّي حتّى نأتي قريظة فإنّما نحن في عزمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فليس علينا إثم، وصلّى طائفة من النّاس احتسابًا وتركت طائفة منهم الصّلاة حتّى غربت الشّمس فصلّوها حين جاؤوا بني قريظة احتسابًا فلم يعنف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واحدًا من الفريقَيْن، ثمّ إنّه بعث عليًّا بن أبي طالب (عليه السّلام) على المقدم ودفع إليه اللّواء وأمره أن ينطلق حتّى يقف بهم على حصن بني قريظة ففعل، وخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على آثارهم، فمرّ على مجلس من الأنصار في بني غنم ينتظرون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فزعموا أنّه قال: مرّ بكم الفارس آنفًا، فقالوا: مرّ بنا دحيّة الكلبيّ على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ليس ذلك بدحيّة ولكنّه جبرائيل (عليه السّلام) أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرّعب، قالوا وسار عليٌّ (عليه السّلام) حتّى إذا دنا من الحصن سمع منهم مقالة قبيحة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فرجع حتّى لقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالطّريق، فقال: يا رسول الله لا عليك أن لا تدنو من هؤلاء الأخابث، قال: أظنّك سمعت لي منهم أذى؟ فقال: نعم يا رسول الله، فقال: لو قد رأوني لم يقولوا من ذلك شيئًا، فلمّا دنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من حصونهم، قال: يا إخوة القردة والخنازير هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟ فقالوا: يا أبا القاسم ما كنت جهولاً، وحاصرهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمسًا وعشرين ليلة حتّى أجهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرّعب، وكان حييّ بن أخطب دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت قريش وغطفان، فلمّا أيقنوا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غير منصرف عنهم حتّى يناجزهم، قال كعب بن أسد: يا معشر (اليهود) قد نزل بكم من الأمر، ما ترَوْن؟ وإنّي عارض عليكم خلالاً ثلاثًا فخذوا أيّها شئتم، قالوا: ما هنّ؟ قال: نبايع هذا الرّجل ونصدّقه فوالله لقد تبيّن لكم أنّه نبيّ مرسل وأنّه الّذي تجدونه في كتابكم فتأمنوا على دمائكم وأموالكم ونسائكم، فقالوا: لا نفارق حكم التّوراة أبدًا ولا نستبدل به غيره، قال: فإذا أبيتم عليّ هذا فهلمّوا فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثمّ نخرج إلى محمّد رجالاً مصلّتين بالسّيوف ولم نترك وراءنا ثقلاً يهمّنا حتّى يحكم الله بيننا وبين محمّد فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا نسلاً يهمّنا وإن نظهر لنجدنّ النّساء والأبناء، فقالوا: نقتل هؤلاء المساكين فما خير في العيش بعدهم؟ قال: فإذا أبيتم عليّ هذه فإنّ اللّيلة ليلة السّبت وعسى أن يكون محمّد وأصحابه قد أمنوا فيها فانزلوا فعلّنا نصيب منهم غرّة، فقالوا: نفسد سبتنا ونحدث فيها ما أحدث مَنْ كان قبلنا فأصابهم ما قد علمت من المسخ، فقال: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمّه ليلة واحدة من الدّهر حازمًا.
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين سألوه أن يحكّم فيهم رجلاً: اختاروا من شئتم من أصحابي فاختاروا سعد بن معاذ فرضي بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بسلاحهم فجعل في قُبّته وأمر بهم فكُتِّفوا وأوثِقوا وجُعِلوا في دار أسامة وبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى سعد بن معاذ فجيء به فحكم فيهم بأن يقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم وتغنم أموالهم وأنّ عقارهم للمهاجرين دون الأنصار وقال للأنصار إنّكم ذوو عقار وليس للمهاجرين عقار، فكبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال لسعد: لقد حكمت فيهم بحكم الله (عزّ وجلّ) وفي بعض الرّوايات لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، وأرقعة: جمع رقيع اسم سماء الدّنيا، فقتل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مقاتليهم وكانوا فيما زعموا ستّمائة مقاتل، وقيل قتل منهم أربعمائة وخمسين رجلاً وسبى سبعمائة وخمسين، وروي أنّهم قالوا لكعب بن أسد وهم يُذْهَب بهم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إرسالاً: يا كعب ما ترى يصنع بنا؟ فقال كعب: أفي كلّ موطن تقولون ألا ترون أنّ الدّاعي لا ينزع ومن يذهب منكم لا يرجع هو والله القتل وأتي بحييّ بن أخطب عدوّ الله، عليه حلّة فقاحيّة قد شقّها عليه من كلّ ناحية كموضع الأنملة لئلاّ يُسلَبَها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلمّا بصر برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: أما والله ما لمت نفسي على عداوتك ولكنّه من يخذل الله يُخْذَل، ثمّ قال: أيّها النّاس إنّه لا بأس بأمر الله كتاب الله وقدره ملحمة كتبت على بني إسرائيل ثمّ جلس فضرب عنقه، ثمّ قسّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نساءهم وأبناءهم وأموالهم على المسلمين وبعث بسبايا منهم إلى نجد مع سعد بن زيد الأنصاري فابتاع بهم خيلاً وسلاحًا، قالوا: فلمّا انقضى شأن بني قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ فرجعه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى خيمته الّتي ضربت عليه في المسجد. وروي عن جابر بن عبد الله، قال: جاء جبرائيل (عليه السّلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: من هذا العبد الصّالح الّذي مات فتحت له أبواب السّماء وتحرَّك له العرش؟ فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا سعد بن معاذ قد قبض [163] .
وإلى ذلك يشير القرآن الكريم في قوله: ﴿ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ﴾ [164] .
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حين سألوه أن يحكّم فيهم رجلاً: اختاروا من شئتم من أصحابي فاختاروا سعد بن معاذ فرضي بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بسلاحهم فجعل في قُبّته وأمر بهم فكُتِّفوا وأوثِقوا وجُعِلوا في دار أسامة وبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى سعد بن معاذ فجيء به فحكم فيهم بأن يقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم وتغنم أموالهم وأنّ عقارهم للمهاجرين دون الأنصار وقال للأنصار إنّكم ذوو عقار وليس للمهاجرين عقار، فكبّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال لسعد: لقد حكمت فيهم بحكم الله (عزّ وجلّ) وفي بعض الرّوايات لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة، وأرقعة: جمع رقيع اسم سماء الدّنيا، فقتل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مقاتليهم وكانوا فيما زعموا ستّمائة مقاتل، وقيل قتل منهم أربعمائة وخمسين رجلاً وسبى سبعمائة وخمسين، وروي أنّهم قالوا لكعب بن أسد وهم يُذْهَب بهم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إرسالاً: يا كعب ما ترى يصنع بنا؟ فقال كعب: أفي كلّ موطن تقولون ألا ترون أنّ الدّاعي لا ينزع ومن يذهب منكم لا يرجع هو والله القتل وأتي بحييّ بن أخطب عدوّ الله، عليه حلّة فقاحيّة قد شقّها عليه من كلّ ناحية كموضع الأنملة لئلاّ يُسلَبَها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلمّا بصر برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: أما والله ما لمت نفسي على عداوتك ولكنّه من يخذل الله يُخْذَل، ثمّ قال: أيّها النّاس إنّه لا بأس بأمر الله كتاب الله وقدره ملحمة كتبت على بني إسرائيل ثمّ جلس فضرب عنقه، ثمّ قسّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نساءهم وأبناءهم وأموالهم على المسلمين وبعث بسبايا منهم إلى نجد مع سعد بن زيد الأنصاري فابتاع بهم خيلاً وسلاحًا، قالوا: فلمّا انقضى شأن بني قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ فرجعه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى خيمته الّتي ضربت عليه في المسجد. وروي عن جابر بن عبد الله، قال: جاء جبرائيل (عليه السّلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: من هذا العبد الصّالح الّذي مات فتحت له أبواب السّماء وتحرَّك له العرش؟ فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا سعد بن معاذ قد قبض [163] .
وإلى ذلك يشير القرآن الكريم في قوله: ﴿ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ﴾ [164] .