الدكتور على حسن
04-05-2022, 06:54 PM
يواصل فضيلة الإمام الأكبر حديثه الرمضانى حول أسماء الله الحسنى وأكد فضيلته فى البرنامج الرمضانى «حديث الإمام الطيب» أن القُرآن الكريم يَنُصُّ على أنَّ للهِ تعالى أسماءً وَصَفَها بالحُسْن، وأمرَ عبادَه المؤمنين أنْ يَدعوه بها.
يقول الإمام: قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فى الحديث الصَّحيح إن عدَّةَ هذه الأسماء تسعة وتسعين اسمًا، وأكَّد -فى بعضِ الروايات- هذا العددَ بقوله: «مائة إلَّا واحدًا».. وأنَّ بعضَ العُلماء استنْبَط من حديثٍ آخَر أنَّ الأسماءَ الحُسنى ليست محصورة فى هذا العدد، وأن لله تعالى أسماءً أُخرى استأثر بعلمها، لا يعلمُها أحدٌ من خلقه.. وأنَّ البعض الآخر جمَع بين الحديثين بأنَّ الأسماء الحُسنى تسعة وتسعون، وأنَّ الأسماء الأخرى التى لا نَعلمُها راجعةٌ إلى ما نعلمه من الأسماء الحسنى: مأخوذةٌ منها، ومرتبطةٌ بها. هذا، وليس المُراد من قولِه: «مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة» مُجرَّد الإحصاء والعد، فهذا أمرٌ سهلٌ وميسور، والثواب على قَدْرِ المَشَقَّة كما هو معلومٌ، ولكن مَنْ أَحْصَاها عِلْمًا وعَمَلًا بما فيها من مكارم الأخلاق،
دخل الجنَّة.
وذِكرُ اسم «الله» فى بداية القرآن الكريم، وسواء قُلنا: إنَّ أولَ آيةٍ فى سورة الفاتحة هى بسم «الله» الرحمن الرحيم، على ما ذهب إليه الإمام الشافعي، أو قلنا: إن أول آية فيها هي: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين»، على ما ذهب إليه غيرُه من الأئمَّة، فإنَّ اسم «الله» تعالى هو «أول من الأسماء الحُسنى» يبدأ به القرآن الكريم أول آية فى فاتحة الكتاب، وقد ذهب العلماء فى تفسير هذا الاسم واستشراف معانيه مذاهبَ يَصعُب استقصاؤها،
بل الإلمام بها ولو على نحوٍ إجمالي.
وما يَهمُّنا منها هو أنْ نعلمَ أنَّ كثيرًا من علمائنا يرى أنَّ هذا الاسم «عَلَمٌ» على الذَّات الإلهية، وأنَّه فى لفظه ومعناه ليس مأخوذًا من معنى اسم آخَر أو مُشتقًّا منه، كما هو الحال -مثلًا- فى اسم: «الصَّبُور» المأخوذ من الصَّبر والمشتق منه، أو «القدير» المشتق من القُدرة، أو «السَّميع» المشتق من السَّمع، وهكذا باقى الأسماء الحسنى، إلا هذا «الاسم» فإنَّ أكثر العلماء يقولون «لا سبيل للعقل إلى معرفةِ كيفية اشتقاقه، وإذا ثبت أنَّ «ذات» الحق -سبحانه وتعالى- لا سبيلَ للعقل إلى معرفتها حق المعرفة؛ فوجب أن يكون هذا الاسم كذلك»
وهكذا يكتفى كثيرٌ من العلماء باستخراج بعض دلالاتٍ يَتضمَّنها معنى هذا الاسم، ومنها أنَّه «الواجب الوجود»، ومعناه: أنَّ الله تعالى هو «الموجود» على الحقيقة؛ لأن وجوده من ذاته، بينما باقى الموجودات وجودُها ليس من ذاتها، وإنَّما الله وحدَه هو مَنْ يَهب لها الوجود حين يشاء، ويَسلُبُه منها حين يريد، وأمرٌ آخَر يُشير إلى أوَّليَّة هذا «الاسم» وتَقدُّمه على سائر الأسماء، هو أنَّ باقى الأسماء الحُسنى تُضاف إليه، بمعنى أنها تُسنَد إليه، فيُقال: «الله هو الصبور»، الله هو الغني، الله هو السميع، الله هو البصير، وهكذا سائر الأسماء، بينما يَمتنع أن يُقال: الصبور هو الله، أو الغنى هو الله... إلخ.. أو فيما يقول الإمام الغزالي: «فيُقال: الصبور والشكور والملك والجبار من أسماء الله تعالى،
ولا يُقال: الله من أسماء الصبور».
ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى القول بأنَّ هذا «الاسم» هو اسم الله الأعظم، الذى إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.
والسؤال الآن:
ما هو حظ العبد من هذا الاسم «الله»؟
والجواب: هو التشبُّه بما يَتضمَّنُه هذا الاسم من معنى «التألُّه» قَدْرَ طاقتِه البشرية.. ومعنى التألُّه: اشتغال القلب والشعور والفكر بالله تعالى، واليقين الدائم بأنَّه الملجأ والملاذ، وأنه السَّنَدُ الذى يُعتَمد عليه، وأنَّ ما سواه لا يَملك من أمره شيئًا فضلًا عن أن يَملك أمر غيره.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتــور علـــى
يقول الإمام: قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فى الحديث الصَّحيح إن عدَّةَ هذه الأسماء تسعة وتسعين اسمًا، وأكَّد -فى بعضِ الروايات- هذا العددَ بقوله: «مائة إلَّا واحدًا».. وأنَّ بعضَ العُلماء استنْبَط من حديثٍ آخَر أنَّ الأسماءَ الحُسنى ليست محصورة فى هذا العدد، وأن لله تعالى أسماءً أُخرى استأثر بعلمها، لا يعلمُها أحدٌ من خلقه.. وأنَّ البعض الآخر جمَع بين الحديثين بأنَّ الأسماء الحُسنى تسعة وتسعون، وأنَّ الأسماء الأخرى التى لا نَعلمُها راجعةٌ إلى ما نعلمه من الأسماء الحسنى: مأخوذةٌ منها، ومرتبطةٌ بها. هذا، وليس المُراد من قولِه: «مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة» مُجرَّد الإحصاء والعد، فهذا أمرٌ سهلٌ وميسور، والثواب على قَدْرِ المَشَقَّة كما هو معلومٌ، ولكن مَنْ أَحْصَاها عِلْمًا وعَمَلًا بما فيها من مكارم الأخلاق،
دخل الجنَّة.
وذِكرُ اسم «الله» فى بداية القرآن الكريم، وسواء قُلنا: إنَّ أولَ آيةٍ فى سورة الفاتحة هى بسم «الله» الرحمن الرحيم، على ما ذهب إليه الإمام الشافعي، أو قلنا: إن أول آية فيها هي: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين»، على ما ذهب إليه غيرُه من الأئمَّة، فإنَّ اسم «الله» تعالى هو «أول من الأسماء الحُسنى» يبدأ به القرآن الكريم أول آية فى فاتحة الكتاب، وقد ذهب العلماء فى تفسير هذا الاسم واستشراف معانيه مذاهبَ يَصعُب استقصاؤها،
بل الإلمام بها ولو على نحوٍ إجمالي.
وما يَهمُّنا منها هو أنْ نعلمَ أنَّ كثيرًا من علمائنا يرى أنَّ هذا الاسم «عَلَمٌ» على الذَّات الإلهية، وأنَّه فى لفظه ومعناه ليس مأخوذًا من معنى اسم آخَر أو مُشتقًّا منه، كما هو الحال -مثلًا- فى اسم: «الصَّبُور» المأخوذ من الصَّبر والمشتق منه، أو «القدير» المشتق من القُدرة، أو «السَّميع» المشتق من السَّمع، وهكذا باقى الأسماء الحسنى، إلا هذا «الاسم» فإنَّ أكثر العلماء يقولون «لا سبيل للعقل إلى معرفةِ كيفية اشتقاقه، وإذا ثبت أنَّ «ذات» الحق -سبحانه وتعالى- لا سبيلَ للعقل إلى معرفتها حق المعرفة؛ فوجب أن يكون هذا الاسم كذلك»
وهكذا يكتفى كثيرٌ من العلماء باستخراج بعض دلالاتٍ يَتضمَّنها معنى هذا الاسم، ومنها أنَّه «الواجب الوجود»، ومعناه: أنَّ الله تعالى هو «الموجود» على الحقيقة؛ لأن وجوده من ذاته، بينما باقى الموجودات وجودُها ليس من ذاتها، وإنَّما الله وحدَه هو مَنْ يَهب لها الوجود حين يشاء، ويَسلُبُه منها حين يريد، وأمرٌ آخَر يُشير إلى أوَّليَّة هذا «الاسم» وتَقدُّمه على سائر الأسماء، هو أنَّ باقى الأسماء الحُسنى تُضاف إليه، بمعنى أنها تُسنَد إليه، فيُقال: «الله هو الصبور»، الله هو الغني، الله هو السميع، الله هو البصير، وهكذا سائر الأسماء، بينما يَمتنع أن يُقال: الصبور هو الله، أو الغنى هو الله... إلخ.. أو فيما يقول الإمام الغزالي: «فيُقال: الصبور والشكور والملك والجبار من أسماء الله تعالى،
ولا يُقال: الله من أسماء الصبور».
ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى القول بأنَّ هذا «الاسم» هو اسم الله الأعظم، الذى إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.
والسؤال الآن:
ما هو حظ العبد من هذا الاسم «الله»؟
والجواب: هو التشبُّه بما يَتضمَّنُه هذا الاسم من معنى «التألُّه» قَدْرَ طاقتِه البشرية.. ومعنى التألُّه: اشتغال القلب والشعور والفكر بالله تعالى، واليقين الدائم بأنَّه الملجأ والملاذ، وأنه السَّنَدُ الذى يُعتَمد عليه، وأنَّ ما سواه لا يَملك من أمره شيئًا فضلًا عن أن يَملك أمر غيره.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتــور علـــى