رحيل
04-10-2022, 02:16 PM
1- الدرس الأول: أهمية دراسة السيرة والقراءةِ فيها ومناقشتها مع الأقران والجلساء؛ لأنها نبراس كبير يتمثله المسلم؛ إذ إنها سيرة أفضل البشر وخير الخلق وأحبهم إلى الله تعالى عليه الصلاة والسلام، فيمتثل القارئ والمستمع لتلك السيرة الأخلاق والعبادات والعادات الطيبة، فيكون محبوبًا عند الله تعالى وعند خلقة، فكم هو جميل لك أخي المستمع الكريم أن تجعل لك قراءة في تلك السيرة، وأقترح عليك كتابًا شيقًا في هذا المجال وهو كتاب الرحيق المختوم، فهو كتاب جميل في أسلوبه وطرحه، وقد حاز هذا الكتاب على المركز الأول في مسابقة السيرة العالمية لمؤلفه صفي الرحمن المباركفوري، وكم هو جميل أن تجتمع الأسرة على قراءة هذا الكتاب مستخلصة منه الدروس والعبر، وأن تضع عليه المسابقات الدورية وتبني عليه القيم الإيجابية.
2- الدرس الثاني: اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يتميز بشيء من العبادات، ولو كان ذلك مشروعًا لفعله خلفاؤه الراشدون والصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهو أيضًا غير معلوم بالتحديد، فقد وقع الخلاف بين أهل العلم في تاريخ هذا اليوم بالتحديد على أقوال عدة.
3- الدرس الثالث: كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم أرفع الأنساب، ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام مضربَ المثل في التواضع، فرفعة النسب لا تجلب التفاخر على الآخرين أو التكبر عليهم، بل إن الميزان الحقيقي هو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، فالميزان التقوى وليس النسب إذ إن هذا الميزان وهو التقوى سيبقى يوم القيامة، أما النسيب فإنه سيزول يقول تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101]، فنظرة الاستعلاء على الآخرين في الأنساب هي جاهلية محضة وكِبر لا مبرر له، فما أجمل التواضع مع علو النسب أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
4- الدرس الرابع: قوله عليه الصلاة والسلام: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي)، كان المنع من التكني بكنيته حال حياته عليه الصلاة والسلام، كما ذكره أهل العلم، أما بعد وفاته فلا بأس بذلك؛ لأنه أذِن لعلي إن ولد له ولد بعد وفاته أن يسميه باسمه ويكنيه بكنيته؛ كما في رواية الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وقال آخرون من أهل العلم إن المنع سائر حتى بعد حياته؛ كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى: وقال آخرون أيضًا إن النهي في الجمع بين الاسم والكنية جميعًا، وأما إفراد أحدهما فلا بأس، ولعل الأرجح أنه جائز بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
5- الدرس الخامس: ما ذكرته حليمة السعدية في إرضاعها له هو خوارق للعادة فهي كلها دليل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام، وتمهيد لها ومقدمات للبركة الحاصلة فيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانوا في جوع شديد وقحط، فلما أخذت النبي صلى الله عليه وسلم لإرضاعه ذهب عنهم ذلك الجوع وامتلأت الناقة من اللبن إلى آخر ما في قصتها من الخوارق العجيبة، وبهذا يزيد إيمان العبد عندما يقرأ تلك الخوارق العظيمة ويزداد ثباته على دينه.
6- الدرس السادس: في قصة حليمة السعدية أيضًا أنها لم تجد أحدًا ترضعه إلا ذلك اليتيم وهو محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث جاءت هي وصويحَباتها إلى مكة يردنَ إرضاع المواليد، فكل واحدة أخذت رضيعًا إلا هي لم تأخذ رضيعًا، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم على غير رغبة؛ لأنه يتيم وماذا يستفاد وراء ذلك اليتيم، فأخذته وهي كارهة، بل أخذته حتى لا ترجع وهي ليس معها رضيع، والله تعالى يقول: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، فقد يكره الإنسان الشيء وفيه خير كثير له، فالحكمة البالغة لله تعالى وهو الذي يقدِّر الأمور ويقضيها وهو أعلم وأحكم، وليس هناك شر محض بحمد الله، فالمرض مثلًا هو مكروه للنفس وفيه خير وهو التكفير للذنوب، فعندما يحصل لك أخي المستمع الكريم أمر تكرهه فتفاءل خيرًا وانظر إلى المعنى الإيجابي فيه، وإياك والتسخط والجزع، بل عليك بالصبر والرضا والتفاؤل.
7- الدرس السابع: ما ذكرته آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قالت: عندما وضعتُه أضاءت له قصور بصري، فهذا أمر خارق للعادة، وهو من الأدلة على أنه سيكون لهذا المولود شأن كبير، وفعلًا كان له شأن كبير، فهو رسول رب العالمين وأفضل الخلق أجمعين، وهذا مما يجعل الإيمان به عليه الصلاة والسلام يثبت في القلوب ثبوت الجبال الراسيات.
8- الدرس الثامن: في حادثة شق الصدر المشهورة آية عظيمة، وأمر خارق للنبي عليه الصلاة والسلام، وهو تهيئة لما سيكون عليه صلى الله عليه وسلم من النبوة والرسالة وعدم تسلُّط الشيطان عليه، وهو أيضًا تدعيم لأمته في تقوية إيمانهم به عليه الصلاة والسلام؛ حيث تم تنقية قلبه من مغمز الشيطان وتطهيره من كل خلق ذميم، وحتى لا يكون في قلبه إلا التوحيد الخالص؛ كما قاله السهيلي رحمه الله، فهذا الشق هو أمر حسي وقدرة إلهية عظيمة، وقد وردت في الصحيح، وهذا كما يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: مما يجب التسليم به دون التعرض لصرفه عن حقيقته، فلا يستحيل شيء على الله عز وجل.
هذا التطهير لقلبه عليه الصلاة والسلام هو إعداد للعصمة من الشر والشرك، وقد دلت أحداث صباه عليه الصلاة والسلام على ذلك، فلم يرتكب إثمًا ولم يسجد لصنم رغم انتشار ذلك عند قريش، وكانت الحادثة بهذا الشكل الحسي؛ ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم.
9- الدرس التاسع: الخير كله فيما اختاره الله لعبده، فإن حليمة لم تأخذ محمدًا عليه الصلاة والسلام رغبة فيه، فإنه يتيم وقد لا تربح من اليتيم شيئًا، لكن الله صرف النسوة كلهنَّ عنه، وجعله من نصيب حليمة، ولم تفرح حليمة بهذا في مبدأ الأمر، بل كرهته ولكن الله يختار لعبده ما هو خير له، حتى اتضحت نتائج هذا الاختيار مع بداية أخذه، وكان من الخير الذي لحق حليمة الشيء الكثير، فقد درَّ ثدياها أكثر من ذي قبل، وأرضعت طفلها الذي لم ينم من الجوع فشبع وسكن ونام، فبنومه ارتاحت هي وزوجها وظهرت أيضًا البركة على ناقتهم؛ حيث كانت لا تدر اللبن، وبعد ذلك كانت تفيض اللبن الكثير الذي لم يعهد فيها، وظهرت البركة أيضًا على أغنامهم، وكانت هذا الأغنام أول الأمر عجفاوات هزيلات، ثم كانت بعد ذلك على أحسن مرأى ومن البركة أيضًا أن تشرَّف بيت حليمة بإرضاعه عليه الصلاة والسلام، وهو يذكر بهذا الشرف إلى قيام الساعة بخلاف النساء المرضعات الأخريات، وهذا درس عظيم لكل مسلم بأن يطمئن قلبه إلى ما قدره الله واختاره له، فيرضى ولا يندم، ويسلِّم الأمر لله ويحمده عليه.
10- الدرس العاشر: على المسلم أن يؤمن بقدرة الله تعالى القاهرة والعامة بأنه عز وجل على كل شيء قدير، وأنه يفعل ما يشاء، فالخلق خلقه والأمرُ أمره، وهو علام الغيوب يعلم ما ستؤول إليه الأمور، وهو الحكيم العليم فهو يقدِّر الأشياء بعلم وحكمه، ولا يعجزه شيء، وأمر الله تعالى نافذ إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، فهذه التدابير والمقادير في السيرة كلها حصلت بتقدير الله تعالى وعلمه وحكمته، فتأمل كيف صرف النسوة عن محمد عليه الصلاة والسلام، وجعله من نصيب حليمه، وتأمل كيف جاء جبريل وأمسك بمحمد عليه الصلاة والسلام أمام الصبية وشق صدره شقًّا حسيًّا، وغسل قلبه بماء زمزم .... إلخ، كل ذلك بقدرة القدير العظيم، فالإيمان بذلك واجب من واجبات الدين؛ لأن المسلم إذا آمن بهذه القدرة الإلهية، فإنه يعطيه اطمئنانًا وسعادة في الدنيا والآخرة؛ لأنه آمن بهذا الرب العظيم، فالله عز وجل على كل شيء قدير، ولا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
2- الدرس الثاني: اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم لا يتميز بشيء من العبادات، ولو كان ذلك مشروعًا لفعله خلفاؤه الراشدون والصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهو أيضًا غير معلوم بالتحديد، فقد وقع الخلاف بين أهل العلم في تاريخ هذا اليوم بالتحديد على أقوال عدة.
3- الدرس الثالث: كان نسب النبي صلى الله عليه وسلم أرفع الأنساب، ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام مضربَ المثل في التواضع، فرفعة النسب لا تجلب التفاخر على الآخرين أو التكبر عليهم، بل إن الميزان الحقيقي هو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، فالميزان التقوى وليس النسب إذ إن هذا الميزان وهو التقوى سيبقى يوم القيامة، أما النسيب فإنه سيزول يقول تعالى: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101]، فنظرة الاستعلاء على الآخرين في الأنساب هي جاهلية محضة وكِبر لا مبرر له، فما أجمل التواضع مع علو النسب أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
4- الدرس الرابع: قوله عليه الصلاة والسلام: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي)، كان المنع من التكني بكنيته حال حياته عليه الصلاة والسلام، كما ذكره أهل العلم، أما بعد وفاته فلا بأس بذلك؛ لأنه أذِن لعلي إن ولد له ولد بعد وفاته أن يسميه باسمه ويكنيه بكنيته؛ كما في رواية الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وقال آخرون من أهل العلم إن المنع سائر حتى بعد حياته؛ كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى: وقال آخرون أيضًا إن النهي في الجمع بين الاسم والكنية جميعًا، وأما إفراد أحدهما فلا بأس، ولعل الأرجح أنه جائز بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
5- الدرس الخامس: ما ذكرته حليمة السعدية في إرضاعها له هو خوارق للعادة فهي كلها دليل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام، وتمهيد لها ومقدمات للبركة الحاصلة فيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانوا في جوع شديد وقحط، فلما أخذت النبي صلى الله عليه وسلم لإرضاعه ذهب عنهم ذلك الجوع وامتلأت الناقة من اللبن إلى آخر ما في قصتها من الخوارق العجيبة، وبهذا يزيد إيمان العبد عندما يقرأ تلك الخوارق العظيمة ويزداد ثباته على دينه.
6- الدرس السادس: في قصة حليمة السعدية أيضًا أنها لم تجد أحدًا ترضعه إلا ذلك اليتيم وهو محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث جاءت هي وصويحَباتها إلى مكة يردنَ إرضاع المواليد، فكل واحدة أخذت رضيعًا إلا هي لم تأخذ رضيعًا، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم على غير رغبة؛ لأنه يتيم وماذا يستفاد وراء ذلك اليتيم، فأخذته وهي كارهة، بل أخذته حتى لا ترجع وهي ليس معها رضيع، والله تعالى يقول: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، فقد يكره الإنسان الشيء وفيه خير كثير له، فالحكمة البالغة لله تعالى وهو الذي يقدِّر الأمور ويقضيها وهو أعلم وأحكم، وليس هناك شر محض بحمد الله، فالمرض مثلًا هو مكروه للنفس وفيه خير وهو التكفير للذنوب، فعندما يحصل لك أخي المستمع الكريم أمر تكرهه فتفاءل خيرًا وانظر إلى المعنى الإيجابي فيه، وإياك والتسخط والجزع، بل عليك بالصبر والرضا والتفاؤل.
7- الدرس السابع: ما ذكرته آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قالت: عندما وضعتُه أضاءت له قصور بصري، فهذا أمر خارق للعادة، وهو من الأدلة على أنه سيكون لهذا المولود شأن كبير، وفعلًا كان له شأن كبير، فهو رسول رب العالمين وأفضل الخلق أجمعين، وهذا مما يجعل الإيمان به عليه الصلاة والسلام يثبت في القلوب ثبوت الجبال الراسيات.
8- الدرس الثامن: في حادثة شق الصدر المشهورة آية عظيمة، وأمر خارق للنبي عليه الصلاة والسلام، وهو تهيئة لما سيكون عليه صلى الله عليه وسلم من النبوة والرسالة وعدم تسلُّط الشيطان عليه، وهو أيضًا تدعيم لأمته في تقوية إيمانهم به عليه الصلاة والسلام؛ حيث تم تنقية قلبه من مغمز الشيطان وتطهيره من كل خلق ذميم، وحتى لا يكون في قلبه إلا التوحيد الخالص؛ كما قاله السهيلي رحمه الله، فهذا الشق هو أمر حسي وقدرة إلهية عظيمة، وقد وردت في الصحيح، وهذا كما يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: مما يجب التسليم به دون التعرض لصرفه عن حقيقته، فلا يستحيل شيء على الله عز وجل.
هذا التطهير لقلبه عليه الصلاة والسلام هو إعداد للعصمة من الشر والشرك، وقد دلت أحداث صباه عليه الصلاة والسلام على ذلك، فلم يرتكب إثمًا ولم يسجد لصنم رغم انتشار ذلك عند قريش، وكانت الحادثة بهذا الشكل الحسي؛ ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم.
9- الدرس التاسع: الخير كله فيما اختاره الله لعبده، فإن حليمة لم تأخذ محمدًا عليه الصلاة والسلام رغبة فيه، فإنه يتيم وقد لا تربح من اليتيم شيئًا، لكن الله صرف النسوة كلهنَّ عنه، وجعله من نصيب حليمة، ولم تفرح حليمة بهذا في مبدأ الأمر، بل كرهته ولكن الله يختار لعبده ما هو خير له، حتى اتضحت نتائج هذا الاختيار مع بداية أخذه، وكان من الخير الذي لحق حليمة الشيء الكثير، فقد درَّ ثدياها أكثر من ذي قبل، وأرضعت طفلها الذي لم ينم من الجوع فشبع وسكن ونام، فبنومه ارتاحت هي وزوجها وظهرت أيضًا البركة على ناقتهم؛ حيث كانت لا تدر اللبن، وبعد ذلك كانت تفيض اللبن الكثير الذي لم يعهد فيها، وظهرت البركة أيضًا على أغنامهم، وكانت هذا الأغنام أول الأمر عجفاوات هزيلات، ثم كانت بعد ذلك على أحسن مرأى ومن البركة أيضًا أن تشرَّف بيت حليمة بإرضاعه عليه الصلاة والسلام، وهو يذكر بهذا الشرف إلى قيام الساعة بخلاف النساء المرضعات الأخريات، وهذا درس عظيم لكل مسلم بأن يطمئن قلبه إلى ما قدره الله واختاره له، فيرضى ولا يندم، ويسلِّم الأمر لله ويحمده عليه.
10- الدرس العاشر: على المسلم أن يؤمن بقدرة الله تعالى القاهرة والعامة بأنه عز وجل على كل شيء قدير، وأنه يفعل ما يشاء، فالخلق خلقه والأمرُ أمره، وهو علام الغيوب يعلم ما ستؤول إليه الأمور، وهو الحكيم العليم فهو يقدِّر الأشياء بعلم وحكمه، ولا يعجزه شيء، وأمر الله تعالى نافذ إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، فهذه التدابير والمقادير في السيرة كلها حصلت بتقدير الله تعالى وعلمه وحكمته، فتأمل كيف صرف النسوة عن محمد عليه الصلاة والسلام، وجعله من نصيب حليمه، وتأمل كيف جاء جبريل وأمسك بمحمد عليه الصلاة والسلام أمام الصبية وشق صدره شقًّا حسيًّا، وغسل قلبه بماء زمزم .... إلخ، كل ذلك بقدرة القدير العظيم، فالإيمان بذلك واجب من واجبات الدين؛ لأن المسلم إذا آمن بهذه القدرة الإلهية، فإنه يعطيه اطمئنانًا وسعادة في الدنيا والآخرة؛ لأنه آمن بهذا الرب العظيم، فالله عز وجل على كل شيء قدير، ولا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.