Şøķåŕą
04-07-2022, 08:38 PM
عن أبي عبد الله (عليه السّلام): ما ردّ الله العذاب إلاّ عن قوم يونس، وكان يونس يدعو قومه إلى الإسلام فيأبون ذلك، فهمّ أن يدعو عليهم، وكان فيهم رجلان عابد وعالم، وكان اسم أحدهما مليخا والآخر روبيل، فكان العابد يشير على يونس (عليه السّلام) بالدّعاء عليهم، وكان العالم ينهاه ويقول: لا تدع عليهم فإنّ الله يستجيب لك ولا يحبّ هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل من العالم، فدعا عليهم، فأوحى الله إليه: أن يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا.
فلمّا قرب الوقت خرج يونس (عليه السّلام) مع العابد وبقي العالم فيها. فلمّا كان في ذلك اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله فلعلّه يرحمكم فيردّ العذاب عنكم، فقالوا: كيف نفعل؟ قال: اخرجوا إلى المفازة وفرّقوا بين النّساء والأولاد وبين الإبل وأولادها وبين البقر وأولادها وبين الغنم وأولادها ثمّ ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجّوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرّق العذاب على الجبال، وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس (عليه السّلام) لينظر كيف أهلكهم الله فرأى الزّارعين يزرعون في أرضهم، فقال لهم: ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له ولم يعرفوه: أنّ يونس دعا عليهم، فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم، فاجتمعوا وبكوا، فدعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرّق العذاب على الجبال، فهم ذا يطلبون يونس (عليه السّلام) ليؤمنوا به، فغضب يونس ومرّ على وجهه مغاضبًا به، كما حكى الله: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ حتّى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس (عليه السّلام) أن يحملوه، فحملوه، فلمّا توسّط البحر، بعث الله حوتًا عظيمًا، فحبس عليهم السّفينة فنظر إليه يونس (عليه السّلام) ففزع، فصار في مؤخرة السّفينة، فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السّفينة فقالوا: فينا عاص، فتساهموا فخرج سهم يونس (عليه السّلام). وهو قول الله (عزّ وجلّ): ﴿ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ فأخرجوه فألقوه في البحر فالتقمه الحوت ومرّ في الماء، وكان يونس (عليه السّلام) في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فلمّا رأى يونس (عليه السّلام) ذلك: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فاستجاب له وأمر الحوت فلفظته على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلّته من الشّمس فسكن. ولمّا استعاد يونس (عليه السّلام) عافيته وردّ الله صحّة بدنه رجع إلى قومه وآمنوا به.
المسألة المهمّة الّتي أراد المولى (عزّ وجلّ) أن يلفت بها انتباهنا هي أنَّ الاعتراف بالتّقصير والتّسبيح الخالص المترافق مع النّدم سبب لنجاة المؤمن من كلّ ضيق وجزع، والقرآن الكريم يقول: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [155] .
فلمّا قرب الوقت خرج يونس (عليه السّلام) مع العابد وبقي العالم فيها. فلمّا كان في ذلك اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله فلعلّه يرحمكم فيردّ العذاب عنكم، فقالوا: كيف نفعل؟ قال: اخرجوا إلى المفازة وفرّقوا بين النّساء والأولاد وبين الإبل وأولادها وبين البقر وأولادها وبين الغنم وأولادها ثمّ ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجّوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرّق العذاب على الجبال، وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس (عليه السّلام) لينظر كيف أهلكهم الله فرأى الزّارعين يزرعون في أرضهم، فقال لهم: ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له ولم يعرفوه: أنّ يونس دعا عليهم، فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم، فاجتمعوا وبكوا، فدعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرّق العذاب على الجبال، فهم ذا يطلبون يونس (عليه السّلام) ليؤمنوا به، فغضب يونس ومرّ على وجهه مغاضبًا به، كما حكى الله: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ حتّى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس (عليه السّلام) أن يحملوه، فحملوه، فلمّا توسّط البحر، بعث الله حوتًا عظيمًا، فحبس عليهم السّفينة فنظر إليه يونس (عليه السّلام) ففزع، فصار في مؤخرة السّفينة، فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السّفينة فقالوا: فينا عاص، فتساهموا فخرج سهم يونس (عليه السّلام). وهو قول الله (عزّ وجلّ): ﴿ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ فأخرجوه فألقوه في البحر فالتقمه الحوت ومرّ في الماء، وكان يونس (عليه السّلام) في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فلمّا رأى يونس (عليه السّلام) ذلك: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ فاستجاب له وأمر الحوت فلفظته على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلّته من الشّمس فسكن. ولمّا استعاد يونس (عليه السّلام) عافيته وردّ الله صحّة بدنه رجع إلى قومه وآمنوا به.
المسألة المهمّة الّتي أراد المولى (عزّ وجلّ) أن يلفت بها انتباهنا هي أنَّ الاعتراف بالتّقصير والتّسبيح الخالص المترافق مع النّدم سبب لنجاة المؤمن من كلّ ضيق وجزع، والقرآن الكريم يقول: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [155] .